من جهة أخرى ليكون بذلك أول لقاء بين الطرفين منذ الثورة.
في أول لقاء لهما رسمي وعلني وصف «بالتاريخي» وانعقد بداية الأسبوع الجاري تطرق كل من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ومحمد الغرياني الأمين العام السابق لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل إلى مواضيع عدة وأهمها مسالة المصالحة وطي صفحة الماضي.
على موقعها الرسمي الالكتروني أكدت حركة النهضة ان لقاء جمع بين رئيسها الغنوشي و «الوجه الدستوري المعروف» محمد الغرياني دون ذكر صفته القديمة الأمين العام الأسبق للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل مشددة على ان اللقاء كان للاطمئنان على صحة الغنوشي بعد تعرضه لحادث مرور وواقع المصالحات في دول الربيع العربي ومستقبلها و خصوصية التجربة التونسية و دور راشد الغنوشي في هذا المجال.
لئن اعتبر الغرياني في تصريح لـ«المغرب» ان عدم ذكر صفته القديمة لا يمثل أي إشكال المهم هو انه قام بالواجب أي انه عاد الغنوشي ، الا انه أوضح انه أصر على ان يكون من بين الذين يريدون الاطمئنان على صحته وان صفة الأمين العام السابق للتجمع المنحل غير خفية والجميع يعرفها لكن حان الوقت لطي صفحة الماضي.
لطفي زيتون القيادي بحركة النهضة اكد لـ«المغرب» ان الغرياني وجه دستوري ولكن ذلك لا يمكن ان يمحو صفته القديمة وان الجميع يعلم بذلك وان من نقل الخبر على الصفحة الرسمية من الممكن انه نسي او اخطأ في ذكر صفته مشيرا إلى انه كان المبادر وأصر على زيارة رئيس الحركة مثله مثل العديد من القيادات السياسية والشخصيات المعروفة وان الحديث كان عن موضوع المصالحة وهو أول لقاء رسمي بين الطرفين.
استغل الغرياني زيارته للشيخ لشكره على موقفه من مسالة المصالحة الوطنية باعتباره يمثل عددا من الدستوريين على حد قوله وعلى ما اعتبره موقفا شجاعا من الغنوشي في هذه المسالة وتصريحاته الأخيرة في هذا الصدد وما يمثله من دفع لانجاح الانتقال الديمقراطي وتأمين تطور هذا المسار واتباع سياسة التوافق بين أحزاب الائتلاف الحاكم.
لم يخف الغرياني التصادم الذي كان بين حركة النهضة والتيار الدستوري وان اللقاء حدث تاريخي بين «الطرفين» وان الجميع يعلم ان الأمر لم يكن على ما يرام بينهما وان الوقت قد حان لنسيان الماضي والانتهاكات وبدء صفحة جديدة دون تشفي، الغريانى أفاد ان الغنوشي صرح ان هناك استعدادا لطي صفحة الماضي.
هي أول زيارة وأول لقاء بين الرجلين وان كانت هناك لقاءات سابقة مع بعض النهضويين الآخرين الذين تجمعهم صداقة مع الغرياني وصفها بغير الرسمية وهو ما أكده القيادي سيد الفرجاني في تصريح لإذاعة موزييك فقد قال ان الغرياني صديق ومن القوى التي من الممكن أن تفيد تونس في المستقبل و أنه من بين الذين قاموا بنقد ذاتي، مضيفا ان التجمع المنحل كان يضم في صفوفه أشخاصا مجرمين وفاسدين وكذلك أشخاصا طيبين .
بالإضافة إلى مسالة اللقاء الأول بين الطرفين ومسألة المصالحة قد تطرح مسالة أخرى وهي التقارب بين الجهتين خاصة وان اغلب الأحزاب تستعد للانتخابات البلدية ففي الوقت الذي أكد فيه الغرياني انه تحدث عن التواصل والحوار في عديد المستويات وانه يمثل العديد من الدستوريين وان مسالة التقارب مع النهضة أمر مهم ، قال لطفي زيتون ان النهضة مستعدة للتعاون مع كل الأطراف ولكن الحديث عن تحالفات الان مازال مبكرا.