قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد الخروج للرأي العام، بعد يوم من اعلان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تعليق العمل بوثيقة قرطاج و بعد اكثر من شهرين من المشاورات حول وثيقة قرطاج 2 والمطالبة من قبل عدد من الموقعين عليها برحيله.
حركة النهضة التى عرفت بتمسكها بيوسف الشاهد على راس الحكومة وهي من الاحزاب الكبرى الموقعة على وثيقة قرطاج رفض الناطق الرسمي باسمها عماد الخميري التعليق على خطاب الشاهد واكتفى بالقول في تصريح لـ«المغرب» بان «ذلك شان داخلي، وان النهضة لا تدخل في الشؤون الداخلية للاحزاب ، وانها تامل في ان تجد ازمة النداء حلا».
اما القيادي عبد الحميد الجلاصي فقد اوضح في تصريح لـ«المغرب» ، اولا ان مؤسسات الحركة ما زلت لم تجتمع لتدارس هذا الموضوع وغيره ،و لذلك فما يدلي به هي ملاحظات شخصية تندرج ضمن ثوابت الحركة في التعامل .
كنا نفضل الخوض في الشأن الوطني
وقال انه من حيث المنهج والشكل «كنا نفضل ان يخصص رئيس الحكومة كلمته للشأن الوطني والاجابة على انشغالات التونسيين هذه الايام والنأي بالمفرق العمومي»، اما من حيث الأصل فقد اعتبر الجلاصي انه لا يخفى على احد ان الوضعية الداخلية للحزب الذي جاء اولا في انتخابات 2014 اثرت على الوضع المؤسساتي في البلاد و أعطى انطباعا بالهشاشة واحيانا بالعبثية،هذا ما قد يكون اثر في نتائج الحزب في الانتخابات الاخيرة.
وأضاف ان اهم نتيجة قد تزعج وتخيف هو عدم استقرار التمثيل السياسي للقاعدة الانتخابية المقابلة للنهضة والتي لا تجد نفسها فيها واعتبر ان وجود طرف قوي في تلك الجهة هو مصلحة نهضوية ووطنية وان الاستقرار الحقيقي يبنى على التنوع والتوازن .
كما شدد ان النهضة لا تتدخل في الحياة الداخلية للاحزاب ولا تغلب طرفا على طرف و لكن يامل ان يهتدي الاصدقاء و الشركاء في نداء تونس الى أقوم المسالك لتسوية اوضاعهم الداخلية و امل الا يطول امد التجاذبات فتؤثر على المزاج العام وان العقلانية خصلة موزعة ولكل عائلة فكرية و سياسية منها نصيب وانه عند وضع المصلحة الوطنية نصب اعيننا لا تضيع منا البوصلة و نجد الطرق لتنظيم الطموحات الشخصية ،المشروعة في السياسة» وفق تعبيره .
أخطأ
الا ان محمد بن سالم النائب والقيادي بالحركة شدد في تصريح لاذاعة موزييك اعتبر أنّ رئيس الحكومة أخطأ حين أدخل التونسيين في الحرب الداخلية لنداء تونس، وحين تحدّث عن مشاكل حزبه في خطابه أمس.
وقال ان مشاكل نداء تونس تم تمريرها إلى البلاد، وتساءل لماذا لم تنجح تونس في تحقيق ما تصبو إليه رغم إجراء انتخابات شفافة ونزيهة 2014 وتشكيل حكومة ناجحة؟ ...مذكرا بما حدث لرئيس الحكومة الحبيب الصيد مشيرا الى انه لم يلبّ رغبات المدير التنفيذي لنداء تونس فقرروا إعفاءه من مهامه وقد رفضت النهضة ذلك لكنهم أصرّوا وحفاظا على الوحدة الوطنية وافقت الحركة ، ثم اختاروا رئيس حكومة منهم من النداء الا ان نفس السيناريو اليوم يعاد ونداء تونس يتّجه بالبلاد إلى عدم الاستقرار من جديد، وله تأثير سلبي، وبين ان من بين المشاكل الاخرى هي مطالبة نقابات برحيل هذا الوزير او ذلك وايضا بتغيير رئيس الحكومة مشيرا إلى أنّ اتحاد الشغل طالب سابقا بإعفاء وزير وتم ذلك واليوم يطالب بإعفاء رئيس الحكومة وإذا تم ذلك فهو تهديد مباشر لاستقرار البلاد.
الجبهة : الازمة السياسية دخلت طورا جديدا أخطر مما سبق
الجبهة الشعبية التي قررت عقد اجتماع لمجلسها المركزي ليلة امس من اجل التباحث في اخر التطورات ومن بينها خطاب رئيس الحكومة يقول القيادي والنائب عن الجبهة الجيلاني الهمامي في تصريح لـ«المغرب» انه من الناحية الشكلية لا نفهم ما ذا وراء التسرع لهذا الخطاب هل هو قرار حكومي ام قرار شخصي؟
اما من ناحية المضمون فان الشاهد اراد توجيه جملة من الرسائل من بينها ان رحيل الحكومة من عدمه بيده، مهمشا دور البرلمان الذي من الممكن ان يتدخل ويقيله من مهامه.
الرسالة الثانية هي اعلان الحرب على حافظ قائد السبسي المدير التنفذي للحزب الذي ينتمى اليه وهذه الحرب هي ليست على حافظ فقط بل على العائلة وعلى الحزب ولذلك من الممكن ان تكون هناك ردود فعل من الكتلة ومن العائلة، ووفق الجيلاني فان خروج الشاهد كان بعد تلقيه الضوء الاخضر .
وقال الجيلاني ان اسئلة عديدة مطروحة ، وان الازمة السياسية دخلت طور جديد اخطر مما سبق وان البلاد مقدمة على طورا جديدا اخطر ومرحلة من عدم الاستقرار على مستوى الحكومة والإدارة وسيكون لذلك انعكاس وخيم على جميع الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية وان منظومة الحكم ستدخل في حالة من الشلل .
كما اعتبر الهمامي ان الخطاب بيّن التعامل العبثي مع الدولة ، مشيرا الى ان الجبهة بدات الاتصال بكتل اخرى على غرار الكتلة الديمقراطية وكتلة الولاء للوطن وتم تقديم طلب لتخصيص جلسة للنظر في كيفية التعاطي مع هذا الوضع والتحرك على الساحة السياسية.
في السياق ذاته تساءل منجي الرحوي النائب والقيادي بالجبهة الشعبية في تصريح لاذاعة موزييك «على اي قدم يرقص الشاهد» الذي شارك منذ فترة وجيزة في الحملة الانتخابية للنداء والان يعلن الحرب على المدير التنفيذي للحزب ، مشيرا الى ان الشاهد قدم العديد من المغالطات .
التيار: تونس في ازمة حقيقية
وقد اعتبر النائب عن التيار الديمقراطي غازي الشواشي ، إنّ كلمة رئيس الحكومة يوسف الشاهد جاءت متأخّرة، مشيرا إلى أنّ الخطاب في ظاهره شجاعة وصراحة ولكنه تضمن بعض المغالطات تتمثّل في تقديم ارقام مغلوطة تتعلق بارتفاع نسبة النمو والحال انّ الوضع الاقتصادي في البلاد يتّجه من سيء إلى أسوء.. الى جانب استغلال مرفق عمومي من اجل
توجيه خطاب للشعب التونسي، لنجده يتحدّث عن تصفية حسابات شخصية في النداء وشدد على ان تونس في ازمة حقيقية بسبب نداء تونس ومنظومة الحكم بصفة عامة».
الجمهوري تونس في حاجة إلى حكومة مصغرة
الحزب الجمهوري يرى ان تونس في حاجة اليوم الى حكومة انتخابية محدودة العدد تعمل على وقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتحافظ على الاستقرار الأمني وتنقية المناخ السياسي وتهيء البلاد للانتخابات القادمة وان تلتزم السلطة التنفيذية برأسيها التفرغ لمهامها صلب الدولة وعدم الترشح للانتخابات القادمة و توفير مناخ سياسي ملائم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بعيدا عن صراعات الخلافة التي بدأت تطل برأسها والتي عانت منها تونس الآمرين على مدى تاريخها السياسي .