الدوائر الانتخابية الأربع ويشتمل الشمال الغربي على 53 بلدية تقدمت لها 284 قائمة للتنافس على 1008 مقاعد .
مستوى المشاركة الإجمالي في الشمال الغربي كان دون المعدل الوطني بنقطتين ونصف (%33.21) وكما في بلديات تونس الكبرى والشمال الشرقي فقد تقدم حزبا النهضة والنداء في كل الدوائر البلدية في الشمال الغربي وتحصلا على نسب تصويت تكاد تكون متساوية %26.42 للنهضة و%26.27 للنداء ولكن على مستوى الفوز برئاسة البلديات كانت الأفضلية للنداء الذي فاز ب18 بلدية مقابل 14 للنهضة و15 للقائمات المستقلة فيما آلت رئاسة ستة مجالس بلدية لأحزاب وائتلافات أخرى واحدة منها لحركة الشعب في ولاية باجة وأخرى للاتحاد المدني في ولاية سليانة في حين حققت الجبهة الشعبية نتائج باهرة بفوزها بأربع رئاسات واحدة بولاية باجة وثلاث بولاية سليانة وهكذا تكون الجبهة الشعبية قد حققت في الشمال الغربي افضل نتائجها في بلديات 2018 وحصلت فيه نصف ما حصلت عليه من رئاسة المجالس البلدية على مستوى كامل تراب الجمهورية ..
الشمال الغربي كان في انتخابات 2011 و2014 عصيا على حركة النهضة إذ حققت فيه دوما نتائج اقل بكثير من معدلاتها الوطنية. في 2011 تحصلت حركة النهضة على مستوى وطني على %36.97 من الأصوات وكانت نتائجها في الشمال الغربي دون ذلك بتسع نقاط كاملة (%28.64) في تشريعية 2014 كان المعدل الوطني للحركة الإسلامية في حدود %27 أما في الشمال الغربي فكان دون %20 (%19.47) وقد تفوق آنذاك النداء بوضوح كبير (%38.14).
في 2018 استعادت النهضة تقريبا وزنها الانتخابي لـ2011 ولكن مع خسارة أكثر من نصف المصوتين لها (في 2011 صوت للنهضة 107.168 ناخبا وفي 2014 نزل هذا العدد إلى 59.432 وفي 2018 واصل النزول واستقر في حدود 45.594) .. أما حركة نداء تونس فقد خسرت في ثلاث سنوات ونصف أكثر من %60 من عدد الأصوات (من116.444 في 2014 إلى 45332 في 2018) وحوالي ثلث قوتها الانتخابية (من %38.14 في تشريعية 2014 إلى %26.27 في بلديات 2018 )..
ورغم هذا التراجع الكبير فقد كان النداء اقدر من النهضة على نسج التحالفات للفوز بأكبر عدد من رئاسة المجالس الجهوية ويعود ذلك إلى الضعف النسبي للانغراس المحلي للحركة الإسلامية ولوجود قائمات مستقلة عديدة قريبة فكريا وسياسيا من حركة نداء تونس.
• باجة:
• النهضة تتقدم في نسبة التصويت والنداء يتفوق
في رئاسة المجالس البلدية
تتكون ولاية باجة من 12 بلدية تقدمت لها 75 قائمة للتنافس على 234 مقعدا. فازت قائمات النداء برئاسة أربعة مجالس بلدية وآلت ثلاث بلديات الى كل من حركة النهضة والقائمات المستقلة في حين فازت حركة الشعب برئاسة بلدية السلوقية والجبهة الشعبية ببلدية تستور.
• نسبة المشاركة الإجمالية في ولاية باجة كانت ضعيفة نسبيا (%32.96) وكانت أعلاها في بلدية نفزة بـ%48.84 فيما كانت أدناها في قبلاط بـ%25.67 .
• تقدمت حركة النهضة كما أسلفنا على حركة نداء تونس على مستوى نسب التصويت (%26.26) مقابل (%24.05) ولكن على مستوى توزيع مقاعد المجالس البلدية حصل تعادل بين الحزبين ب64 مقعدا لكليهما وفازت القائمات المستقلة ب52 مقعدا وحصلت بقية الأحزاب والائتلافات الحزبية على 54 مقعدا ..
هذا التعادل في المقاعد جعل القائمات الندائية في وضع تفاوضي أفضل مما توحي به أرقام نسب المشاركة الإجمالية ثم أن نداء تونس رغم تأخره العام عن النهضة الا انه جاء في المرتبة الأولى في 6 بلديات مقابل 4 فقط للنهضة ولكن في هذه البلديات الست التي تقدم فيها النداء لم يحصل إلا على رئاسة بلديتين فقط وهما زهرة مدين وتيبار بينما فاز برئاسة المجلس البلدي في كل من باجة ونفزة رغم تأخره عن حركة النهضة.
• حركة النهضة تقدمت في الترتيب في 4 بلديات فازت في اثنتين منها برئاسة المجلس وهما المعقولة ووشتاتة الجميلة بينما لم تتمكن من تحويل تقدمها إلى انتصار في كل من باجة المدينة ونفزة حيث تركت رئاسة المجلسين البلديين للنداء في حين حصل العكس تماما في مجاز الباب حيث تقدم النداء ولكن رئاسة المجلس البلدي آلت إلى الحركة الإسلامية.
• تمكنت القائمات المستقلة من الفوز برئاسة 3 مجالس بلدية رغم أن نتائجها الاجمالية لم تكن هامة ورغم كونها لم تفز بالمرتبة الأولى إلا في بلدية وحيدة وهي سيدي إسماعيل إذ كان التقدم في نتيجة التصويت وفي رئاسة البلدية للقائمة المستقلة «أمانة».
ولكن كالعادة استفادت القائمات المستقلة من التنافس الندائي النهضوي لتفوز ببلديتين أخريين في تبرسق بداية حيث تمكنت قائمة شباب المستقبل رغم تأخرها عن حركة نداء تونس من الفوز برئاسة البلدية وفي قبلاط نهاية حيث تأخرت القائمة المستقلة « قبلاط الجديدة» عن النداء والنهضة ولكنها تمكنت بـ%18.72 من الأصوات وبثلاثة مقاعد من أصل ثمانية عشر من الظفر برئاسة المجلس البلدي.
• حققت القائمات الحزبية والائتلافية الأخرى نتائج إجمالية معتبرة بولاية باجة فالجبهة الشعبية تقدمت بسبع قائمات وتمكنت من الفوز برئاسة بلدية تستور مستفيدة هي الأخرى من الصراع النهضوي الندائي اذ جاءت قائمة الجبهة الشعبية في المرتبة الثالثة بـ%23.41 من الأصوات ولكنها تمكنت من التقدم على النداء والنهضة في انتخابات رئيس البلدية.
فيما عدا تستور كانت نتائج الجبهة الشعبية متوسطة تراوحت بين %4.52 بالسلوقية الى 13.88% بتبرسق .
تقدمت حركة الشعب بأربع قائمات وتمكنت من الفوز ببلدية السلوقية بعد أن حققت تقدما واضحا على كل منافسيها %41.60 كما كانت نتائج حركة الشعب محترمة جدا في وشتاتة الجميلة (%24.68) وبدرجة اقل في نفزة (%13.26) أما نتائجها في باجة المدينة فكانت ضعيفة (%4.7).
وتقدم الحزب الدستوري الحر في أربع بلديات وحقق فيها نتيجة جيدة في باجة المدينة بـ%18.14 بينما كانت دون ذلك في المعقولة (%10) وخاصة في وشتاتة الجميلة (%3.09) وفي نفزة (%1.62). تمكنت قائمات مشروع تونس من تجاوز عتبة %10 في بلديتين : قبلاط (%17.01) وزهرة مدين (%13.14) بينما كانت نتائج هذا الحزب متواضعة في كل من مجاز الباب وتستور والمعقولة وكذا الحال بالنسبة لقائمتي التيار الديمقراطي في كل من باجة (%6.39) وتبرسق (%7.74).
القائمة الوحيدة لحراك تونس الإرادة قاربت %10 في قبلاط (%9.28) بينما كانت نتائج قائمة الاتحاد المدني وقائمتي بني وطني ضعيفة للغاية .
التناصف كان غائبا في رئاسة البلديات حيث لم تفز الا سيدة واحدة برئاسة مجلس بلدي وهي الندائية وفاء الطبوبي في بلدية تيبار وذلك رغم التزام النداء التناصف الأفقي في ولاية باجة (6 نساء و6 رجال لرئاسة قائماته) وتقديم النهضة لرئاسة قائماته لخمسة نساء ولسبعة رجال وكذلك رغم حصول 4 قائمات ترأسهن نسوة على المرتبة الأولى في مستوى نسب التصويت ولكن يبدو أن جنس المترشح لرئاسة المجلس البلدي مازال يلعب دورا هاما بما اضعف حظوظ الندائيات والنهضويات خاصة لرئاسة اكبر عدد ممكن من البلديات .
• جندوبة:
• تقدم طفيف للنهضة في نسبة التصويت وتفوق للنداء في رئاسة البلديات
تتكون ولاية جندوبة من 14 بلدية تقدمت لها 65 قائمة للتنافس على 300 مقعد وقد تقدمت حركة النهضة بصفة طفيفة على نداء تونس على مستوى نسب التصويت الإجمالية بـ %31.23 مقابل %30.95 ولكن النداء هو الذي تقدم على مستوى رئاسة المجالس البلدية بفوزه بستة منها مقابل خمسة للحركة الإسلامية وثلاثة للقائمات المستقلة
• نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية في ولاية جندوبة كانت دون المعدل الوطني بحــوالي سبع نقاط (%28.74) وهي من اضعف نسب المشاركة في البلاد وقد شهدت جندوبة المدينة اضعف نسبة مشاركة في الولاية بـ %22.10 بينما كانت ارفع نسبة في بني مطير بـ%44.47 .
في تشريعية 2014 كان الفارق شاسعا في جندوبة بين المنتصر نداء تونس وصاحب المرتبة الثانية حركة النهضة إذ حصل الأول على %35.68 من الأصوات بينمـا اكتفـــى الثـــاني بـ %20.52 من الأصوات. وجندوبة كبقية ولايات الشمال الغربي ليست أرضا نهضوية إذ ورغم الانتصار الساحق للحركة الاسلامية في انتخابات المجلس التأسيسي في 2011 إلا أنها لم تحصل في جندوبة إلا على %28.09 أي اقل من معدلها الوطني بتسع نقاط كاملة.
في 2018 تغيرت المعطيات بصفة كلية فنداء تونس خسر أكثر من 19.000 صوت حتى وان لم يخسر كثيرا على مستوى وزنه الانتخابي (%30.95 في 2018 مقابل %35.68 في 2014 ) ولكن حركة النهضة تمكنت من تحقيــق نسبــة فاقت حتى مــا حصلـــت عليـه في 2011 (%28.09 فــــي 2011 و%20.52 في 2014 و%31.23 في 2018) ولم تخسر في كامل الولاية سوى أربعة آلاف صوت مع العلم بان نسبة المشاركة في 2014 كانت أكثر من ضعف نسبة المشاركة في 2018 (%64.20 مقابل %28.74).
ورغم هذا التعديل الهام في موازين القوى إلا أن حركة نداء تونس قد تمكنت من الفوز برئاسة ستة مجالس بلدية مستغلة تقدمها الطفيف على مستوى المقاعد (97 للنداء مقابل 95 للنهضة) ومستفيدة أيضا من «تعاون» حركة النهضة التي أهدت إليها بلدية سوق السبت بالتصويت لفائدة رئيسة قائمة نداء تونس السيدة فوزية الجندوبي التي لم تحصل إلا على %23.13 من الأصوات و4 مقاعد من أصل 18 وذلك حتى لا تؤول رئاسة البلدية لعنتر عبيدي رئيس قائمة مشروع تونس التي حققت في سوق السبت احد أهم نتائجها %41.55 من الأصوات و8 مقاعد من أصل 18 ولكن النهضة «أهدت» مقاعدها الستة لمرشحة النداء حتى تحرم غريمها مشروع تونس من رئاسة البلدية .
• لقد تمكنت النهضة من الفوز برئاسة المجلس البلدي في مركز الولاية (جندوبة المدينة ) وكذلك في بعض المدن الهامة كغار الدماء وبوسالم فيما آلت جل المناطق الريفية والمدن الوسطى والصغرى الى القائمات الندائية أو المستقلة بما يفيد بأن نداء تونس مازال يستفيد بمقادير من الآلة التجمعية الضخمة التي كانت حاضرة بقوة في القرى والأرياف قبل 2011.
فالنداء قد حقق نسبا مرتفعة جدا في بلديات وادي مليز (%53.31) وبلطة بوعوان(%49.65) وخاصة في الخمايرية بـ%72.89 بينما كانت أفضل نتائج حركة النهضة في بلدية فرنانة بـ%46.24.
• لم تحقق القائمات المستقلة نتائج مهمة في جندوبة فهي لم تفز إلا بثلاث بلديات : طبرقة والقلعة المعدن فرقصان وعين الصبح الناظور ومجموع القائمات المستقلة لم تحصد سوى 64 مقعدا في كامل الولاية اي بنسبة %21.3 فقط.
• من بين بقية الاحزاب والائتلافات الحزبية التي قدمت قائمات في ولاية جندوبة وحدها الجبهة الشعبية كان لها حضور عددي هام بتسع قائمات بينما لم تقدم بقية الأحزاب والائتلافات مجتمعة سوى 10 قائمات .
ولكن نتائج الجبهة كانت متواضعة للغاية إذ كانت 7 قائمات دون عتبة %10 والنتيجة المهمة الوحيدة كانت في بلدية عين دراهم بـ%25.25 وبدرجة اقل في بلدية القلعة المعدن فرقصان بـ%14.55.
أهم نتيجة للقائمات الحزبية غير النهضوية والندائية حققتها، كما أسلفنا ، قائمة مشروع تونس بسوق السبت (%41.55) ولكن التحالف الندائي النهضوي حرمها من تجسيد هذا الانتصار ومن رئاسة بلدية سوق السبت.
في جندوبة يتضح كذلك ضعف التيار الديمقراطي الذي لم يقدم إلا قائمة واحدة بطبرقة وحصل فيها على نتيجة ضعيفة للغاية (%4.01) .
• تمكنت ثلاث سيدات من رئاسة بلديات عين دراهم وسوق السبت للنداء والجواودة للنهضة في حين آلت 11 رئاسة بلدية للرجال وذلك رغم احترام النهضة والنداء للتناصف التام في رئاسة قائماتهما (7 للنساء و7 للرجال ).
• الكاف:
• تقدم النداء والمستقلين
تضم ولاية الكاف 15 بلدية تقدمت لها 71 قائمة للتنافس على 258 مقعدا.
كانت نسبة المشاركة في الانتخابات في حدود المعدلات الوطنية (%35.87) وقد حصل النداء في مجموع الولاية على المرتبة الأولى بـ%30.50 متقدما على الحركة الإسلامية التي حققت %27.76 من الأصوات أما رئاسة البلديات فقد آلت 6 منها لكل من النداء ومن القائمات المستقلة فيما اكتفت النهضة بثلاث بلديات فقط.
• نسبة المشاركة في الانتخابات كانت ، كما أسلفنا، في حدود المعدلات الوطنية بـ%35.87 ولكن نسبة الأوراق البيضاء والملغاة مرتفعة نسبيا (%8.91) وسوف نعود إلى هذه الظاهرة بأكثر تفصيل في الحلقة الختامية لهذه السلسلة .
لقد سجلت بلدية منزل سالم ارفع نسب المشاركة بـ%61.66 تليها بلدية القلعة الخصباء بـ%59.16 وهما البلديتان الوحيدتان اللتان تجاوزت فيهما نسبة المشاركة نصف المسجلين أما أدنى نسبة مشاركة فقد سجلناها في بلدية الزعفران دير الكاف بـ%26.36 وبمدينة الكاف بـ%29.84 وهما البلديتان الوحيدتان اللتان نزلت فيهما نسبة المشاركة عن %30
• الكاف هي أكثر ولايات الشمال الغربي ابتعادا عن حركة النهضة وكان ذلك حتى ايام الانتصار الباهر للحركة الإسلامية في 2011 وفي غياب كل منافسة جدية لها اذ كانت نتيجتها في الكاف في 2011 دون معدلها الوطني باكثر من عشر نقاط كاملة (%26.72) وعندما توفرت المنافسة الجدية تراجعت الحركة الإسلامية في تشريعية 2014 إلى %17.50 بينما قارب النداء آنذاك نصف الأصوات المصرح بها بـ%48.17 ولكن بعد ثلاث سنوات ونصف خسر نداء تونس حوالي ثلثي أصواته وفقد اكثر من ثلث قوته الانتخابية اذ نزل الى %30.50 بينما استعادت حركة النهضة مستوى حضورها الانتخابي في 2011 وحسنت بعشر نقاط قوتها الانتخابية من 2014 الى 2018 دون ان تخسر سوى %20 من عدد الأصوات مع العلم بأن نسبة التصويت في 2014 تفوق نظيرتها في 2018 بأكثر من ثلاثين نقطة ..
• فالواضح أننا إزاء تقدم لافت للحركة الإسلامية في كل ولايات الشمال الغربي ولكن رغم هذا فإمكانيات التحالفات المتاحة لحركة النهضة في هذه الربوع مازالت محدودة وهو ما جعلها تكتفي فقط برئاسة ثلاث بلديات وهي ساقية سيدي يوسف ومنزل سالم وبهرة اما نداء تونس فقد فاز برئاسة 6 بلديات أي بنسبة %40 وكان له في حوزته بلديات الكاف وقلعة سنان والجريصة والدهماني والطويرف والمرجى فيما آلت بلديات تاجروين والقلعة الخصباء والقصور والسرس ونبر والزعفران دير الكاف إلى القائمات المستقلة .
حققت حركة النهضة أفضل نسبها في منزل سالم (%42.69) وساقية سيدي يوسف (%40.79) بينما كانت أضعفها بمدينة الكاف (%14.84) أما قائمات نداء تونس فقد حققت %47.67) بالجريصة وتجاوزت نصف الأصوات المصرح بها في الطويرف %55.02 وكانت أسوأ نتائجها بالقلعة الخصباء بـ%11.52.
• تقدمت الجبهة الشعبية في خمس دوائر انتخابية وكانت نتائجها فيها متواضعة تراوحت بين %4.24 في نبر %13.83 بالكاف ونفس النتائج تقريبا نراها عند مشروع تونس الذي تقدم في اربع بلديات تجاوز في اثنتين منها عتبة %10 في قلعة سنان والقصور وكانت نتائجه ضعيفة للغاية في نبر وبهرة .
الحزب الدستوري بذل جهدا للانغراس في الشمال الغربي خاصة فقدم 3 قائمات في ولاية الكاف وحقق نتيجة مهمة في قلعة سنان بـ%18.57 .
التيار الديمقراطي ورغم تجاوزه عتبة %10 في البلدية الوحيدة التي تقدم فيها (%11.52 في القلعة الخصباء) الا انه اثبت مرة أخرى ضعف تواجده بجهة الشمال الغربي
• أربعة نساء فزن برئاسة مجالس بلدية وهن الندائيتان هناء العمري في القلعة الخصباء وجميلة عبد اللاوي في المرجي والنهضويتان حنان عثماني بمنزل سالم ولمياء المناعي ببهرة .
• سليانة:
• الامتياز للجبهة الشعبية
تتكون ولاية سليانة من 12 بلدية تقدمت لها 73 قائمة للتنافس على 216 مقعدا ورغم التقدم الإجمالي لحركة النهضة على النداء بـ%22.13 مقابل %18.16 الا ان المعطى الأبرز في ولاية سليانة هو فوز الجبهة الشعبية برئاسة ثلاث بلديات كاملة وهي قعفور والعروسة وسيدي بورويس كما تمكنت قائمة الاتحاد المدني من الفوز برئاسة بلدية مكثر فيما آلت ثلاث بلديات للنهضة ومثلها للقائمات المستقلة واثنتين فقط لنداء تونس.
• شهدت ولاية سليانة نسبة مشاركة ارفع بقليل من المعدل الوطني (%38.24) وقد تجاوزت هذه النسبة نصف المقترعين في الكريب بـ%52.40 وكان أدناها بسليانة المدينة بـ%30.50 .
• سليانة كغيرها من ولايات الشمال الغربي ليست أرضا نهضوية فالحركة الإسلامية لم تحقق فيها في أوج قوتها سنة 2011 سوى %28.47 من الاصوات ثم نزلت هذه النسبة إلى %17.72 في تشريعية 2014 أي أنها كانت دوما دون 9 نقاط من المعدل الوطني لحركة النهضة.
في بلديات 2018 تغيرت هذه المعطيات شيئا ما إذ بقيت حركة النهضة في سليانة دون معدلها الوطني ولكن بست نقاط فقط والاهم بالنسبة لها أنها استعادت المرتبة الأولى وتفوقت على النداء الذي خسر 11 نقطة من قوته الانتخابية اذ نزل من 16.618 صوتا و%29.28 في تشريعية 2014 إلى 6897 صوتا و%18.16 في بلديات 2018 ولم يتمكن النداء إلا من إنقاذ ماء الوجه بفوزه برئاسة بلدية مركز الولاية مضيفا إليها فقط بلدية الحبابسة.أما حركة النهضة فقد فازت برئاسة المجالس البلدية لكل من بوعرادة وكسرى وسيدي مرشد .
في سليانة انكشفت مواطن الضعف الكثيرة لنداء تونس إذ لم يحقق في برقو سوى %4.88 وكانت نتائجه متواضعة للغاية في العروسة (%12.83) وكسرى (%11.56) والكريب (%12.22).
أما حركة النهضة فكانت نقطة ضعفها الأساسية في الروحية بـ%8.12 بينما حققت أفضل نتائجها في سيدي مرشد بـ%43.77.
• الجبهة الشعبية حققت نتائج باهرة للغاية في ولاية سليانة إذ تقدمت في 7 دوائر من أصل 12 وتجاوزت في ثلاث منها عتبة %30 وهي بلديات بوعرادة %31.69 وقعفور بـ%31.98 والعروسة %30.96 ولئن لم تتمكن الجبهة من الفوز برئاسة بلدية بوعرادة التي آلت إلى حركة النهضة فإنها فازت في قعفور والعروسة وأضافت إليهما سيدي بورويس الذي حققت فيه %21.17 من الأصوات ولكنها تمكنت من نسج التحالفات الضرورية للفوز .
عندما ننظر إلى النتائج الإجمالية لكل القائمات المتنافسة في الدوائر السبع التي تقدمت فيها الجبهة الشعبية لا نجد اختلافا كثيرا في نسبتي النداء والنهضة ففي هذه البلديات السبع حققت النهضة %21.92 من الأصوات وجاء بعدها النداء بـ%18.18 ثم نجد الجبهة الشعبية بـ%15.93 وهذا يعني أننا أمام انغراس فعلي جدي على مستوى الولاية قد يتحول غدا إلى مخزون انتخابي هام في التشريعية.
ولكن مازال للجبهة نقاط ضعف هامة حتى في البلديات التي تقدمت فيها فهي تحت عتبة %10 في كل من سليانة ومكثر والكريب وهذا يؤثر بدوره في عدم توازن الجبهة في سليانة وان لديها قائمات جدية قادرة على الفوز وأخرى حضورها يكاد يكون صوريا .
• الحزب الدستوري الحر تقدم في 3 بلديات وجاء الأول في سليانة المدينة بـ%28.93 ولكن نتائجه في قعفور وسيدي بورويس ضعيفة للغاية (%6.73 و%4.57 على التوالي) مما يفيد بان حضوره الحزبي مازال ضعيفا وأن نتيجته في مدينة سليانة تعود إلى شخصية رئيس القائمة أكثر منها للإشعاع الجهوي للحزب.
تقدم التيار الديمقراطي بدوره في 3 بلديات حقق فيها نتيجة واحدة ايجابية كانت في بلدية كسرى بـ%16.76.
الاتحاد المدني تقدم في بلديتين سليانة (%5.09) ومكثر (%14.10) ولكن رغم هذه النتيجة المتواضعة إلا انه تمكن من الفوز ببلدية مكثر رغم التقدم الواضح للنهضة (%31.09) وللنداء (%22.92) ولكنه منطق التحالفات المحلية وحتى استغلال التنافس الندائي النهضوي الذي مكن هذه القائمة من الفوز .
حزب آفاق تقدم بست قائمات نتائجه كانت ضعيفة وتراوحت بين %4.04 بكسرى إلى %8.44 بقعفور.
• إمرأة وحيدة تمكنت من الفوز برئاسة بلدية وهي الندائية حميدة الخضيري ببلدية الحبابسة وفاز الرجال في البقية (11 بلدية ) وذلك رغم الاحترام الكلي للتناصف عند النداء والنهضة (6 نساء و6 رجال) .
في عدد قادم:
الوسط الشرقي (الساحل )
• تعادل بين النهضة والنداء
في الأصوات
وتقدم النداء
في رئاسة البلديات