اوفي العلاقات الإقليمية أو الدولية وغيرهاـ وبيّن أن مواقف الدولتين متطابقة في عديد المسائل. .واكد ان المباحثات التي عقدها مع نظيره التركي تمحورت حول شتى المجالات المشتركة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية .. ولفت الى اهمية العلاقات العريقة بين تونس وتركيا والتي تعود جذورها الى عمق التاريخ ولكنها علاقات متجددة وتأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي وقعت في كلا البلدين والمتغيرات التي تقع في المجال الدولي بحسب قوله .موضحا ان هذه الزيارة ستتبعها زيارات اخرى.. وقال ان هناك تعاون لا يستهان به مع تركيا في المجال الاقتصادي وان الدولتين تؤكدان على اهمية توثيق العلاقات وتعميقها مع الاخذ بعين الاعتبار الظروف التي تمر بها تونس وتركيا وهذا شأن الدول الصديقة.
من جانبه اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على ان لتونس وتركيا وجهات نظر متطابقة في عديدة المسائل ذات الاهتمام المشترك ، مؤكدا في ندوة صحفية مشتركة عقب استقباله من قبل الرئيس الباجي قايد السبسي ان تونس حققت تطورات هامة في مسارها الانتقالي ..وقال ان هذه الزيارة هي الثانية له معتبرا ان النموذج التونسي ملهم للمنطقة.
العجز التجاري
فيما يتعلق بالعجز في الميزان التجاري قال قائد السبسي ان هناك ظروفا استثنائية نتحاور فيها مع اصدقائنا ونحن نتفهم ظروفهم وتونس تحترم اتفاقياتها والقرار بمراجعة الاتفاقيات لا يتم اخذه بشكل منفرد وشكر تفهم الرئيس التركي لذلك».
من جانبه تعهد اردوغان بمراجعة مسألة العجز الواقع في ميزان التبادل التجاري بين البلدين قائلا: «اتفقنا على مضاعفة المبادلات التجارية بشكل متوازن وعادل بين البلدين ، نسعى للحفاظ على الاستقرار والتطور والنمو في تونس».
كما اشار الرئيس التركي إلى دعم بلاده لتونس بنحو 300 مليون دولار من القروض ، وذلك عبر الوكالة التركية للتعاون الخارجي بهدف دعم التنمية في تونس.
وقال أردوغان إن منتدى الاستثمار والأعمال يشجع على الاستثمار في تونس، وتطوير الشراكة الاقتصادية بين الطرفين، مشيرا إلى أن بلاده تدعم تونس في مكافحة الإرهاب. وأكد وقوف بلاده الى جانب بلادنا في الايام الصعبة وقال ان مباحثاته مع الرئيس قائد السبسي مثلت فرصة للتباحث في شتى الميادين ذات الاهتمام المشترك ومشيرا الى ان هناك قرارا اتخذ بضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة في شتى الميادين ودفع عجلة التعاون مشيرا الى ان البلدين تربطهما اتفاقية تعاون استراتيجية رفيعة المستوى تحتم التواصل بشكل مستمر . واعرب عن امله في رفع حجم المبادلات التجارية وتحدث عن العجز الحاصل في الميزان التجاري مؤكدا ان هذا الامر سيكون موضوع بحث من قبل المسؤولين الاقتصاديين من كلا الجانبين وتعهد بزيادة استيراد المنتجات التونسية على غرار زيت الزيتون وغيرها ..
واكد انه لا يفرق بين امن تونس الاقتصادي وامن بلاده . كما شدد على ان تركيا تدعم تونس في مكافحتها للارهاب واعرب عن شكره للسلطات التونسية بسبب وقوفها الى جانب الحكومة التركية في اعقاب العملية الانقلابية وفي مكافحة منظمة غولان الارهابية على حد قوله.
القضايا الاقليمية ..فلسطين سوريا وليبيا
القضية الفلسطينية اخذت حيزا هاما من خطاب اردوغان اذ جدد رفضه لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب مبينا ان تصويت الجمعية العامة ضد القرار يبين ان هناك ضميرا انسانيا دوليا لا يزال ينتصر للقضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية مؤكدا ان الدول التي رفضت التصويت يجب مراجعة العلاقات معها . وقال ان الادارة الامريكية اتخذت قرارا خاطئا بنقل سفارتها الى القدس..وشدد على ان تونس وتركيا تعتبر القدس خطا احمر ولا يمكن القبول بأية خطوة تمس من قدسية المدينة وهويتها التاريخية . واكد ان هذا الموضوع كان محور النقاش خلال القمة الاسلامية الاستثنائية التي عقدت في اسطنبول. وتساءل اردوغان لماذا لا يتم مراجعة هيكلة مجلس الامن لتصبح دورية .
فيما يتعلق بالأزمة الليبية قال اردوغان ان هناك تطابقا في وجهات النظر فيما يتعلق بالشأن الليبي وان بلاده تدعم استقرار البلد وقال : «فتحنا سفارتنا في ليبيا ونعلم ان الامن والاستقرار التونسي مرتبط بالأمن الليبي».
فيما يتعلق بالملف السوري جدد اردوغان رفضه لأي وجود للرئيس السوري في أي حل سياسي قائلا :» إن بشار الأسد إرهابي، مارس إرهاب الدولة، ولا يمكن أن نجعله جزءًا من الحل، لأننا نكون قد ظلمنا القتلى وذويهم إذا اعترفنا به حاكما لـسوريا».مضيفا انه لا يمكن التخطيط للمستقبل مع رئيس « قتل ما يقرب من مليون مواطن»، وأضاف « لا يمكن أن تسير الأمور مطلقا في سوريا مع استمرار الأسد».
وأكد وزير الخارجية خميس الجهيناوي انه تم خلال الزيارة توقيع 4 اتفاقيات تهم التعاون في المجال العسكري وبروتوكول خاص في مجال تكوين الجنود التونسيين في المؤسسات العسكرية التركية . وتوقيع اتفاق يتعلق بتشجيع الاستثمار بين البلدين مبينا انه مهم لتشجيع الاستثمار في تونس اضافة الى مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة .
وكان رجب طيب أردوغان قد وصل مساء أول أمس تونس رفقة وفد وزاري كبير اضافة الى 150 من رجال الاعمال والمستثمرين الأتراك ضمن جولة افريقية استهلها بالسودان وتشاد.