إعادة التموقع الإقليمي والدولي ، فزيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن بكل ما حملته من اتفاقيات تكشف عن زخم جديد للاستراتيجية الدولية لبن سلمان في إعادة الدور الدبلوماسي لبلاده .
في خضم الحروب والأزمات التي تعيشها المنطقة والعالم من حرب الإبادة في غزة الى حرب أوكرانيا المتواصلة والحرب التجارية بين واشنطن وبيكين وغيرها من الملفات ، تأتي الزيارة لتعيد طرح موازين القوى الإقليمية في سياق دولي متأجج. اذ يسعى بن سلمان الى التعامل ببراغماتية مع المتغيرات ، وتمكن من ان يحصل على اعتراف دونالد ترامب بالمملكة العربية السعودية "حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي". كما وقع "اتفاقية دفاع استراتيجي" مع واشنطن. في هذا السياق أشار ترامب إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تعززت بفضل زيارة الأمير محمد بن سلمان الحالية. في المقابل قدم الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة تعهدا بالاستثمار بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة.
فترامب القادم من عالم الأعمال والاستثمارات يعطي أولوية للصفقات التي تلبي طموحاته ومصالح بلاده بما في ذلك رفع الاستثمارات السعودية . وأفاد ترامب بأن السعودية ستشتري من الولايات المتحدة أسلحة وذخائر وخدمات دفاعية بقيمة تقارب 140 مليار دولار، مشيراً إلى أن ذلك سيوفر آلاف فرص العمل للأمريكيين.
ومن الملاحظ أن الرياض تعتمد استراتيجية جديدة في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية فالتحرك الى الولايات المتحدة والحفاظ على علاقات جيدة مع الصين يرسخ الدور الذي تريده المملكة كقوة أساسية في التوازنات الأمنية والسياسية والعسكرية الإقليمية .
ويسعى ترامب كذلك للحصول على تأييد سعودي لخطته في غزة بما في ذلك إعادة الإعمار. وتطرق ترامب الى زيادة التعاون الاقتصادي بين المملكة وواشنطن ويتجلى ذلك من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة لعل أهمها الاتفاق الدفاعي وإبرام صفقة نووية مدنية وكذلك شراء الرياض لمقاتلات إف-35 في إطار اتفاق مماثل عقدته واشنطن مع "إسرائيل" .
وقال ولي العهد السعودي في هذا السياق إن بلاده ستعلن عن زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة لتصل إلى نحو تريليون دولار، مشددا على أن السعودية تؤمن بمستقبل مشترك مع الولايات المتحدة، وتصنع فرصا حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي .
ويرى البعض ان هذه الزيارة حملت تحولا كبيرا للسياسات الأمريكية تجاه الرياض ، فلأول مرة تبيع الولايات المتحدة مقاتلات "إف-35" للسعودية بشكل يغير من التوازن العسكري الذي كانت تتحكم به دولة الاحتلال الصهيوني في المنطقة. والمعلوم ان طائرات اف 35 طائرة شبحية متقدمة بتقنيات تخفي واستشعار متطورة، وكانت وراء الاختراقات الصهيونية في حرب لبنان وغزة . فهذا النوع من الطائرات يتميز بقدرات عالية في الاستهداف والاتصال والدعم اللوجستي لضمان الهيمنة الجوية. وكانت دولة الاحتلال هي المالكة الوحيدة لهذا النوع من الطائرات في المنطقة واليوم تكسر الرياض هذا الاحتكار ، لتملك احدى اهم الطائرات العسكرية تطورا في العالم .
وفيما يتعلق بالضغوط الأمريكية لحث الرياض على الانضمام لاتفاقيات التطبيع الابراهيمية اشترط بن سلمان التأكد من أن الطريق نحو حلّ الدولتين مرسوم بوضوح". ولعل السؤال الأهم اليوم هل ستتمكن الرياض من النأي بنفسها عن الاتفاقيات الابراهيمية والحفاظ على مبادئ دبلوماسيتها التقليدية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ؟.
للحديث بقية زيارة بن سلمان لواشنطن ...الدلالات والتأثيرات
- بقلم روعة قاسم
- 15:15 20/11/2025
- 26 عدد المشاهدات
تسير المملكة العربية السعودية بخطى حثيثة نحو