منذ نشر تقريرها في 12 جوان الماضي للعموم لم ينته الجدل حول ما ضمنته لجنة الحريات الفردية والمساواة من مشاريع قوانين جديدة، حيث وصلت حملات التشويه حد التكفير والتحريض على اعضائها وبث اشاعات لم ترد اصلا في التقرير، هذا الى جانب دعوات من قبل مشائخ الزيتونة لرفض المس بتعاليم الدين الاسلامي فضلا عن دعوات من اجل اصدار فتوى بخصوص التقرير، اضافة الى دعوة ديوان الافتاء من اجل اصدار فتوى لعدم الذهاب للحج لهذه السنة .
الجمعيات والمنظمات الحقوقية وعدد من الاحزاب السياسية، ثمنت ما جاء في التقرير معتبرة انه ثورة فكرية واجتماعية داعية الى قراءته والى نقده من خلال حوار اجتماعي من اجل الإضافة مشددة في الان ذاته على تضامنها مع اعضاء اللجنة ضد الحملات التى طالتهم ، كما دعت جمعيات حقوقية رئاسة الجمهورية باعتبارها صاحبة المبادرة الى الاسراع بتقديم مشاريع القوانين الخاصة بالتقرير الى مجلس نواب الشعب من اجل المصادقة عليه، في السياق ذاته يؤكد اعضاء اللجنة ان مهمتهم من الناحية التقنية انتهت وأنهم سلموا التقرير الى رئيس الجمهورية صاحب المبادرة والذي بإمكانه اتخاذ القرار المناسب بخصوصه ، والى حد الان لم يصدر أي قرار بتبنى النسخة المقدمة وتقديم مشروع القانون الى مجلس نواب الشعب.
وفي تعليق مفتى الجمهورية التونسية الشيخ عثمان بطيخ على تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة قال المفتي في تصريح للمغرب ان ديوان الافتاء لم يرد عليه التقرير بشكل رسمي لإبداء رأيه ، اما فيما يتعلق بموقف مشائخ جامعة الزيتونة تجاه التقرير فقد راى ان ذلك يعتبر رأيا من بين الآراء الصادرة بخصوص التقرير وان ذلك يدخل في اطار حرية التعبير وللتذكير فان مشائخ جامعة الزيتونة اصدروا بيانا اعتبروا فيه ان التقرير فيه التفاف مشينا على قيم الاسلام وتعاليمه.
وبخصوص دعوة البعض لإصدار فتوى حول ما تضمنه التقرير باعتباره تضمن مسالة المساواة في الميراث خاصة ، شدد مرة اخرى المفتي انه طالما لم يصل ديوان الافتاء طلب رسمي او اقتراح في هذا الشأن، لا يوجد أي فتوى في هذا الصدد.
من بين المسائل الدينية الاخرى التي طرحت خلال هذه الفترة دعوة نقابة الائمة بعد الاعلان عن تسعيرة الحج لهذه السنة الى مقاطعة فريضة الحج لهذه السنة داعية الى اصدار فتوى لتعطيل الحج لهذه السنة لأسباب عديدة منها ايضا استغلال السعودية اموال هذه الفريضة لتمويل الحرب على اليمن، افاد المفتي في تصريحه لـ«المغرب» ان الديوان سيصدر بيانا توضيحيا في هذا الشأن مشيرا الى ان فريضة الحج تتطلب شروطا منها شرط الاستطاعة للمسلم البالغ ، وان الدعوة الى ابطال هذه الفريضة لا تجوز شرعا باتفاق كل العلماء المسلمين ولا يمكن تعطيل الموسم وكل دعوة لذلك تعتبر حراما.
بيان ديوان الافتاء في ما يتعلق بالحج اعتمد على عدد من الايات القرانية منها سورة ال عمران الاية 97 « فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ 97)»
وايضا سورة البقرة الاية 197 ،ا لْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ»