الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية
قراءة وتحليل زياد كريشان
يرتفع من جديد منسوب التشاؤم عند التونسيين ليبلغ في شهر جوان حسب الباروميتر السياسي الذي تنجزه سيغما كونساي بالتعاون مع جريدة المغرب حوالي %80 (%79.9) ويصاحب هذا الارتفاع تراجع هام في الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية كما نلاحظ ولأول مرة منذ أكثر من سنة بروز ناجي جلول كشخصية أولى عند القاعدة الندائية ..
ارتفع منسوب التشاؤم بخمس نقاط كاملة خلال شهر جوان 2018 ليصل إلى حوالي %80 (%79.9) من التونسيين مقابل %74.9 في شهر ماي الفارط . وهذه النسبة هي ثالث أرفع نسبة منذ ثلاث سنوات ونصف كما أن هذه النسبة لم تنزل تحت %75 منذ شهر سبتمبر 2017.
ولقد شمل هذا الارتفاع كل الفئات والجهات والشرائح الاجتماعية والعمرية والمعرفية.وقد سجلنا أرفع النسب جهويا في ولايات الوسط الشرقي (سوسة والمنستير والمهدية ) بـ%85.3 وأدناها في تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة) بـ%75.9.
في المقابل لا وجود لفوارق جندرية أو اجتماعية تذكر في حين تظل فئة الشباب (26 - 30 سنة) هي الأكثر تشاؤما بينما يكون الأميون وذوو مستوى التعليم الابتدائي هم الأقل تشاؤما بـ%68.1 و%75.2 على التوالي .
تراجع الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية
عودة تنامي التشاؤم عند التونسيين انعكست سلبا على الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية. لقد كان النزول حادا بالنسبة لرئيس الجمهورية بـ%8.9 في شهر واحد ليصبح مجموع الرضا عن أدائه أقل بكثير من مجموع عدم الرضا (%42.9 مقابل %55.6) كما أن الراضين تماما عن أداء ساكن قرطاج يمثلون حوالي نصف عدم الراضين تماما عن أدائه (%15.5 مقابل %28.6) وهذه النسبة هي الأسوأ منذ شهر سبتمبر 2017..
وبالتوازي مع هذا تراجع كذلك الرضا عن أداء رئيس الحكومة ليصبح اجماليه (أي الرضا التام مع الرضا النسبي ) في حدود %64.8 مقابل %71.6 في شهر ماي 2018 وهذه النسبة هي الأضعف منذ أكثر من سنة وهي دون الأرقام القياسية بكثير التي سجلها يوسف الشاهد في الصائفة الفارطة حيث تجاوز فيها %80 بل وبلغ %81.7 في شهر ديسمبر 2017.
الواضح أن الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية متناسب ارتفاعا ونزولا مع أفضلية لصاحب القصبة بحوالي عشرين نقطة خلال هذه الأشهر الأخيرة بعدما كانت تتجاوز الثلاثين في النصف الثاني من السنة الفارطة.
الثقة الكبريرة في الشخصيات السياسية : سامية عبو في الصدارة وتراجع هام ليوسف الشاهد ومحمد عبو
الملاحظ في مؤشر الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية هو التراجع النسبي في جل النتائج وإن سجل عبد الفتاح مورو التراجع الأهم بـ%5.9 يليه يوسف الشاهد بـ%5.3 ثم محمد عبو بـ%5.1 وحتى صاحبة الطليعة سامية عبو قد تراجعت ولكن بنسبة اقل (%2.5) وهكذا تمكنت من تعميق الفارق بينها وبين الشاهد صاحب المرتبة الثانية بثماني نقاط (%36 مقابل %28) وتراجع الشاهد سمح لناجي جلول الذي حافظ على نفس النسبة بمقاسمة صاحب القصبة المرتبة الثانية يليهم عبد الفتاح مورو بـ %24 في المرتبة الرابعة ويدخل لأول مرة منذ أكثر من سنة الباجي قائد السبسي في خماسي الطليعة بـ %24
أما الخاسر الأكبر في هذا الترتيب فهو محمد عبو الذي تدحرج إلى المرتبة السابعة .
ولعلها المرة الأولى التي تتصدر فيها سامية عبو مؤشر إجمالي الثقة في السياسيين (الثقة الكبيرة مع الثقة النسبية) وذلك رغم تراجعها بسبع نقاط إلا أن يوسف الشاهد متصدر هذا الترتيب منذ أشهر قد تراجع بدوره بثماني نقاط فأصبحت سامية عبو في الطليعة بـ%64 يليها يوسف الشاهد بـ%63 ثم عبد الفتاح مورو بـ%61 فناجي جلول بـ%53 ويختم محمد عبو خماسي الطليعة بـ%52
مع الملاحظة بأن التراجع الأكبر في هذا المؤشر كان من نصيب رئيس الدولة بـ%9.3 مما يجعله يتدحرج إلى المرتبة التاسعة بـ%49 من إجمالي الثقة ..
الجديد في خماسي المؤخرة
شهد خماسي المؤخرة في مؤشر الثقة الكبيرة في السياسيين بعض التطورات فلقد حافظ حافظ قائد السبسي على المرتبة الأخيرة بـ%5 صحبة برهان بسيس ويتقدم عليهما بنقطة واحدة ثالوث كله من وزراء الحكومة وهم المهدي بن غربية وحاتم بن سالم وعماد الحمامي والأخيران يدخلان للمرة الأولى في هذا المؤشر وكان من الباب الصغير ..
والملاحظ في هذا المؤشر الهام هو تجاوز سياسي واحد (سامية عبو) لعتبة ثلث الثقة الكبيرة بينما نجد ثلاث عشرة شخصية دون %10 و24 سياسيا دون عتبة %20 وهذا مؤشر قوي على ضعف ثقة التونسي في عموم السياسيين أما عندما نسال التونسيين عن الشخصيات السياسية التي يريدون لها أن تلعب دورا هاما في المستقبل فنجد مرة أخرى سامية عبو بـ %37 ويوسف الشاهد بـ %30 متقدما قليلا على ناجي جلول (%28) ومحمد عبو (%26) فيما يبقى حافظ قائد السبسي في المرتبة الأخيرة كذلك في هذا المؤشر ويتقدم عليه بنقطة واحدة برهان بسيس
ناجي جلول يفتك الصدارة لدى القاعدة الندائية
التراجع المستمر ليوسف الشاهد في مؤشر الثقة مقابل التقدم النسبي خلال هذين الشهرين الأخيرين لناجي جلول جعل وزير التربية السابق والمدير العام لمعهد الدراسات الإستراتيجية الحالي يتقدم على رئيس الحكومة عند القاعدة الندائية إذ يحظى بثقة كبيرة بالنسبة لـ%43 من المستجوبين مقابل %35 فقط ليوسف الشاهد
والملاحظ هنا أن شخصية كسعيد العايدي مازالت تحظى بثقة %21 من القاعدة الندائية في حين أن المدير التنفيذي للحزب وصاحب «الباتيندة» الجديد حافظ قائد السبسي لا يحظى الا بثقة %7 من القاعدة الانتخابية لحزبه تماما كأمينه العام السابق محسن مرزوق .
اما بالنسبة للقاعدة الانتخابية لحركة النهضة فلا جديد تحت الشمس إذ نجد دوما عبد الفتاح مورو في الصدارة يليه سمير ديلو فيما يبقى دوما حمادي الجبالي أمينه العام السابق ضمن خماسي الطليعة .
نعود إلى القاعدة الانتخابية الندائية لنقول انه رغم إعطائها تقدما واضحا لناجي جلول من حيث الثقة الكبيرة في شخصه الا انه عندما نسأل عن المستقبل السياسي للشخصيات العامة نراها تعدل الكفة وتضع جلول والشاهد سواسية في المرتبة الأولى بـ%48 وهذا يدل على الحظوة النسبية لصاحب القصبة الحالي عند القاعدة الندائية رغم التراجع الذي سجّله في كل المؤشرات .
في عدد قادم
- نظرة التونسي وتقييمه للأوضاع
- أهم نجاحات واخفاقات الحكومة
- أولويات التونسي المنتظرة
- ثقة التونسي في المؤسسات
والهياكل السياسية والإدارية
الجذاذة التقنية للدراسة
العينة : عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي مكونة من 802 تونسي تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas) حسب الفئة العمرية ، الولاية ، الوسط الحضري أو الريفي.
طريقة جمع البيانات : بالهاتــــــف
CATI (Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
نسبة الخطأ القصوى %3.4
تاريخ الدراسة : 21 جوان 2018 الى 27 جوان 2018