نزيف الاستقالات المتتالية لنواب النداء من كتلتهم لم يوقفه اجتماع الكتلة الاستعجالي او محاولات الاقناع من قبل البعض من القياديين امام مواصلة رئيس الكتلة سفيان طوبال اتباعه السياسات نفسها وتدخل المدير التنفيذي للحزب.
يوما فقط بعد اعلان مجلس نواب الشعب عن تركيبة الكتل الجديدة بمجلس النواب والتي ستعتمد رسميا في طريقة توزيع اللجان والمسؤوليات ايضا داخل مكتب مجلس النواب يعلن نواب أربعة عن استقالتهم من كتلة النداء ليتراجع عددها الى اقل من 40 نائبا من 43 نائبا وفق اعلان مجلس نواب الشعب يوم الثلاثاء المنقضي أي 39 نائبا حاليا في انتظار ان تفعل الاستقالات الاخيرة رسميا.
في بيان رسمي اعلن كل من محمد سعيدان ولطفي النابلي وسماح بوحوال وهالة عمران استقالتهم من كتلة نداء تونس بمجلس نواب الشعب لرفضهم ما اعتبروه «تسييرا أحادي الجانب من طرف سفيان طوبال مما أضعف فاعلية الكتلة وقلص حظوظها في تصدر المشهد السياسي بالمقارنة مع ما أفرزته من نتائج الانتخابات التشريعية في 2014».
كما عبر المستقيلون الاربعة عن تمسكهم بمخرجات اجتماع المجلس الجهوي الموسع بالمنستير المنعقد في 22 سبتمبر 2018 بقصر هلال. داعين إلى الانخراط في مسار إصلاحي لإنقاذ الحزب مع مزيد الانفتاح على العائلة الوطنية الموسعة.
خسرت كتلة نداء تونس يوم امس كل نوابها عن ولاية المنستير باعتبار ان النائب جلال غديرة سبق وان استقال هذا فضلا عن عدم رضا المجلس الجهوي الموسع بالجهة عن اداء قيادات النداء حيث طالب في اجتماعه الاخير باستبعاد كل من رئيس الكتلة والمدير التنفيذي داعين الى عقد مؤتمر انتخابي في اقرب الاجال معتبرين قرار تجميد عضوية يوسف الشاهد رئيس الحكومة لا معنى له .
سماح بوحوال النائبة المستقيلة من كتلة النداء افادت في تصريح لـ«المغرب» ان استقالتها رفقة هالة عمران ومحمد سعيدان ولطفي النابلي من كتلة نداء تونس وليس من الحزب سببها عدم وجود اطر واضحة للعمل البرلماني داخل الكتلة وضبابية التسيير وأحادية القرار الى جانب عدم وجود برنامج عمل للكتلة بالرغم من انطلاق السنة البرلمانية فضلا عن غياب الشفافية واكدت انها توجهت شخصيا الى رئيس الكتلة اثر الجلسة العامة من اجل الاستفسار عن موعد الايام البرلمانية لكنها لم تحظ باي اجابة واضحة او وجود نية لتحديد موعد او اولويات العمل البرلماني.
النائبة بوحوال اشارت الى انها عادت الى كتلتها الأولى كتلة النداء- بعد ان انضمت الى الكتلة الحرة لحركة مشروع تونس، من اجل دعم الكتلة ومن اجل العمل على تحقيق نتائج ايجابية باعتبار ان العمل السياسي تحكمه النتائج ، لكن للأسف الكتلة تضعف يوما بعد يوم بسبب القرارات غير المدروسة واحادية الجانب، ورغم محاولة الاجتماع الاخير للكتلة بعد موجة الاستقالات الحد منها ولكن بعد مرور قرابة الاسبوعين لا يوجد أي تطور او تفعيل لقرارات الاجتماع ومنها تنظيم ايام برلمانية ومناقشة تمثيليتنا داخل اللجان وكل ذلك يوحي بأنّ الامور لن تتغير فضلا عن غياب الجدية.
كما افادت أنّ عددا من الكتل اتّصلت بهم للالتحاق بها، لكنهم لم يتخذوا القرار بعد وانهم سيعودون لقواعدهم لاختيار الكتلة الجديدة بعد تفعيل الاستقالة في غضون 5 أيام، مؤكدة ان الاولوية للعمل البرلماني وعدم الاستهتار به خاصة وان هناك مواعيد وآجال قانونية يجب احترامها فضلا عن محاولة تحسين صورة الفاعلين السياسيين وكسب ثقة المواطن مرة اخرى.