تحليل إخباري: الانتخابات البلدية الجزئية بباردو الرابحون والخاسرون

في باردو أقيمت الانتخابات البلدية الجزئية الثانية بعد سوق الجديد بولاية سيدي بوزيد وكانت كل الأطراف المشاركة فيها – وخاصة

الأحزاب الستة- تريد أن تجعل منها علامة بارزة قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ..

نقول بداية بأنه لا يجب تحميل انتخابات بلدية جزئية في دائرة واحدة أكثر مما تتحمل خاصة مع نسبة العزوف المرتفعة للغاية حيث كانت نسبة المشاركة في حدود %11.66 فقط مقابل %29.1 في ماي 2018 بالنسبة لنفس الدائرة البلدية. ثم نحن نعلم جيدا أن هنالك فوارق مجالية هامة في تصويت التونسيين بما يعني أن نتائج هذه الانتخابات الجزئية لا يمكنها مطلقا أن تعكس حقيقة التوازنات السياسية العامة في البلاد خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم مشاركة أحزاب هامة وفاعلة كالدستوري الحر أو نداء تونس أو الجبهة الشعبية أو هذه الكائنات السياسية الجمعوية الجديدة وغيرها ...

ولكن كل هذا لا يمنع من إبداء ملاحظات عامة خاصة حول الرابحين والخاسرين في هذه الانتخابات في ما يتعلق بالقائمات الحزبية الست : النهضة والبديل وآفاق وتحيا تونس والتيار الديمقراطي وبني وطني

الرابحون
يبدو أن الرابحين الأساسيين هما بلا منازع البديل التونسي صاحب المرتبة الثانية بـ%12.4 من الأصوات وبأربعة مقاعد وآفاق تونس صاحب المرتبة الثالثة بـ%11.1 وبأربعة مقاعد أيضا .

لقد اثبت هذان الحزبان في باردو بأنهما قادران على المنافسة اثر حملة انتخابية نشيطة لاسيما وأنهما انتصرا رمزيا على حزب رئيس الحكومة تحيا تونس .

الرابح الثالث هو حركة النهضة صاحبة الصدارة بـ%26.9 من الأصوات وبثمانية مقاعد.

النهضة لم تحسن نتيجتها في 2018 ومن الناحية الكمية فقدت أكثر من ألفي صوت ولكنها حافظت على نفس الحضور الانتخابي في نسبة التصويت وفي عدد المقاعد وبرهنت أنها مازالت الحزب الأول في البلاد إلى الوقت الراهن.

الخاسرون
الخاسر الأهم في هذه الانتخابات هو بلا منازع حزب تحيا تونس الذي جاء في المرتبة الرابعة بـ%10.6 من الأصوات وبثلاثة مقاعد.

صحيح أننا أمام حزب ناشئ ولكن طموح هذا الحزب هو وراثة القاعدة الانتخابية لنداء تونس وتزعم مشهد الأحزاب الوسطية وقد فشل في هذا الرهان في سوق الجديد وفي باردو كذلك.

في بلديات 2018 حصل النداء على %19.4 من الأصوات وعلى 6 مقاعد وتحصل حزب مشروع تونس على %5.9 من الأصوات وعلى مقعدين ..

وهذان الحزبان لم يتقدما ،لأسباب مختلفة ، لهذه الانتخابات الجزئية ورغم ذلك لم يتمكن تحيا تونس من حيازة النصيب الأوفر من هذا المخزون وخاصة انه تخلف عن البديل وآفاق وهما حزبان لا يملكان آلته الحزبية والمادية .

• الخاسر الثاني الكبير في هذه الانتخابات الجزئية هو التيار الديمقراطي الذي انتقل في سنة واحدة في بلدية باردو من %14 من الأصوات ومن 4 مقاعد الى %8 ومقعدين ولا ندري هل يعود ذلك الى استهانة قيادة الحزب بهذه المنافسة الانتخابية او الى تراجع في شعبيته..
الأكيد على كل حال أن باردو تمثل ورقة صفراء لحزب طموحه أن يلعب أدوارا أولى في الانتخابات الوطنية القادمة .

• حزب بني وطني وزعيمه سعيد العايدي لم يتمكنا من تحويل باردو إلى بروفة ناجحة إذ رغم محافظته على مقعديه بالمجلس البلدي إلا انه تراجع في سنة من %8.5 من الأصوات إلى %5.9
تقول قيادات بني وطني أن هنالك تجاوزات خطيرة في هذه الانتخابات والمرجح أنها ستطعن في نتائجها الأولية ولكن التراجع واضح خاصة ونحن على مشارف التشريعية وان طموح بني وطني هو أن يكون حاضرا في البرلمان الجديد بكتلة نيابية ..
الأكيد أن هذه الانتخابات الجزئية ليست حاسمة لا للرابحين ولا للخاسرين ولكن من يريد من هذه الأحزاب الستة لعب الأدوار الأولى في 6 أكتوبر القادم فعليه أن يعي جيدا هذه الدروس الأولية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115