تطرق الرئيس ابو مازن في هذا الحوار الخاص لـ « المغرب « الى الوضع في المنطقة و تأثير ما يحصل على القضية الفلسطينية مؤكدا ان ارتدادات ما يسمى بـ « الربيع العربي» تحتاج الى وقت لكي تتوقف وتعود الدول العربية الى سابق عهدها مؤكدا بان لا حلول لأزمات المنطقة إلا بالطرق السلمية وليس بالعسكرية . وأعرب عن امله بأن تتمكن الجهود الدبلوماسية من حل المشاكل بين الدول العربية لأنها تؤثر على القضية الفلسطينية .. وشدد الرئيس عباس على ان لا عودة الى المفاوضات مع « اسرائيل» دون حل الدولتين.
وفي هذا السياق قال انه يعول على الدور الامريكي من اجل فرض ضغوطات دبلوماسية على تل ابيب للقبول بهذا الحل كشرط لعودة التفاوض ..وفيما يتعلق بمسار المصالحة ، وصف اعلان حماس تشكيل حكومة في غزة قبل اشهر بأنه «تشريع» للانقلاب ...داعيا حماس الى العودة لحكومة التوافق والوحدة الوطنية المعلنة سنة 2014.
• تحدثتم خلال لقائكم بالرئيس الباجي قائد السبسي عن صفقة تاريخية يجرى الاعداد لها فهل تعطينا ملامح هذه الصفقة؟
نحن نسعى الى احياء المفاوضات مع الادارة الامريكية الجديدة مع الرئيس ترامب الذي قال انه مستعد لإجراء صفقة خلال سنة وقال هذا الكلام في اول زيارة وانا سعدت بسماع ذلك .واذا وصلنا الى نقطة البداية الصحيحة وهي ان تعترف «اسرائيل» بحدود الـ 67 اي تعترف برؤية الدولتين ، نكون قد وضعنا اقدامنا على الطريق الصحيح ومشينا في باقي الحلول. والى الان اسرائيل لا توافق على حل الدولتين وبالتالي الكرة في ملعب امريكا وهي تستطيع ان تمارس عليها جميع انواع الدبلوماسية واذا حصل ذلك نحن مستعدون للبدء في المفاوضات ..لكن اذا لم توافق اسرائيل على حل الدولتين فكل امر بعد ذلك عبث ...فاذا وافقت « اسرائيل» على رؤية الدولتين فمعنى ذلك انها تريد الحل السياسي واذا لم توافق فلا حاجة للمفاوضات لأنها ستكون مضيعة للوقت.
• لكن هل حصلتم على ضمانات امريكية بشأن المفاوضات؟
نتمنى من الادارة الامريكية شيئا واحدا ان تقول لإسرائيل ان الحل يأتي من خلال رؤية الدولتين وهذا هو المطلوب من الادارة الامريكية ونتمنى على الرئيس ترامب ان يفعله.
• هناك عديد التفاهمات بخصوص المصالحة تمت مع حماس لكن لم تنفذ ..ماذا يمنع تحقيق المصالحة وهل تلمسون جدية من قبل حماس نحو هذا المسار؟
نحن الان في وضع صعب ..اجرينا مباحثات مع حماس من خلال مصر اولا ثم قطر الى ان اعلنت حماس منذ ثلاثة اشهر عن تشكيل حكومة في غزة وهذا يعني تشريع وتقنين الانقلاب فقلنا لهم اذا ما استمريتم في ذلك فنحن في طريق وانتم في طريق وطلبنا منهم الغاء الحكومة والعودة لتفعيل حكومة 2014 اي حكومة الوفاق الوطني والذهاب الى الانتخابات والكرة لديهم الآن .
لقد تحدث معهم المبعوث الدولي وتحدثت معهم اكثر من جهة والى الان لم نجد منهم جوابا صافيا محددا بالقبول او الرفض ..واذا لم يقبلوا فنحن سنتخذ الاجراءات المناسبة ..فنحن ندفع من ميزانية الدولة الفلسطينية واذا ما استمروا لن ندفع لهم...
• الا يؤثر ذلك القرار سلبا على الشعب الفلسطيني ؟
نحن لا نقطع التمويلات عن الشعب بل على حماس وفي الان نفسه لا نستطيع ان نمول الانقلاب ..لقد استمرينا عشر سنوات ونحن ندفع لكل اطياف الشعب الفلسطيني لكن بعد هذا سنتوقف لكي يعلم الشعب الفلسطيني من المخطئ .وندعو شعبنا الفلسطيني في غزة ليقول رأيه ...
• موقفكم من الازمة الخليجية وما انعكاساتها على القضية الفلسطينية؟
نتمنى لسمو الشيخ صباح احمد الصباح ان ينجح في مساعيه الحميدة لتقريب وجهات النظر ...ونحن موقفنا واضح لم نتدخل في اي شأن مع اي دولة صار لديها تفاعلات لان ذلك نعتبره شأنا داخليا .. واعتقد ان الدول التي تسعى للتهدئة لديها نوايا طيبة مثل الكويت وعمان وتونس والجزائر وتريد ان تحل هذا المشكل ونحن مع الوصول الى توافق بين الدول العربية لأنه يؤلمنا ان تكون هناك مشاكل بين هذه الدولة او تلك لأن ذلك يؤثر علينا ويؤثر على القضية الفلسطينية .
• مثل ادراج الخليل على لائحة اليونسكو نصرا للديبلوماسية الفلسطينية ..فما هي الخطوات المستقبلية في هذه المعركة ؟
بلا شك هو نصر كبير وسنستمر في هذه الاجراءات ..لدينا 520 منظمة دولية من حقنا ان ننتمي اليها . الى الان انتمينا الى اربعين منظمة منها محكمة الجنايات الدولية وقريبا جدا الانتربول ثم سننتمي الى باقي المنظمات الهامة الى ان نحصل على العضوية الكاملة في الامم المتحدة .
• وما مصير الدعاوى التي رفعتموها ضد «اسرائيل» في محكمة الجنائية الدولية؟
هذه الدعاوي ستستمر وهي شعبية ورسمية ..لان الشعب الفلسطيني وكل مواطن فلسطيني متضرر من اجراءات اسرائيل الاستيطانية والقمعية وغيرها ..ومن حق كل مواطن فلسطيني ان يرفع قضية امام محكمة الجنايات الدولية ومن حق السلطة الفلسطينية كذلك . وذهبنا الى محكمة الجنايات والتقينا اكثر من مرة مع الامينة العامة السيدة بلسودة وتحدثنا معها بهذا الشأن ونحن مستمرون في سياستنا ونريد ان نوقف «اسرائيل» عند حدها وان نمنعها من ارتكاب الاخطاء والخطايا ضد الشعب الفلسطيني ..
نتياهو يرفض كل شيء ويرفض حل الدولتين ولديه عنجهية وغطرسة سياسية مع الاسف مدعومة من قبل بعض الدول.. لكن نتمنى لهذه الدول ان تصل الى الحق في الاخير وان تقول كلمة الحق .
• دفعت فلسطين للأسف ثمنا كبيرا نتيجة ما يسمى بـ»الربيع العربي» كيف يمكن اليوم اعادة الزخم الى القضية الفلسطينية واعادتها الى سلم الاولويات العربية؟
نحن نتمنى ان تنتهي ارتدادات ما يسمى بـ»الربيع العربي» و ان تخرج الدول العربية كلها من غمتها ،سوريا واليمن وليبيا وغيرها وان يعود الصفاء العربي كما كان الى سابق عهده وهذا يحتاج الى وقت . راينا بصراحة ان المشاكل العربية الداخلية التي حصلت في هذه البلدان لا تحل الا بالطرق السلمية وليس بالطرق العسكرية .
• كيف يمكن اليوم مواجهة التغول الاسرائيلي في افريقيا عربيا ؟
يجب على كل العرب ان يوجهوا اهتمامهم -سياسيا واقتصاديا- نحن القارة الافريقية ،وعليهم ان ينتبهوا لإفريقيا لأنها عمقنا العربي وعلينا وان نقدم لها ما نستطيع وان لا يتركها العرب فريسة لإسرائيل. كنت في افريقيا وتحدثنا مع الافارقة حول مختلف القضايا واولها القضية الفلسطينية وثانيا المؤتمر الذي تزمع الطوغو ان تعقده لنتيناهو ووضحنا وجهة نظرنا لكل رؤساء الدول الافريقية .
• ما نتائج لقائكم الاخير بالرئيس الفرنسي ؟
ليست المرة الاولى التي التقي بها الرئيس الفرنسي فقد التقينا به اكثر من مرة والرجل وعد وقال انه مستعد ان يقوم بنشاط تجاه القضية الفلسطينية ونأمل بان ينجح في مساعيه لان اوروبا وفرنسا مهمة ولا نطلب منهم ان يكونوا بديلا للدور الامريكي ولكن نرجو أن يكونوا مكملين له.