لرئيس الحزب ومتابعات قضائية ... جملة من العوامل جعلت الاتحاد الوطني الحر يعلن رسميا امس عدم خوضه غمار الانتخابات البلدية المقرر تنظيمها في السادس من ماي 2018.
شارك الاتحاد الوطنى في مختلف المحطات الانتخابية التى انتظمت بعد الثورة، وتحصل في الانتخابات التشريعية لسنة 2014 على المرتبة الثالثة بـ16 مقعدا بمجلس نواب الشعب، -في حين كان له مقعد بالمجلس الوطنى التأسيسي اثر انتخابات 2011- وهو ما خوله أن يكون من بين الرباعي الحاكم – النداء والنهضة وأفاق تونس حكومتي الحبيب الصيد - علما وانه شارك ايضا في الانتخابات الرئاسية بترشيح مؤسس الحزب ورئيسه سليم الرياحي.
وبعد مرور اكثر من ثلاث سنوات تقلص عدد نواب كتلة الاتحاد الوطني الحر الى 11 نائبا بعد الاستقالات التى طالتها ، كما خرج من الائتلاف الحاكم في حكومة يوسف الشاهد ليعود في الفترة الماضية في إطار «الترويكا الجديدة» ، اما عن المشاركة في الانتخابات البلدية فقد سبق وان ناقش الاتحاد الوطني الحر المسالة في اطار «جبهة الإنقاذ» لكنه انسحب وأعلن عودته الى مثلث الترويكا.
نائب رئيس الاتحاد الوطني الحر سميرة الشواشي اكدت خلال ندوة صحفية عدم مشاركة الحزب لعدم جاهزيته من جهة وعدم توفر الظروف الملائمة منها عدم المصادقة على مجلة الجماعات المحلية، وكذلك الاستقطاب الثنائي بين حركتي النهضة والنداء وأيضا بسبب التشنجات على الساحة الوطنية من جهة اخرى، و اعزت قيادات الحزب عدم مشاركتهم في الإنتخابات البلدية، الى ‘الهرسلة» وحملات التشويه التي تعرض لها رئيس الحزب المستقيل سليم الرياحي .
الا ان قيادات الحزب شددت على انهم لن يقاطعوا الانتخابات وسيدعون منخرطيهم لانتخاب من يرون انهم جديرون بالثقة على حد تعبيرهم.
بالرغم من تجنب الاقرار بتدهور الوضعية المالية للحزب وعدم الاستقرار الذي يعيشه بعد استقالة سليم الرياحي، من جهة والتذبذب الذي يعانى منه الحزب بين الخروج من الائتلاف الحاكم والعودة اليه مؤخرا من جهة اخرى والتمسك بان المسالة سياسية بامتياز ، فان طارق الفتيتي القيادي والنائب عن الاتحاد الوطني الحر اكد ان القرار كان مؤلما نظرا لأهمية هذه المحطة الانتخابية وانه لا ينكر ان الحزب غير جاهز بالرغم من التقدم الذي احرزه في بداية الاستعداد للانتخابات الا ان ما تعرض له رئيس الحزب والحزب من «هرسلة» على حد تعبيره ووصفه بالفساد وتبييض الاموال واستقالة سليم الرياحي من الحزب سبب ازمة قيادة ، وهذه الازمة كان لها تأثير من مختلف النواحي فضلا عن استهداف الحزب من خلال رئيسه، وعملية الاستقطاب الثنائي التي ترفضها قيادات الاتحاد الوطني الحر باعتبارها ستؤثر على الانتخابات.
وفق نوايا التصويت في الانتخابات البلدية الاخيرة لسيغما والمغرب فإن الاتحاد الوطنى الحر خسر المرتبة الثالثة التي حظي بها في انتخابات 2014 لنجده في المرتبة السابعة .
ومن المنتظر ان يعقد الحزب مجلسه الوطني في 3 و4 مارس المقبل من اجل هيكلة الحزب جهويا ومركزيا وايضا دعوة رئيس الحزب للنظر في استقالته.