الى ان نجاح تونس في مسارها الديمقراطي لا يمكن ان يكون الا بدعم اقتصادي قوي..وشدد على التزام فرنسا بانجاح هذا المسار مشيدا بالانجازات التي تحققت في تونس في ما يتعلق بمكانة المرأة وتطوير دورها في الحياة السياسية وكذلك اقرار المساواة مع الرجل ..وتابع بالقول :" ..نؤكد على اهمية دور المراة التونسية واهمية تفعيل المساواة بين المراة والرجل ".
مضيفا ان فرنسا تؤمن باستراتيجية جديدة في المتوسط تقوم على بناء وتطوير الشراكات وفي مختلف المجالات . موضحا ان فرنسا بحاجة الى سياسة متوسطية جديدة واكد ان الاتحاد الاوروبي يحتاج الى حوار بين بلدانه".
مرحلة جديدة من العلاقات
وقد حرص الرئيس الفرنسي خلال زيارته على بث روح جديدة في العلاقات بين ،فرنسا وتونس، تجسدت بتوقيع عدد هام من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. وابرز حرص بلاده على تطوير العلاقات بين فرنسا التي تعد الشريك الاقتصادي الاول لتونس حيث تقدر الاستثمارات الفرنسية في تونس لعام 2017 بـ 365 مليون دينار تونسي. كما يتواجد فيها ايضا اكبر جالية تونسية تقدر بنحو 730 الف تونسي في فرنسا . مشددا على ان فرنسا هي الشريك الاول لتونس ويمكنها ان تفعل اكثر من اجل نجاح شريكتها وان بلاده تريد بث روح جديدة للتعاون بين البلدين…
الملف الليبي
وفي رده على اسئلة الصحفيين في ما يتعلق بدور فرنسا في التدخل العسكري في ليبيا قال :" التحرك كان دوليا وبتجمع دولي لكن بالنسبة لي اعتقد انه كان خطأ ومتسرعا..فالديمقراطية لا تتحقق بمجرد القضاء على ديكتاتور "..مشيرا الى ان فرنسا قامت بدور في تجميع فرقاء الصراع مضيفا بالقول :" فرنسا رعت لقاء حفتر وفايز السراج وما تمخض عن هذا اللقاء من خارطة طريق ونحن نعمل على احلال السلام في هذا البلد لان استقرار تونس والمنطقة هو من استقرار ليبيا ". واكد ايضا على دور الامم المتحدة وخارطة الطريق الاممية من اجل انهاء الصراع عبر تسوية سياسية .
في رده على سؤال «المغرب» في ما يتعلق بمستقبل عملية السلام في المنطقة بعد قرار دونالد ترامب المتعلق بالقدس قال انه يؤمن بان عملية السلام تظل قائمة لكن لا يمكن املاء الحلول وان اية تسوية يجب ان تكون نابعة من الفلسطينيين والاسرائيليين ".
الفرنكوفونية في افريقيا
وعن الاستعدادات للقمة الفرنكوفونية التي ستحتضنها تونس سنة 2020 وكيفية النهوض بالفرنكوفونية اجاب الرئيس الفرنسي:" احياء الفرنكوفونية لا ينطلق من باريس لان الفرنكوفونية ككل هي منظمة انشأها زعماء افارقة بينهم الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة ايمانا منهم بأهمية الثقافة واللغة وهم يدركون ان افريقيا تجمعها الفرنكوفونية" .. واشار الى ان هناك قرارات اتخذت تتعلق بمضاعفة عدد الطلبة ودعم حضور الطلبة التونسيين في الجامعات والمعاهد الفرنسية .وكذلك تسهيل حصول التونسيين على تأشيرة الدخول السياحية الى فرنسا بطريقة آلية. واشار ايضا الى ان هناك توجها لاحتواء الاشخاص والمهاجرين غير الشرعيين في فرنسا. ..
وكانت زيارة الدولة التي اداها الرئيس الفرنسي الى بلادنا والتي اختتمت امس قد شملت لقاءات مع الرئيس الباجي قائد السبسي . كما اشرف خلالها على اعمال المنتدى التونسي الفرنسي والذي نظمته غرفة الصناعة والتجارة المشتركة التونسية الفرنسية بمشاركة عدد هام من رجال الاعمال الفرنسيين وهو ما يبرز حرص فرنسا على دفع وزيادة الاستثمار في السوق التونسية .
وقد اعلن الرئيس ماكرون عن تخصيص بلاده دعما لتونس بقيمة 500 مليون يورو خلال الفترة 2020 - 2022 . وذلك كإضافة للتمويلات التي ستقدمها الوكالة الفرنسية للتنمية لتونس . كما اعلن عن تخصيص 30 مليون يورو لمساعدة الشركات الصغرى والمتوسطة و100 مليون يورو لدعم اصلاحات الشركات العامة، و 50 مليون يورو موجهة لصندوق دعم المبادرات الشبابية . وذلك في اطار سعي بلاده الى تنفيذ برنامج لتأهيل وعمالة الشباب من اجل فتح آفاق اقتصادية جديدة امام الشباب التونسي .
وابرز حصيلة الزيارة توقيع ثماني اتفاقيات ومذكرات تعاون تشمل التعاون في مجال مكافحة الارهاب وانشاء صندوق لدعم التنمية والمبادرات الشبابية في تونس ، وتحويل بعض الديون الى استثمارات وكذلك اطلاق مشاريع من اجل تهيئة احياء سكنية شعبية..