خاص: الباروميتر السياسي لشهر أفريل 2017 73 ٪ من التونسيين: البلاد تسير في الطريق الخطأ مؤشر الثقة في السياسيين: خماسي الطليعة وخماسي المؤخرة

قراءة وتحليل زياد كريشان

أهّم ما يميز الباروميتر السياسي لأفريل 2017 الذي تنجزه شهريا مؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع جريدة «المغرب» هو التفاقم الملحوظ لنسبة التشاؤم في البلاد بست نقاط كاملة خلال شهر واحد لتصل إلى ثالث أرفع نسبة لها منذ جانفي 2015..وقد رافق ارتفاع

نسبة التشاؤم تراجع منسوب الرضا في أداء رأسي السلطة التنفيذية بـ4 نقاط لصاحب القصبة وب5 لصاحب قرطاج ،كما تراجعت في مؤشر الثقة الكبيرة جلّ الشخصيات الحكومية مقابل صعود شخصيات لديها نقد راديكلي للسلطة كسامية عبو والصافي سعيد ومحمد عبو وبقاء الناجي جلول ، وزير التربية، في منسوب مرتفع نسبيا مستفيدا في ذلك من عملية لي الذراع التي يواجه فيها نقابات التعليم

حوالي ثلاثة أرباع التونسيين (%73.1) يرون أن البلاد تسير في الطريق الخطأ ..وهذه أرفع نسبة نسجلها في الباروميتر السياسي منذ تشكيل حكومة يوسف الشاهد في أواخر أوت الماضي وهي الثالثة من نوعها منذ جانفي 2015..
والغريب في الأمر أن تفاقم التشاؤم بحوالي ست نقاط (%5.8) في شهر واحد مرده الأساسي إلى القاعدة الانتخابية للحزب الحاكم ذاته، نداء تونس، إذ ارتفعت نسبة التشاؤم في صفوفها خلال شهر واحد من %58.1 إلى %69.9 أي بزيادة بحوالي 12 نقطة كاملة ..وهذا يعني الانحسار المعنوي للقاعدة السياسية للحكومة الحالية..وبالطبع لا يعني هذا الانحسار بالضرورة انهيارا انتخابيا للحزب الأول بل يعني فقط أن نسبة عدم الرضا عمت كل الأوساط بما فيها تلك التي منحت أصواتها في خريف 2014 لحزب نداء تونس..
قلنا في مناسبات عديدة بان التونسيين ليسوا سواسية أمام التشاؤم فهم يتنوعون أمامه وفق انتماءاتهم الجهوية والجندرية والاجتماعية وشرائحهم العمرية..

ومع الحذر الواجب اعتماده عندما نحلل إجابات شريحة مخصوصة من العينة العامة يمكن أن نقول بان التشاؤم هو الطاغي اليوم في ولايات تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة ) والوسط الشرقي (سوسة والمنستير والمهدية) وصفاقس والجنوب الشرقي (قابس ومدنين وتطاوين) ففي كل هذه الولايات تراوحت نسبة التشاؤم بين %76.2 و%77.9 أمّا الجهة الأقل تشاؤما هذه المرة فقد كانت ولايات الشمال الشرقي (بنزرت ونابل وزغوان) بـ %65.8 ..وفي الحقيقة لا نملك أجوبة دقيقة ونهائية حول أسباب هذه الاختلافات خاصة وأنها غير ثابتة في الزمن..

تباين نسب التشاؤم وفق الانتماء الاجتماعي يبقى محدودا إذ تبلغ هذه النسبة أقصاها عند الطبقة الشعبية بـ%78 ولكننا نجد أن أدناها هو عند الطبقة الوسطى السفلى (صغار الأجراء والحرفيين والتجار ) بـ %70.5 بينما تبلغ هذه النسبة %75 عند الطبقة المرفهة .. الخلاصة الوحيدة الممكنة هو أن منسوب التشاؤم مرتفع جدّا عند كل فئات المجتمع وان الفروقات الاجتماعية أو الجندرية ليست هامة جدّا .. وحدها الشرائح العمرية تنير حقيقة التشاؤم بشكل مختلف إذ يبين هذا الباروميتر أن فئة الشباب (18-25 سنة) هي الأكثر تشاؤما بـ %78.7 ولكن الجديد هذه المرة هو الصعود اللافت للتشاؤم عند مختلف شرائح الكهول من 36 إلى 50 سنة حيث تجاوز عندها الثلاثة أرباع..لتبقى مرة أخرى شريحة الشيوخ (أكثر من 60 سنة) هي الأقل تشاؤما من كل الشرائح العمرية للمجتمع..
في المحصلة يكون نموذج التونسي الأكثر تشاؤما هو إمرأة شابة من الطبقة الشعبية من إحدى ولايات الجنوب الشرقي بينما التونسي الأقل تشاؤما هو رجل تجاوز الستين من الطبقة الوسطى السفلى ومن سكان إحدى ولايات الشمال الشرقي .

تراجع الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية
تراجع منسوب الرضا عن رئيس الجمهورية إلى مستويات قياسية إذ لم تتجاوز نسبة الراضين عن أدائه سوى %51.7 بعدما كانت في حدود %56.9 ولكن عندما ننزل إلى التفاصيل نرى أن عدم الراضين بالمرة على أدائه يكاد يمثل ضعف الراضين عنه تماما (%29.2 مقابل %16) أي أن الرضا الايجابي النسبي على أداء رئيس الجمهورية هشّ إلى حدّ بعيد وأنّه بعد حوالي انتصاف عهدته الانتخابية لم يعد يقنع بوضوح تام سوى سدس التونسيين..
في المقابل الرضا الإجمالي على أداء رئيس الحكومة يبقى......

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

(يتبع)
غدا نظرة التونسي
وتقييمه للأوضاع

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115