فيه حركة نداء تونس مستغلة بعض النقاط نذكر منها مسألة الصحفي السعودي جمال خاشقجي حيث اتهم النداء النهضة بالتدخل في علاقات تونس الخارجية مما جعل النهضة تصدر امس بيانا توضح فيه موقفها وتستدرك ما جاء في خطاب رئيسها .
لقد استنكر الديوان السياسي لحزب حركة نداء تونس ما اعتبره تدخل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في العلاقات الديبلوماسية بما يمس من المصلحة الوطنيّة ويرهن البلاد ويقحمها في سياسة المحاور التي تمثّل انقلابا على العرف الدبلوماسي لدولة الاستقلال وفق النداء وذلك على اثر ادانة عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي علما وان تونس لم تصدر بيانا رسميا تجاه ذلك وقد اكتفت بتصريح اعلامي لوزير الخارجية خميس الجهيناوي ذكر فيه ان تونس تدين قتل الصحفي السعودي البارز خاشقجي لكنه شدد على أن هذا الحادث لا يمكن أن يكون سببا لاستهداف استقرار السعودية.
كما افادت حركة النداء ان خطاب الغنوشي كشف أنّ هذه الحركة لم تبتعد عن طبيعتها غير المدنيّة ومحاولاتها وضع يدها على مفاصل الدولة والسعي إلى تغيير إرادة الناخبين عبر فرضها شروط التحوير الوزاري المقبل النقطة الاساسية في الخلاف بين الحركتين وإعلان القطيعة من قبل رئيس الجمهورية باعتبار ان النهضة تساند رئيس الحكومة يوسف الشاهد والنداء يطالب بتغييره.
وبما ان خطاب الغنوشي كشف موقف الحركة تجاه السعودية فان حركة النهضة أصدرت أمس بيانا، توضح فيه مقاصد رئيس الحركة بالرغم من ان الخطاب لم يكن من وحي اللحظة او مرتجلا ليخرج عن سياقه بل كان مكتوبا وتم الاعداد للندوة السنوية الثانية منذ فترة ، بيان النهضة الذي ردت فيه على بيان النداء والذي اعتبرته مفاجئا إتهم فيه حركة النهضة بالتدخل في علاقات تونس الخارجية بالإرباك والاضرار.
وأفادت النهضة ان الغنوشي عرج على انه لاحظ ظاهرة ملفتة هي ما اندلع عقب شيوع خبر مقتله الشنيع من موجة عارمة من التعاطف الدولي معه، وقد عزا راشد الغنوشي ذلك الى قوة الاعلام الذي تمكن من تحريك الضمير العالمي على خلفية الايمان بقدسية قيمة الحرية، وخاصة حرية الاعلام، وان الغنوشي لم يذكر إسما ولم يشر لأي دولة، علما وان الحادثة وفق الغنوشي تذكر بحرق محمد البوعزيزي لنفسه وما انجر عن ذلك من احداث اندلعت على اثرها الثورة التونسية.
وشددت الحركة التزامها بالسياسة الرسمية للدولة بقيادة رئيس الجمهورية، ومن ذلك حرصها على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع الشقيقة المملكة العربية السعودية وتقديرها الكبير لما حظيت به تونس من دعم متواصل من طرف شقيقتها السعودية، وكذا حرص حركة النهضة على أمن وسلامة المملكة ورفضها لمحاولة المس بأمنها.
نداء تونس ركز في بيانه ايضا على احدى النقاط التى احرجت في الفترة الاخيرة حركة النهضة وهي الوثائق التى قدمتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي وطالب بالتعامل الجدي معها .
اما فيما يتعلق بالنقطة الخاصة بالحكومة فقد اعلن عن استعداده للتشاور مع الطيف الديمقراطي لتشكيل حكومة دون النهضة وهوما استغربه على سبيل المثال القيادي بالنهضة سمير ديلو في تصريح لاذاعة موزييك باعتبار ان النداء لا يمثل اغلبية اليوم حتى وان جمع عددا اخر من المساندين.