رافق زيارة ولي العهد السعودي لتونس، امس، ففي الوقت الذي قالت رئاسة الجمهورية على لسان مديرة الديوان الرئاسي سلمي اللومي ان بن سلمان مرحب به وانه بين تونس والسعودية علاقة تاريخية لا تخضع لمن هو في الحكم وإنما لمصالح عليا.
تواصلت لليوم الثاني على التوالي الوقفات الاحتجاجية امام المسرح البلدي وتحولت الى مسيرة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، احتجاجا على استقبال محمد بن سلمان ورفضا لان تكون تونس منصة لتبييض صورته من جرائم الحرب في اليمن وانتهاكه لحرية التعبير والحريات بصفة عامة.
تعددت هذه المرة الوسائل المستعملة للتعبير عن الاحتجاج من جانب مكونات المجتمع المدني ضد زيارة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من استعمال الدمى عشية يوم الاثنين اثر الندوة الصحفية لمنظمات وجمعيات حقوقية ، الى آلات حديدية كالمنشار في اشارة الى تقطيع جسد الصحفي السعودي خاشقجي، صور ولافتات تحمل شعارات منددة بما ارتكبه في حق حرية التعبير والحريات بصفة عامة من جهة وأخرى تحمل صورا لضحايا الحرب في اليمن وخاصة للأطفال والنساء.
ولئن ركزت الشعارات على عدم ترحيبها بولي العهد السعودي «لا اهلا ولا سهلا» بالمستبد ...وغيرها، فلم تستثن ايضا حرمان النساء في السعودية من حقوقهن، كما كانت اغلب الشعارات والصور في علاقة بما يحدث في اليمن من انتهاكات لحقوق الانسان وارقام حول ضحايا التجويع في صفوف الاطفال بالأخص والاعتقالات العشوائية والإعدامات والتقارير الاممية التي تؤكد تورط التحالف العربي بقيادة السعودية في جرائم حرب في اليمن والذي تضمنه التقرير الاخير لفريق الخبراء الدوليين والإقليميين في اليمن ويتراسه كمال الجندوبي حيث اشار الى ان جميع الأطراف المتنازعة في اليمن ارتكبت جرائم جسيمة ضد الإنسانية بما في ذلك الحرمان غير القانوني من الحق في الحياة والاحتجاز التعسفي والاغتصاب والتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري وتجنيد الأطفال... هذه الاحتجاجات لاقت انتشارا واسعا ومتابعة من مختلف البلدان في العالم منها مصر المحطة التي سبقت تونس حيث ساند مغردون نشاط المجتمع المدني وتفاعلوا مع الشعارات ...
في السياق ذاته واصلت احزاب ومنظمات اخرى تنديدها باستقبال ولي العهد السعودي، وتواصل اصدار البيانات الرافضة من قبل نقابات على غرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي التي شددت على ارتكاب ابشع الانتهاكات في حق الشعب السعودي وأدانت موافقة السلطات التونسية على استقباله معتبرة انها تندرج في سياق تلميع الصورة وتبييض نظامه، الجبهة الشعبية دعت بدورها الشعب التونسي الى التنديد معتبرة ان هذه الزيارة هي بمثابة الدعم لمحمد بن سلمان ..
نقابة الصحفيين
رسميا محمد بن سلمان متابع قضائيا في تونس
أذن أمس وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس لفرقة الشرطة العدلية بالمنزه لإجراء الأبحاث الضرورية في حق بن سلمان. وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قد أودعت صباح الاثنين 26 نوفمبر 2018 شكاية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس تحت رقم 7080581 ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود اعتمادا على التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان باليمن وعملا بالمواد 7 و 8 و 14 من نظام روما الأساسي والمادة 146 من اتفاقية جنيف المعتمدة في 12 أوت 1949 والفصل 14 من المرسوم عدد 88 المتعلق بتنظيم الجمعيات والفصل 27 من مجلة الإجراءات الجزائية «داعية إلى فتح بحث في الموضوع واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة الملف على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية».