لا تزال ولاية نابل تعيش على وقع الكارثة التي حلت بأغلب معتمدياتها منذ نهاية الأسبوع بسبب كميات الامطار غير المعتادة والقياسية. الاضرار هذه المرة كانت كبيرة إذ أدت إلى وفاة خمسة اشخاص ومفقود، وتضرر حوالي 3 الاف مسكن واكثر من 35 مؤسسة تربوية ..طرقات، بنية تحتية ...مما استوجب تعطل الدروس يومي الاثنين والثلاثاء على ان تستأنف غدا الأربعاء....حجم هذه الاضرار دفع بأهالي نابل الى التحرك امس وغلق الطرقات وإحراق العجلات المطاطية بعدد المناطق .
بالتزامن مع انطلاق حصر الاضرار وإزاحة الاوحال من شوارع معتمديات نابل نظم اهالي نابل وقفات احتجاجية مطالبين بالتدخل العاجل وإعادة الماء الصالح للشراب وأيضا بالتعويض على الاضرار التى لحقت بمنازلهم وممتلكاتهم.
وفق اخر الاحصائيات فان حوالي 3 الاف مسكن تضررت من الامطار الاخيرة بولاية نابل و35 مؤسسة تربوية الى جانب معاهد ومراكز للتكوين المهني، وزير التجهيز محمد صالح العرفاوي افاد في تصريح لـ«المغرب» ان الامطار الاخيرة بولاية نابل كانت اولا قياسية وفي وقت وجيز، ووفق الوزير كان متوقعا حصول اضرار اكثر من ذلك نظرا لمعدل الامطار التي نزلت.
الاضرار
وقسم الوزير الأضرار إلى : أضرار بشرية وأضرار على مستوى الجسور والطرقات، المنازل، والبنية التحتية للأحياء والأودية، حيث بين انه عموما لا توجد اضرار كبيرة على مستوى الجسور فلم يسجل انهيار اي جسر بالولاية وتضررت اطراف جسر ببئر بورقبة فقط ، وعرفت الطرقات اضرارا كبيرة خاصة على مستوى الاطراف، تضررت ايضا بعض المسالك الفلاحية ومنشاة مائية صغيرة، الى جانب المساكن مثلما ذكر سابقا، الى جانب الاضرار المسجلة على مستوى بعض الاودية التي توسعت، وانهيار بعض جدران – حواجز- الاودية، فضلا عن تضرر احياء شعبية على مستوى البنية التحتية على غرار حي حشاد ببوعرقوب... وسيتم عرض مختلف هذه الاضرار في اجتماع المجلس الوزاري من اجل اتخاذ الاجراءات اللازمة.
وبخصوص الحديث عن العمل الاستباقي لمثل هذه الكوارث ، شدد الوزير على ان حدوث مثل هذه الكوارث وتسجيل نزول قرابة 300 مم في ظرف وجيز يمكن ان يؤدي الى اضرار اكثر من ذلك حتى في البلدان المتقدمة ، ولكن بعد يوم فقط من الكارثة لم يعد هناك تراكم للمياه، ولا خطر على مستوى الطرقات وظلت نقطة واحدة على مستوى الطرقات مغلقة في جهة بوعرقوب، في حين انه في بلدان متقدمة هناك جسور انهارت وطرقات ظلت مغلقة لاكثر من يوم ... لكن النقطة الوحيدة وفق الوزير التى يجب العمل عليها اكثر هي التوعية والتحسيس اكثر عندما يكون هناك خطر، واشار العرفاوي في هذا الاطار إلى انه تم التنبيه قبل حدوث الكارثة لكن للاسف هناك «مغامرة ومجازفة» من قبل البعض على حد قوله، داعيا الى عدم المجازفة وملازمة الحذر في مثل هذه الظروف.
توفير كل الامكانيات
في السياق ذاته اوضح الوزير ان الوزارة وضعت كل الامكانيات من اجل اعادة الامور الى طبيعتها في ولاية نابل وان الاشغال ستنطلق سريعا في مختلف النقاط المتضررة.
من جهته اكد وزير الداخلية في تصريح لإذاعة شمس انها وفرت مالا يقل عن 600 عون من حماية الى حرس، واكثر من 100 وسيلة فضلا عن مساعدة الجيش وايضا القطاع الخاص، لكن حجم الامطار كان كبيرا وكانت طوفانية ، وهو ما ادى الى حدوث اضرار كبيرة على مستوى البنية التحتية، مشيرا في السياق ذاته الى انه خلال هذه الساعات هناك معطيات بان امطارا ستصل الى كل من سوسة وصفاقس والمنستير ولذلك وجب الحذر.
على اثر اصدار وزارة التربية بلاغ تعليق الدروس ليومي الاثنين والثلاثاءبكامل المؤسسات التربوية بولاية نابل بسبب اجتياح سيول مياه الامطار وتعطل ايضا الطرقات، تحول الاولياء والتلاميذ للمؤسسات المتضررة من اجل معاضدة جهود المصالح المعنية لمجابهة الاضرار ورفع الاوحال والفضلات، وافادت المصالح الجهوية للتربية انه تم ضبط استراتيجية لتهيئة المؤسسات المتضررة لاسيما وان الاضرار الحاصلة لم تكن فادحة، وتوزعت المؤسسات المتضررة على 10 معتمديات وهي بوعرقوب وتاكلسة وسليمان وبني خلاد ومنزل بوزلفة ونابل ودار شعبان والميدة والحمامات وقربة
كما اكدت انه يتم العمل على تهيئة واصلاح هذه المؤسسات حتى تستأنف الدروس يوم الأربعاء 26 سبتمبر مؤكدة مساهمة عدد من الأولياء والتلاميذ والاطار التربوي الذين لبوا النداء وتوجهوا منذ الصباح لتنظيف عدد من المؤسسات التربوية على غرار المدرسة الابتدائية البريد بمنزل بوزلفة والمدرسة الابتدائية الطاهر الحداد بني خيار والمعهد الثانوي بدار شعبان. من جهته دعا الاتحاد الجهوى للشغل بنابل السلط الجهوية الى التشريك الفعلي لاتحاد الشغل ومكونات المجتمع المدني في الجهة لرصد التداعيات ولتحديد أولويات التدخل في عدد من مناطق الولاية بعد الفيضانات الأخيرة واعتبار ولاية نابل منطقة منكوبة تستوجب التمييز الإيجابي.
كما دعا الاتحاد مختلف أجهزة الدولة إلى تحقيق جدي في المتسببين في الكارثة ومحاسبة الفاشلين وتحميلهم مسؤولية تبعاتها منددا بالغياب التام لمختلف مصالح الدولة المعنية توقعا واستعدادا وتدخلا وإنقاذا وغياب الإعلام التحذيري الاستباقي والحيني بالإضافة الى فشل السياسة التواصلية للسلطة الجهوية ومحاولتها التغطية على حجم الكارثة.
الأمطار الطوفانية التي شهدتها ولاية نابل ومناطق مجاورة محور اجتماع مكتب البرلمان
مثّلت الأمطار الطوفانية التي شهدتها ولاية نابل وعدد من المناطق المجاورة نهاية الأسبوع المنقضي، محور اجتماع مكتب مجلس نواب الشعب أمس الاثنين بباردو.
وعبّر مكتب البرلمان عن انشغاله الكبير لما تسبّبت فيه الفيضانات من خسائر بشرية وماديّة، معربا في الآن نفسه عن تقديره لمجهودات نواب جهة نابل الذين واكبوا عن كثب الأوضاع، وثمن في الآن نفسه ما أبداه أهالي هذه الجهات المتضررة من روح تضامنية.
ودعا المكتب الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير لمجابهة هذا الوضع وللتوقي من مثل هذه الكوارث، والتدخل السريع لمساعدة الضحايا والمتضررين. كما طالبها ونواب الجهة بمدّ مكتب المجلس بالمعطيات حول تطوّر الأوضاع.