بالرغم من أن عدد الحالات المؤكد إصابتها «بفيروس الكورونا» مقارنة بالدول الأخرى، يعتبر غير مرتفعا إلا أن ذلك لا يعنى أبدا أننا تجاوزنا مرحلة ذروة انتشار الفيروس أو السيطرة عليه، فقد حصد الفيروس 18 شخصا إلى حدود يوم الأمس، كما أن العدد المعلن عنه هو من بين الحالات المشكوك فيها والتي تم إجراء تحاليل لها وبالتالي ضرورة الالتزام بالحجر الصحي الشامل والتوفي من الفيروس أمر محتوم ومظاهر خرق الحجر الصحي والتدافع نتائجها ستكون وخيمة على المدى القريب، لا سيما وأن عدد حالات الإصابة قد ارتفع إلى 495 حالة مقابل تسجيل 5 حالات شفاء فقط.
كشفت وزارة الصحة في بلاغ لها أمس أنه بتاريخ 02 أفريل الجاري، تم تسجيل 40 حالة إصابة جديدة من مجموع 606 تحليلا مخبريا (المخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول: 307 تحليلا، مخبر معهد باستور تونس: 235 تحليلا، مخبر مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير: 24 تحليلا، مخبر مستشفى فرحات حشاد بسوسة: 40 تحليلا) ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 495 حالة مؤكدة من بين 5736 تحليلا جمليا.
توزيع حالات الإصابة على 22 ولاية
تتوزع حالات الإصابة المؤكدة على 22 ولاية بلغت أعلاها في ولاية تونس حيث تجاوز عددها 100 إصابة مؤكدة، سجلت 112 حالة وأيضا في ولاية أريانة التي ارتفع فيها عدد المصابين إلى 67 مصابا ونفس الشيء في ولاية بن عروس وصل العدد إلى 49 حالة في حين استقر العدد في ولاية منوبة على 10 حالات، وبالتالي فإن تونس الكبرى قد وصل عدد الحالات فيها إلى 238 حالة، وبالنسبة لبقية الولايات فقد تمّ في ولاية نابل تسجيل 11 حالة وفي بنزرت 15 حالة وفي حالة وحيدة في باجة و5 حالات في الكاف و45 حالة في سوسة و27 حالة في المنستير و9 حالات في المهدية و22 حالة في صفاقس و4 حالات في القيروان وحالتين اثنتين في القصرين و5 حالات في سيدي بوزيد و7 حالات في قابس و57 حالة في مدنين و9 حالات في تطاوين و5 حالات في قفصة و30 حالة في قبلي في المقابل سجلت ولاية توزر حالة وحيدة.
17370 شخصا أتموا فترة المراقبة الصحية
كما سجل عدد الوفيات ارتفاعا، إذ بلغ إلى حدود الأمس 18 وفاة (03 صفاقس، 01 سوسة، 03 بأريانة، 01 الكاف، 01 المهدية، 01 تطاوين، 01 بنزرت، 02 تونس، 02 مدنين، 01 منوبة، 01 سيدي بوزيد، 01 نابل)، وأكدت الوزارة أنه في إطار المتابعة الحينية للوافدين تمّ إلى حدّ الأمس إخضاع 19025 شخصا للحجر الصحي الذاتي، 17370 منهم أتموا فترة المراقبة الصحية و1655 مازالوا تحت الحجر الصحي والمراقبة الصحية اليومية. وأضافت الوزارة أن هذا التطور في الوضع الوبائي يؤشر إلى انتشار المرض بسرعة بعدة مناطق من البلاد، مما يستوجب الالتزام بتطبيق الحجر الصحي الذاتي والحجر الصحي العام كأحد أهم الإجراءات الوقائية الواجب احترامها للحد من تفشي فيروس كورونا ببلادنا. وأهابت بكافة المواطنين للالتزام التام باحترام القانون وكل الإجراءات المتخذة من قبل السلطات في هذا الصدد حماية للأمن الصحي للبلاد.
مساعدات وهبات دولية
أمام تزايد عدد حالات الإصابة الذي استقر معدلها في الأيام الأخيرة بين 30 و40 إصابة جديدة تسجل يوميا، تتسارع وتيرة المسار الاستباقي للحكومة عبر اتخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائية لمواجهة هذا الوباء إلى جانب مواصلة الحشد الدولي لدعم البلاد في هذه الحرب، لتتالى الاتصالات واللقاءات والاجتماعات والجلسات وأيضا الهبات والمساعدات الدولية، حيث وصلت إلى تونس، فجر أمس طائرة محملة بمستلزمات طبية، في شكل هبة، أرسلتها الصين للمساعدة على مكافحة جائحة كورونا. وتضمنت هذه المساعدات الطبية 840 ألف بدلة حماية طبية، موجهة إلى وزارة الدفاع الوطني، حيث سيتم تخصيصها للإطارات الطبية وشبه الطبية بالمؤسسات الاستشفائية العسكرية. وحضر تسلم هذه الهبة كل من سفير الصين بتونس، « وانغ وينبين »، ومدير عام الصحة العسكرية بتونس، أمير لواء طبيب، مصطفى الفرجاني.
400 ألف تحليل سريع
كما عبر سفير كوريا الجنوبية بتونس شو كو رايا، عن استعداد بلاده لتقديم الدعم المادي لتونس من خلال توفير المعدات والمستلزمات الطبية الضرورية لمجابهة جائحة كورونا، وذلك خلال لقائه أمس، بوزير الصحة عبد اللطيف المكي بمقر الوزارة. وتطرق اللقاء، وفق بلاغ صادر عن الوزارة، إلى مزيد دعم علاقات التعاون والشراكة بين تونس وكوريا الجنوبية في القطاع الصحي، وتنسيق الجهود بين البلدين للتصدي لجائحة «كورونا» والاستفادة من التجربة الكورية في هذا المجال. ويشار إلى أن وزير الصحة أكد في تصريح إعلامي له أن التحليل السريع الذي سيتم جلبه من الصين يجب استعماله بتدخل المختصين في مجال الطب للحصول على نتائج دقيقة، مشيرا إلى أن الدولة ستقتني 400 ألف تحليل سيقع استعمالها في المستشفيات في مرحلة أولى ثم إمكانية اقتنائه من قبل المواطن شريطة أن يكون تحت إشراف طبيب مختص لقراءته قراءة صحيحة.