لقد أضحت هذه هي قناعة دوائر الفعل الأساسية داخل التحالف الحاكم وفي أروقة قصر قرطاج كذلك.. الكل يثني على خصال الرجل الشخصية والإدارية ولكن لا بد أن يدفع أحد ثمن أزمة الحكم التي لم تعد خافية على أحد...
ويبدو أن الأمر قد استقر لإحداث «الرجّة النفسية» بتغيير ربّان السفينة الحكومية...
ولا شك أن تواتر الأزمات الاجتماعية، وآخرها في جزيرة قرقنة، وتوقع لنمو اقتصادي ضعيف دون ما كان مبرمجا له في قانون المالية لهذه السنة (2,5 %) كل هذا أسرع في طبخ القرار بضرورة التضحية برئيس الحكومة الحالي...
والواضح أننا لا نتجه إلى رئيس حكومة جديد من صنف الحبيب الصيد أي تكنوقراطي لا انتماءات سياسية له بل إلى شخصية ندائية يبدو أن معالم اختيارها قد تحددت دون تعيين الشخص بالذات في الوقت الحاضر...
ونضيف أن جزءا من المطالبين بالتغيير داخل مراكز قرار الحكم يريدون أن يقترن رحيل الحبيب الصيد من القصبة برحيل محمد الناصر من قبة باردو... ولكن في هذه النقطة الأخيرة بالذات المسألة لم تحسم بعد...
أحزاب الحكم الأربعة ليست على نفس الموقف والرأي.. فحركة النهضة مازالت تعبّر عن تشبّثها بالحبيب الصيد وتراه الرجل المناسب في المكان المناسب.. أو لنقل فهو بالنسبة لها الرجل الملائم للمصالح النهضوية الآنية والاستراتيجية... .