وفق تقارير حول الحريات: مؤشر الحريات في السعودية هو الأسوأ في العالـم

اعلن النائب العام السعودي مساء يوم الجمعة المنقضي وبعد قرابة 20 يوما من اختفائه

عن وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول وان التحقيقات مستمرة ، هذه الرواية الصادرة عن السعودية بعد ايام من ضغط الرأي العام الدولي حول مصير خاشقجي واختفائه القسرى اثر دخوله الى قنصلية السعودية باسطنبول ونشر معلومات تفيد «باغتياله» بسبب معارضته للسياسة المتبعة في بلاده، مما جعلها تصنف في تقارير الحريات من بين الدول «الأسوأ».

اذا عدنا الى اخر مقال للصحفي خاشقجي والذي نشر في «الواشنطن بوست» هذا الاسبوع بعنوان « أَمَسُّ ما يحتاجه العالم العربي هو حرية التعبير»،حيث بدأ بالإشارة إلى تقرير من مؤسسة «فريدم هاوس» عن الحريات في العالم لعام 2018، الذي أظهر أن دولة عربية واحدة مصنفة «حرة»، وهي تونس، ثم الأردن والمغرب والكويت في المرتبة الثانية بتصنيف «حرة جزئيا»، وباقي الدول العربية «غير حرة».

رسميا لم تصدر الدولة التونسية أي موقف من المسالة منذ الاختفاء الى غاية الاعلان عن وفاة الصحفي في المقابل طالبت منظمات تونسيةمنذ 10 اكتوبر الماضي بإجراء تحقيق دولي مستقل وعاجل في الاختفاء القسري للصحفي السعودي واحتمال اغتياله وضمت قائمة المنظمات الحقوقية والمهنية التونسية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، الاتحاد التونسي للإعلام الجمعياتي، الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس، المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية للاجتماعية، المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، جمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية، مركز تونس لحرية الصحافة كما ضمت صوتها إلى أصوات المنظمات الحقوقية الدولية ومكتب المقرر الأممي الخاص بحرية الرأي والتعبير للمطالبة بإجراء تحقيق دولي مستقل وعاجل في الاختفاء القسري للصحفي السعودي، ومن المنتظر ان تعلن هذه المنظمات عن موقفها من الاعلان عن وفاة الصحفي رسميا وتنديدها بهذه العملية وفق ما افاد به رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ، ومن المنتظر ان يتضمن البيان ايضا مطالبة السلطات التونسية بموقف واضح لان المسالة قطاع الصحافة وحرية التعبير اصبح يوما بعد يوم اكثر عرضة لاغتيالات والمحاكمات وهو ما يدعو للخشية.

مؤشر العربية السعودية مثلما اشار اليه خاشقجي في مجال حرية التعبير والحريات هو الاسوأ حيث تحتل المراتب الأخيرة في تقرير فريدم هاوس الاخير وايضا في تقرير مراسلون بلاحدود .

لقد رسم التقرير الاخير الصادر عن مؤسسة فريدم هاوس الامريكية المعنية باوضاع الحريات في العالم صورة قاتمة في العالم وان الاوضاع تتدهور بوتيرة متسارعة مقارنة بالسنوات الماضية ، وقد اشار التقرير الى ان تونس الدولة العربية الوحيدة التى تتمتع بالديمقراطية والحرية حيث حصدت 70 نقطة من 100، بالرغم من هبوط مؤشر الحريات فيها مقارنة بالسنة التي سبقت وهي 78 نقطة، في حين تحصلت السعودية على 7 نقاط فقط مما جعلها في ذيل ترتيب الدول العربية وفي خانة الدول «غير الحرة» وقال التقرير ان السعودية من بين الدول التي احتفظت بأماكنها ضمن قائمة الاسوأ عالميا طبقا لمجموع نقاطها.

اما تقرير مراسلون بلاحدود الصادر في 2018 فاكد ان السعودية من بين البلدان التى صنفت دولا تواجه حرية الصحافة فيها اوضاعا «سيئة جدا» وقد جاء ترتيبها 169 من بين 180 دولة شملها التقرير ، حيث قالت المنظمة ان وعود ولي العهد محمد بن سلمان الاصلاحية لم تترجم الى تحسن في اوضاع حرية الصحافة وان العشرات من الناشطين والمعارضين للحكومة والصحافين اعتقلوا في 2017 ، من بينهم على سبيل الذكر الكاتب السعودي صالح الشحي الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات بسبب مقال رأي.

كما اشارت منظمات حقوقية عالمية اخرى على غرار منظمة العفو الدولية الى تضاعف عمليات الاعدام خلال هذه السنة في السعودية مقارنة بالسنة الماضية والتى قد تصل الى 200 عملية ومن بينهم ناشطون وحقوقيون وشباب متهم بالاحتجاج .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115