راشد الغنوشي ومحسن مرزوق وسليم الرياحي والهاشمي الحامدي وحافظ قائد السبسي
قراءة وتحليل زياد كريشان
سنة 2017 هي سنة «نصفية» بالمفهوم الانتخابي أي السنة التي تفصل إلى شطرين متساويين العهدة الانتخابية للتشريعية والرئاسية... وبما أن هذه السنة ستشهد أيضا، نظريا وعلى الأقل، انتخابات جهوية في نهايتها، تصبح هذه السنة ذات أهمية قصوى لكل الأحزاب والشخصيات السياسية...
لا شك أنه من يعتقد بأن سبر الآراء يصنع المشهد السياسي ويقرر من سيفوز بالانتخابات هو مخطئ طولا وعرضا... ولكن سبر الآراء في كل الديمقراطيات العصرية يعطي صورة عن توجه الرأي العام... وهذه الصورة تلعب دورا كبيرا في تحديد الخطط والاستراتيجيات الحزبية وكذلك في انتقاء أولي للشخصيات القادرة على لعب الأدوار الأولى وطنيا...
في باروميتر جانفي 2017 الذي تعده مؤسسة سيغما بالاشتراك مع «المغرب» سعينا إلى التعرف بدقة على منسوب الثقة في الشخصيات السياسية... وللتوضيح فالقائمة التي اقترحناها على العيّنة تمّ وضعها إثر جملة من الإجابات العفوية لعينة أولية واعتمدنا هذه الأجوبة العفوية (من هم السياسيون الذين تذكر أسماءهم؟) لوضع هذه القائمة النهائية... فالأسماء إذن ليست من اختيارنا الاعتباطي بل هي الأسماء السياسية الأكثر شهرة عند التونسيين..
الأصناف الستة
عندما نجمع منسوب الثقة (أي الثقة الكبيرة مع الثقة النسبية) نجد أن الشخصيات السياسية تتوزع على ستة أصناف:
• الصنف الأول يتجاوز فيه منسوب الثقة 60 % ونجد فيه ست شخصيات: يوسف الشاهد وعبد الفتاح مورو والصافي سعيد وسامية عبو وناجي جلول والحبيب الصيد وهذا ما يمكن أن نسميه بصنف الثقة المرتفعة جدا...
• في صنف الثقة المرتفعة (ما بين 50 % و60 %) نجد أربع شخصيات: الباجي قائد السبسي ومهدي جمعة ومحمد عبو وأحمد نجيب الشابي.
• في صنف الثقة المتوسطة (ما بين 40 % و50 % نجد 11 شخصية: سمير ديلو ومحمد الناصر وحمة الهمامي وسمير الطيب ومنجي الرحوي ومهدي بن غربية وإياد الدهماني وحمادي الجبالي وياسين إبراهيم وسعيد العايدي وعصام الشابي.
• الصنف الرابع هو صنف الثقة الضعيفة (ما بين 30 % و40 %) ونجد فيه 6 شخصيات: كمال مرجان والمنصف المرزوقي وزياد العذاري ومحمد البارودي وعلي العريض.
• الصنف الخامس هو صنف الثقة الضعيفة جدا (ما بين 20 % و30 %) ونجد فيه محسن مرزوق وسليم الرياحي.
• الصنف السادس والأخير هو صنف الثقة شبه المنعدمة ونجد فيه الهاشمي الحامدي وحافظ قايد السبسي.
خماسي الطليعة
نجد عند خماسي الطليعة أن منسوب الثقة الكبيرة يتجاوز عندهم كلهم 30 % (أدناهم يوسف الشاهد بـــ 32,9 %) وهذا المؤشر مهم لأنه يدل على اقتناع كبير بالشخصية.. ومن المهم أن نعرف ما هي متغيرات هذه الثقة الكبيرة بالنسبة لخماسي الطليعة...
يوسف الشاهد يحتل المرتبة الأولى في مجموع الثقة ولكن رتبته هي الخامسة في الثقة الكبيرة (32,9 %)..
يحقق يوسف الشاهد أعلى منسوب للثقة الكبيرة عند القاعدة الانتخابية الندائية (46,3 %) وفي ولاية صفاقس (43,2 %) وفي ولايات الوسط الغربي: القيروان وسيدي بوزيد والقصرين بـــ 43,3 % وعند الكهول (51 - 60 سنة) بــــ 45,3 % ويصل إلى 51,5 % عند الذين تجاوزوا الستين سنة... أما رقمه القياسي فيحققه عند الأميين (66,7 %).
وفي المقابل يحقق رئيس الحكومة أضعف نسب الثقة الكبيرة فيه عند القاعدة الانتخابية النهضوية (26,7 %) وعند النساء أيضا (29,8 %) وفي ولايات الجنوب: (22,2% في الجنوب الغربي أي قفصة وتوزر وقبلي و25 % في الجنوب الشرقي أي قابس ومدنين وتطاوين)...
أما أسوأ رقم (18,2 %) فهو عند الشباب ما بين 18 و25 سنة ولا يرتفع إلا قليلا بالنسبة لشباب 26 - 30 سنة (23 %) كما أن نسبة الثقة الكبيرة ضعيفة أيضا عند أصحاب مستوى التعليم العالي (25,4 %).
من المهم جدا أن نقف على هيكلة الثقة ودراسة منسوبها عند النائبة سامية عبو وهي التي تحتل المراكز الأولى في هذا المؤشر منذ أشهر عديدة...
تحتل سامية عبو المرتبة الرابعة في مجموع الثقة (64,3%) ولكنها تصعد إلى المرتبة الثانية في مستوى الثقة الكبيرة (37,5%) متأخرة بعشر نقاط فقط عن صاحب المرتبة الأولى في هذا المؤشر الصافي سعيد...
تسجّل النائبة سامية عبو أرقاما قياسية عند القاعدة النهضوية (60,8 %) تفوق بكثير ما يسجله قادة النهضة ذاتهم. فعبد الفتاح مورو القيادي النهضاوي الوحيد المتمتع بمنسوب ثقة كبير جدا لا يحظى عند قاعدته سوى بـــ 53,3 % من الذين يثقون فيه كثيرا... أما زعيم النهضة راشد الغنوشي فهو لا يتحصّل إلا على 41,7 % عند القاعدة الانتخابية النهضوية وهذا يعطي لوحده بريقا خاصا لنتيجة النائبة سامية عبو...
وتحظى سامية عبو بنتيجة مماثلة (59,7 %) في الجنوب الشرقي (قابس ومدنين وتطاوين) وأدنى من ذلك بقليل في الجنوب الغربي (توزر وقبلي وقفصة بـــ 55,6 %) وبنفس النسبة عند الأميين...
وتحظى سامية عبو بنسب ثقة مرتفعة في جل الشرائح العمرية والتربوية والجهوية.. «نقطة ضعفها» الوحيدة وكما هو متوقع هي القاعدة الانتخابية لنداء تونس ورغم ذلك فحوالي خمس الندائيين (19,3 %) يثقون فيها ثقة كبيرة...
«الشيخان»
حظ «الشيخين» في مؤشر الثقة مختلف تماما... فالأول، رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد تقلّص منسوبه من الثقة الكبيرة للتونسيين ولكنه ظل يتوفر على مجموع ثقة إيجابي (59,4 %) وهو يحتل المرتبة السابعة في هذا المؤشر بينما لا يحتل «الشيخ الثاني» راشد الغنوشي سوى المرتبة 27 وبمنسوب ثقة إجمالي دون الثلث..
يحقق رئيس الجمهورية أفضل نتائجه في القاعدة الندائية (44,3 %) وفي الوسط الغربي (36,5 %) وعند الذين تجاوزوا الستين سنة (50,5 %) وأفضل أرقامه عند الأميين (66,7 %)...
أما نقاط الضعف الأساسية فهم أنصار حركة النهضة، رغم توافق الشيخين، الذين لا يثقون فيه بنسبة كبيرة إلا في حدود 23,3 % والنساء (24,7 %) بعد أن كانوا نقطة قوته في انتخابات 2014..
تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة) هم أقل الأقاليم ثقة كبيرة في قائد السبسي (25,3 %) ولكن نقاط الضعف الكبيرة نجدها عند الشباب: 10,2 % بالنسبة لــ18 - 25 سنة و13,8 % بالنسبة لـــ 26 - 30 سنة...
رئيس حركة النهضة لا يحظى بالثقة الكبيرة إلا بالنسبة لتونسي واحد من أصل ثمانية (12,1 %) ولولا القاعدة النهضوية التي تمنحه 41,7 % وكذلك الأميين (33,3 %) لكانت نتائج زعيم النهضة أسوأ بكثير من هذا...
والطريف في قصة «الشيخين» أن كليهما غير مرضي عليه عند القاعدة الانتخابية لحليفه ولكن الوضع بالنسبة لراشد الغنوشي أكثر دراماتيكية إذ لا يحظى سوى بثقة ناخب ندائي من أصل خمسة وعشرين (4 %).
هؤلاء لا يثق فيهم التونسيون تماما
لقد رأينا أن الثقة الكبيرة في السياسيين تبقى محدودة إلى حدّ ما إذ لا يتجاوز صاحب المرتبة الأولى الصافي سعيد 38 % ولكن عكس ذلك فنسب انعدام الثقة بالكلية مرتفعة جدا إذ نجد 11 سياسيا تتجاوز عندهم نسبة انعدام الثقة كلية 40 % بدءا من كمال مرجان ومحمود البارودي بــ 41 % وصولا إلى الهاشمي الحامدي بـــ 72 %...
وعنصر الرفض هذا واضح لسبعة سياسيين على الأقل: الهاشمي الحامدي (72 %) وحافظ قائد السبسي (67 %) وسليم الرياحي (66 %) وراشد الغنوشي (60 %) ومحسن مرزوق (58 %) وعلي العريّض (58 %) والمنصف المرزوقي (54 %)...
وبالنسبة لنفس هذه الشخصيات لا يرغب المستجوبون في أن يجدوها تلعب دورا سياسيا في المستقبل... ونسبة الرفض هذه متقاربة جدا مع نسبة انعدام الثقة التي تحدثنا عنها آنفا...
ناجي جلول يفقد الصدارة لفائدة الصافي سعيد
ظل وزير التربية ناجي جلول يحلق في المرتبة الأولى في مؤشري الثقة الكبيرة والمستقبل السياسي لأكثر من سنة وهذه هي المرة الأولى بعد كل هذه الفترة التي يتدحرج فيها إلى المرتبة الرابعة (الثقة الكبيرة) والخامسة (مجموع الثقة الكبيرة مع الثقة النسبية)...
الصافي سعيد ظاهرة سياسية تستحق الدراسة فهو لا ينتمي لأي حزب ورغم ذلك تثق فيه قواعد الحزبين الكبيرين النهضة والنداء بنفس النسب تقريبا ولا نلاحظ له من نقطة ضعف معينة لا جندريا ولا جهويا ولا جيليا فقط الشريحة الاجتماعية الميسورة لا تمنح سوى خمس ثقتها الكبيرة...
نعود إلى ناجي جلول لنقول بأنه وإن فقد الصدارة على مستوى الترتيب العام فإنه بقي محافظا عليها على مستوى القاعدة الانتخابية للنداء ولكن الفارق بينه وبين هذا القادم على عجل يوسف الشاهد تقلّص كثيرا إذ أضحى أربع نقاط في مؤشر الثقة ونقطتين فقط في مؤشر المستقبل السياسي...
الجذاذة التقنية للدراسة
العينة: عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي، مكونة من 1003 تونسي تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas)حسب الفئة العمرية، الولاية، الوسط الحضري أو الريفي.
طريقة جمع البيانات: بالهاتف
CATI (Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
نسبة الخطأ القصوى: 3 %
تاريخ الدراسة: من 30 ديسمبر 2016 إلى 4 جانفي 2017
تونس - استطلاع للرأي جانفي 2017