رغم كل المحاولات من اجل اقناع الطرف الايطالي بان العملية كانت انسانية وإنقاذ مهاجرين من الغرق بعد ان طلبوا النجدة، وتنظر محكمة بالارمو اليوم الجمعة ، في عريضة الطعن المقدمة من قبل محامي البحارة.
من المنتظر ان يمثل طاقم المركب اليوم أمام المحكمة الإيطالية التي ستتولى النظر في عريضة طلب الطعن في التهمة الموجهة إليهم، وافاد في هذا السياق مصدر من وزارة الشؤون الخارجية لـ«المغرب» انه يعتقد أن كل المؤيدات في صالح البحارة التونسيين وان ما قاموا به هو عمل انساني من اجل انقاذ ارواح بشرية وان التهم المنسوبة اليهم غير صحيحة خاصة وان صاحب المركب معروف لدى مكونات المجتمع المدني بانقاذه في اكثر من مناسبة لمهاجرين غير شرعيين .
على المستوى الديبلوماسي اكد ان السلطات التونسية اتصلت بالسفير الايطالي بتونس والذي وعد بالتحرك كما قام سفير تونس بكل التحركات اللازمة والاتصالات من اجل حل القضية في اقرب وقت، لكن القضية اصبحت في عهدة القضاء وبالتالى فانه من المنتظر اليوم ان يقدم المحامي كل مؤيداته وهي في صالح الطاقم.
وللتذكير فان قائد المركب شمس الدين بوراسين قام صحبة خمسة بحارة يوم 30 أوت، بإنقاذ 14 مهاجرا غير نظامي أوشك مركبهم على الغرق بعد أن فشلت محاولتهم في طلب النجدة كما سبق وان اكدت وزارة الخارجية ان أغلب هؤلاء المهاجرين تم ترحيلهم الى تونس. وقد اضطر مركب البحارة إلى جر مركب «الحراقة» لأربع ساعات ونصف ودخول المياه الإقليمية الإيطالية قرابة 20 كلم، وعندها قامت السلطات الايطالية بايقافهم وعرضهم على ذمة التحقيق بتهمة «تسهيل الهجرة غير النظامية.»
ومنذ ذلك الحين انطلق عدد من البحَّارة والمواطنين ومكونات المجتمع المدني، واتحاد الفلاحة والصيد البحرى بجرجيس بالتحرك وقد نفذوا الاربعاء بجرجيس وقفة احتجاجية انتهت بمسيرة سلمية جابت شوارع المدينة، مساندة ومناصرة للبحارة المحتجزين بإيطاليا، وللمطالبة بتحرك الحكومة للافراج عنهم وحل المسألة ديبلوماسيا وسياسيا وليس قضائيا.
كما استنكر المحتجون تجريم العمل الإنساني في إنقاذ الأرواح البشرية من الموت غرقا، الذي قام به ربان السفينة والبحارة الذين كانوا معه، واعتبروا أنّ «هذا العمل واجب انساني وليس جريمة أو خطأ يعاقبون عليه «لاسيما وانهم تلقوا بشأنه عدة حلقات تكوينية من منظمات أممية ودولية.
في السياق ذاته اكد رمضان بن عمر المكلف بالاتصال بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لـ«المغرب» ان التحركات متواصلة وسيتم تنظيم تحرك اليوم بالتزامن مع عقد الجلسة بايطاليا ستشارك فيها منظمات من تونس وايطاليا ونشطاء من المجتمع المدني مناصرة لقضية البحارة .
واوضح ان هناك تنسيقا بين فريق الدفاع الذي كلف من قبل عائلات البحارة وايضا فريق الدفاع المكلف من قبل المجتمع المدني، مشيرا الى ان الضغط من قبل الجانب التونسي ليس كافيا خاصة وان البحارة لم يتمكنوا من الاتصال بعائلاتهم، ولذلك يعتبر نشطاء المجتمع المدني ان الايقاف هو مصير كل من يشارك في الانقاذ في حين ان الفيدو الاخير المنشور دليل على براءة البحارة والذي اثبت ان العملية كانت بهدف الانقاذ، لكن السلطات الايطالية ارادت ان توجه رسالة لكل المنظمات التي تعمل على انقاذ الارواح البشرية وهي «دعه يموت».