«المغرب» ورئيس الجمهورية

تعرض رئيس الدولة يوم أمس تلميحا وتصريحا لجريدة «المغرب» عندما توجه له الزميل حسان العيادي

بسؤال منع من إلقائه بتعلة أن الرئيس «يقرالو» وانه يعرف جيدا خط «المغرب» وتوجهاتها .. كما تحدث عن صديقه صاحب نظرية «التوريث الديمقراطي» والمقصود هنا هو صاحب هذه السطور ..

وفي الحقيقة ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الدولة عن جريدة «المغرب» وعن خطها باعتبارها وكأنها جريدة معادية للقصر وللحزب الذي أسسه الرئيس وخاصة لنجله باعتبارها قد ابتكرت مفهوما لا صحة له وهو «التوريث الديمقراطي» .
نود أن نلفت رأي سيادة رئيس الدولة الى ان جريدة «المغرب» قد قامت قبل الثورة وبعدها على جملة من القيم منها بالأساس الدفاع عن ديمقراطية كاملة وغير منقوصة وحريات عامة وخاصة مضمونة ومحترمة ..

وفي كل فترة يبدو لبعضهم أننا «نصطف» وراء هذا الطرف او ذاك ولكن يعلم الباجي قائد السبسي قبل غيره أننا لا ولم نصطف وراء أحد وأننا فقط ندافع عن قيم وأننا لا نعرف الحق بالرجال بل الرجال – والنساء – بالحق .. ولم نتوان يوما واحدا عن دعم موقف او نقد قرار وفق ما نتصور انه في مصلحة البلاد..

اما «التوريث الديمقراطي» فنقول ونصر انه إستراتيجية - واعية او ضمنية لا يهم – وضعها نجل رئيس الدولة وحلقة من الانتهازيين المحيطين به وقوامه خلق فراغ حوله يدفع به إلى سدة الحكم بمباركة نهضوية وهذا قبل أن ينكشف المستور وان رئيس الجمهورية خلال هذه السنوات الأربع لم يرد أن يئد هذا الطموح الغريب في المهد بل تركه يتمدد ويفسد حزبه الذي أسسه والنتيجة أن هذا «التوريث الديمقراطي» وعواقبه الوخيمة هو الذي أفقد رئيس الدولة اليوم القدرة على لعب الأدوار الأولى في البلاد.. وجعل أكثر من نصف نوابه يغادرون كتلة حزبهمونقدنا اللاذع والشديد للتوريث الديمقراطي منذ بداياته الأولى كان دفاعا عن ديمقراطية تخلصت نهائيا من اللوبيات العائلية والمالية ..
وكم كنا نود أن نستيقظ كل يوم للإشادة بإنجازات حكام البلاد الذين يحولون حياة العباد من حسن إلى أحسن.. ولكن بلادنا اليوم وغدا بحاجة إلى صحافة حرّة وناقدة ولا تصطف وراء أحد وذلك طموح «المغرب» وطموع صديقك أيضا..

زياد كريشان
مدير تحرير «المغرب»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115