مرحلة تعتبرها الحكومة مهمة جديدة من أجل السيطرة على انتشار فيروس الكورونا وتجنب تسجيل موجة ثانية، وبذلك ستجد وزارة الصحة نفسها أمام تحد كبير وهو إنجاح المرحلة الثالثة من أجل الانتقال الآمن إلى أصعب مرحلة وهي فتح المجال الجوي والبري والبحري بداية من 27 جوان الجاري وانطلاق الموسم السياحي بداية من شهر جويلية المقبل، فالمرحلة القادمة تقتضي -بالرغم من المؤشرات الايجابية المسجلة وعدم تسجيل حالات عدوى محلية- الحذر واليقظة باعتبار أن الأرقام المسجلة تبقى هشة وأن المخاطر مازلت قائمة.
وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة أمس فقد تمّ بتاريخ 02 جوان الجاريّ، إجراء 287 تحليلا مخبريا من بينها 04 تحاليل في إطار متابعة المرضى السابقين ليبلغ بذلك العدد الجملي للتحاليل 53161. وقد تم تسجيل 03 تحاليل إيجابية، 02 منها لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و01 حالة إصابة جديدة وافدة من ضمن الذين تم إجلاؤهم ووضعهم في مراكز الحجر الصحي الإجباري، ليبلغ العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها 1087 حالة مؤكدة موزعة بين 965 حالة شفاء و49 حالة وفاة (تم تسجيل حالة وفاة لشخص مصاب مسجل سابقا) و73 حالة إصابة مازالت حاملة للفيروس وهي بصدد الخضوع للمتابعة.
مراحل ما بعد 14 جوان الجاري
3 مراحل عاشت على وقعها البلاد إلى حد الآن قبل الدخول في مرحلة جديدة، مراحل انطلقت بالحجر الصحي الشامل فالمرحلة الأولى من الحجر الصحي الموجه ثم المرحلة الثانية من الحجر الموجه التي انتهت يوم أمس، لتصل حاليا إلى المرحلة الثالثة من الحجر الموجه، وبالنسبة إلى وزارة الصحة فإن مراحل الحجر لن تنتهي يوم 14 جوان الجاري بل ستكون هناك مراحل أخرى، مرحلة من 15 جوان إلى غاية 27 من نفس الشهر تاريخ فتح المجال الجوي والبري والبحري ومرحلة أخرى من 27 جوان تمتد إلى شهر أوت، ولضمان الانتقال الآمن بين المراحل فإن الحكومة وكل الهياكل المعنية تستعد جيدا لذلك وتتخذ العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية إلى جانب مواصلة الاجتماعات والجلسات للسهر إلى إنجاح تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمجابهة فيروس الكورونا.
المرحلة الثالثة من الحجر الموجه لن تكون الأخيرة..
وفق تصريح عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا الطاهر قرقاح لـ«المغرب» فإن المرحلة الثالثة من الحجر الصحي الموجه لن تكون الأخيرة وهناك مرحلة مهمة هي مرحلة ما بعد 27 جوان الجاري، مشيرا إلى أن المؤشرات الايجابية المسجلة تدل على أن الوضع الوبائي تحت السيطرة وفي استقرار ولكن هذا الاستقرار يبقى هشا، فهو مرتبط بمدى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية الذاتية المتمثلة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي رهن مدى تطور الوضع الوبائي الإقليمي والعالمي، المسألة الثالثة أن هذا الفيروس لا يمكن رؤيته وعدة جوانب متعلقة به مازالت غير معروفة فضلا عن ذلك فهو سريع الانتشار والإنسان هو المسؤول الأول عن انتشاره أضف إلى ذلك عدم وجود لقاح أو دواء ملائم له، عوامل مازالت تثير التخوفات والتي ستزداد مع عودة التونسيين من الخارج وقدوم السياح إلى جانب عودة نشاط المساجد ودور الثقافة والمهرجانات...وهذا ما يقتضي مزيدا من اليقظة لاسيما وأن الحالات الوافدة قد تكون سببا في تفشي العدوى المحلية.
خطى بطيئة ولكن ثابتة
وأضاف محدثنا أن المرحلة المقبلة تقتضي مزيد تضافر الجهود وإيجاد معادلة بين الرهانات الصحية والرهانات الاقتصادية والاجتماعية، ليشدد على أن البلاد لا تتحمل العودة من جديد إلى الحجر الصحي الشامل وتقرر السير بخطى بطيئة ولكن ثابتة لضمان عدم العودة إلى نقطة الصفر. وأضاف أن الإستراتيجية الوطنية لمجابهة الفيروس قائمة بالأساس على الوقاية وعلى ضوء النتائج المحققة يتم إدخال بعض التعديلات عليها، فتواصل تطبيق الإجراءات الوقائية سيضمن مواصلة السيطرة على الوباء وعدم تسجيل موجة ثانية، مبرزا أنه بعد 14 جوان سيتم تقييم كافة المراحل السابقة واتخاذ القرار المناسب إما بالمحافظة على ذات الإستراتيجية أو تغييرها والعودة إلى الوراء.