والمعاهد والجامعات، بل تهتم العائلات التونسية بما قبل التعليم المدرسي أي رياض الاطفال والكتاتيب خاصة امام انتشار الفضاءات العشوائية، وفق اخر الاحصائيات فان العدد الجملي لرياض الاطفال بلغ قرابة 4500 روضة كما ارتفع عدد الكتاتيب الى اكثر من 1700 كتاب ومع ذلك فان النسب المقدمة من قبل وزارة المرأة تؤكد ان النسبة الوطنية للالتحاق برياض الاطفال لم تتجاوز 36 بالمائة مع تسجيل تفاوت كبير بين الجهات.
بالرغم من ان تونس تعد من ضمن البلدان الأكثر احتراما لحقوق الطفل، حيث أنها تحتل المرتبة التاسعة عالميا والأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب تقرير المنظمة العالمية للدفاع عن حقوق الطفل « كيدز رايتفونديشن» لسنة 2017 ، الا انه وفق تقييم الوضع الراهن والمستند إلى البيانات الديمغرافية والجيوسياسية والاجتماعية لتونس فان التعليم ما قبل الدراسة يعد نقطة ضعف في نظام التعليم التونسي، إذ يعاني من أوجه خطيرة من عدم المساواة بين المناطق الحضرية والريفية إلى جانب انعكاسها على المستويين الاجتماعي والاقتصادي والمفاهيم الثقافية للأسرة.
وفي اطار اعادة احياء روضات البلديات تمكنت وزارة المرأة والأسرة منذ 2015 من اعادة تهيئة 15 روضة من جملة 60 روضة تم ادراجها في برنامج اعادة الاحياء الا ان بعض الاشكاليات ظلت ترافق هذه المرافق منها انتدابات اطارات.
يبلغ العدد الجملي لرياض الاطفال المرخص لها 4346 روضة، اما فضاءات الطفولة المبكرة فان عددها 49 مؤسسة من بينهم 10 مؤسسات انطلقت في العمل منذ السنة الدارسية الحالية ، وفي اطار برنامج دعم العائلات المعوزة وفاقدي السند فان الوزارة تتكفل ب3 الاف طفل على ان تتمكن من التكفل في 2019 بحوالي 8 الاف طفل .
وبخصوص عدد محاضن الاطفال فهو يبلغ حوالي 400 محضنة، وتعمل وزارة المراة والاسرة على برنامج يهدف الى متابعة المحاضن العشوائية او ما يسمى بالمحاضن العائلية المنتشرة بصفة كبيرة ومحاولة تقنينها وهيكلتها.
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
ومن اجل تطوير عدد الاطفال الملتحقين برياض الاطفال تقوم وزارة المراة باستكمال كراس شروط هذا القطاع من خلال اضافات جديدة والعمل من خلال قراءة قانونية ترتكز على حق الانتفاع بهذه الهياكل وتركيز اكثر على حقوق الطفل بها وفي هذا الاطار تشير ارقام وزارة المراة ان النسبة الوطنية للالتحاق برياض الاطفال تقدر بحوالي 36 بالمائة في حين لا تتجاوز هذه النسبة 1 بالمائة بالنسبة لمحاضن الاطفال، فضلا عن تفاوت جهوي كبير بين المناطق الداخلية والمناطق الاخرى.
قرابة الف فضاء فوضوي
في السياق ذاته يبلغ عدد الروضات العشوائية او الفضاءات الفوضوية قرابة الالف والتوجه المتخذ تجاه هذه الرياض هو تسوية وضعيتها ولا يتم اللجوء الى الغلق الا في الحالات التى تسجل فيها الاعتداءات.
يؤمها حوالي 50 الف طفل
هياكل او مؤسسات اخرى قلما يتم التطرق اليها في حين انها تلقى اقبالا لاباس به من قبل العائلات التونسية وتم تطوير برامجها التعليمية منذ سنوات وتستقبل حوالي 50 الف طفل وهي الكتاتيب
رمزي السالمي مدير بوزارة الشؤون الدينية وخبير في مجال الطفولة المبكرة اوضح في تصريح لـ«المغرب» انه يجب اولا التنصيص على ان المدارس القرآنية و الرياض القرآنية تخضع لاشراف الجمعيات التى تحصلت على تراخيص من قبل رئاسة الحكومة وان البرنامج التعلمي الذي تعتمده لا يخضع لرقابة او اشراف وزارة الشؤون الدينية، في حين ان الكتاب هو ركن من اركان الجامع وان عددا قليلا جدا منها خارج فضاء الجامع ..
واضاف انه حاليا يوجد 1720 كتاب في حين ان عدد الكتاتيب خلال السنة الماضية كان 1640 كتاب ، استقبلت خلال السنة الدارسية 2017 - 2018 قرابة 49 الف طفل ، في حين استقبلت حوالي 47 الف طفل خلال الموسم الدراسي الذي سبق ، مع العلم انه خلال نهاية شهر سبتمبر هناك زيادة في عدد الاطفال بمعدل الف و1500 طفل سنويا .
60 بالمائة نساء
اما عدد الاطار المؤدب فيبلغ قرابة 1720 شخصا من بينهم 60 بالمائة نساء ، واشار نفس المصدر الى ان الاقبال على الاطار النسائي اكثر من الرجال ، كما افاد ان تقريبا حوالي 70 بالمائة من هؤلاء المنتدبين من حاملي الشهائد العليا ، و ان الاولوية لخريجي جامعة الزيتونة مع تلقيهم لتكوين على المستوى الوطني او الجهوي .
وللتذكير فانه منذ 2001 اصبح الكتاب مؤسسة تربوية نستقبل الطفل من سن الرابعة والخامسة ، كما تم تعميم الاقسام التحضيرية حيث اصبح هناك 800 قسم تحضيري في الكتاتيب والذين يعتمدون في التدريس على الوثيقة الاطارية للاقسام التحضيرية المعدة من قبل وزارة التربية كما تم تكليف واعظ ديني لتفقد هذه الكتاتيب، الا ان الاشكال المطروح هنا هو عدم تلقي الاطار التربوى هنا «المؤدب» او الواعظ للتكوين الكافي في كيفية التواصل البيداغوجي او التعامل مع بعض الحالات ، اليات التعامل مع الاطفال... خاصة وان هذه الفضاءات اصبحت تدرس الموسقي والمسرح ولم تعد تكتفي بحفظ القران .
البرنامج المعد من قبل وزارة الشؤون الدينية منذ 2001 ، وتعمل الوزارة على اصدار دليل توجيهي للتربية بالكتاتيب قريبا تم اعداده من قبل خبراء من وزارة التربية والشؤون الدينية والمراة ايضا وسيكون البرنامج الدراسي الجديد المعتمد.
وتستقبل الكتاتيب الاطفال تقريبا مع العودة المدرسية ويختلف نظام التدريسي في العطل فقط باعتبار ان الولي يدفع مقابل مالي والذي حددت وزارة معلومه على ان لا يتجاوز 30 دينار للطفل الواحد شهريا مع مراعاة الحالات الاجتماعية.
من بين الاشكالات التى ذكرها السالمي وجود قرابة 1500 كتاب مغلق، تتوزع بين فضاءات غير مهيأة وبين عدم وجود العدد الكافي من الاطفال وللوزارة برنامج من اجل تهيئة عدد من هذه الفضاءات.