كان له امس لقاء مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، حيث تبادلا وجهات النظر حول الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها البلاد، حسين العباسي الذي شدد على تازم الاوضاع وخاصة عودة التجاذبات السياسية بعد ما خالها انتهت، مؤكدا انه متمسك باستقلاليته وانه يحافظ على نفس المسافة مع كل الاحزاب ، وانه ليست له مبادرة جاهزة مثلما تم تداول ذلك .
استقبل امس رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بقصر قرطاج، حسين العباسي، الأمين العام السابق للإتحاد العام التونسي للشغل، العبّاسي شدد على أن اللقاء مع رئيس الدولة استعرض فيه الجانبان الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدقيقة التي تمر بها البلاد وضرورة الإسراع بمعالجتها فضلا عن ضرورة تغليب صوت العقل لحلّ الإشكاليّات القائمة.
الامين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل افاد ايضا في تصريحه لـ«المغرب» ان البلاد تمر بوضع دقيق وانه على الانسان الا يلاحظ من بعيد فقط او يقف مكتوف الايدي، امام انحدار الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن التجاذبات السياسية وبالتالي ارتأى انه من الصالح مقابلة الرئيس لتبادل وجهات النظر حول مجمل هذه الاوضاع على حد تعبيره مشيرا الى انه وجد من قبل الرئيس الارادة القوية وكل الاستعداد وبذل كل ما في وسعه من اجل اصلاح الاوضاع وايجاد الحلول لتجاوز الصعوبات والمشاكل قائلا «وما اكثرها» .
قابلته كانسان وكشخصية وطنية
العباسي بين انه تبادل وجهات النظر مع رئيس الجمهورية، وعن تقديمه لمقترحات او حلول قال «انا تبادلت معه وجهات النظر ولست لا مؤسسة او غيرها ولكن عندما يطلب منى ذلك انا مستعد، انا قابلته كانسان وكشخصية وطنية لاحظت تأزم الأوضاع ورأيت ان كل ما تحقق يمكن ان يتلاشي وبالتالى من واجبي ان اساهم من اجل ايجاد الحلول»
وبخصوص ما تم تداوله من تقديم مبادرة من طرفه اوضح العباسي انه اذا طلب منه المساهمة في ايجاد الحلول فهو مستعد قائلا «ليست لدى أي مبادرة جاهزة لكن احاول للدفع نحو الخروج بالبلاد من الازمة التي تمر بها، نحن «ليست لدينا أي غاية لتعويض الاشخاص او المؤسسات»، مشددا انه مثلما كان موقفه دائما، وكما صرح في العديد من المرات ان قيادات الاتحاد دائما على نفس المسافة مع مختلف الأحزاب.
لا دخل لي بأي حزب
وبخصوص الحديث عن امكانية دخوله للعمل السياسي افاد العباسي «ذهابي للعمل السياسي غير ممكن، ولا دخل لي بأي حزب لا من اليسار ولا من اليمين، انا احافظ على الاستقلالية مع الجميع علما وان علاقتى متينة مع مختلف الاحزاب وذلك في حدود استقلاليتى وفي حدود احترامي لنفسي مع احترامي لكل الحساسيات».
ولم يخف العباسي انه كان يعتقد بعد مرحلة الحوار الوطني أنّه سيتم تجاوز تأزم الوضع السياسي من اجل تجاوز مختلف الصعوبات الأخرى، وأشار الى انه «كانت في البلاد في الفترة الماضية مبادرة الحوار الوطني حيث كنا نعتقد انه من اجل معالجة كل الاوضاع - أي الاقتصادية والاجتماعية والامنية- يجب معالجة الاوضاع السياسية باعتبار ان الوضع السياسي كان متأزما ولا بد من ايجاد حل وقد توصلت المنظمات الاربع ومختلف المشاركين من الاحزاب والشخصيات الوطنية وايضا بمساندة الاعلاميين الى توافق ونجح الحوار في حل تلك الأزمة واعتقدنا ان الامور على احسن ما يرام وكانت الانتظارات ان الازمة السياسية تم تجاوزها، لكن للأسف الاوضاع ازدادت سوءا وعادت التجاذبات السياسية من جديد او اكثر مما كانت عليه في الوقت الذي قلنا انها انتهت ولكن الحمد الله ان الوضع الأمني تحسن بفضل مجهودات القوات الامنية والجيش الوطني».
أحيانا مجبر أخاك لا بطل
الاستقرار السياسي مهم للبلاد، خاصة وان الوضع جلي للجميع ، وأحيانا مجبر أخاك لا بطل فمعالجة الوضع السياسي ضرورة لان فاقد الشيء لا يعطيه وغضب الشعب على الاداء السياسي واضح ايضا «فهل هناك من يقول ان هذا الوضع السياسي على ما يرام»