لأول مرة في تاريخ مجلس النواب: كتلة حركة مشروع تونس تباغت جلاد وتقيله وليد جلاد : «الكتلة أصبحت أداة بيد محسن مرزوق وقرارها تعسفي ولا ديمقراطي»

في سابقة هي الأولى منذ انتخاب المجلس الوطني التأسيسي إبان الثورة وانتخاب مجلس نواب الشعب بعد انتخابات 2014 تتم إقالة نائب من كتلته البرلمانية، فقد قررت امس كتلة حركة مشروع تونس الحرة إقالة احد أعضائها.

قرار الكتلة كان استباقيا فقد تم تداول خبر استقالة النائب وليد جلاد من الكتلة منذ مدة وهو ما يفنده رسميا جلاد مؤكدا ان المسالة مسالة وقت لا غير ، الا ان الكتلة كانت اسرع ولم تمهل جلاد وتمنحه الفرصة ليكون المبادر بالاستقالة.
على خلفية تصريحاته الأخيرة في الإعلام التي وصفت بانها تشهير بالكتلة وبقراراتها الصادرة في ايامها البرلمانية التى عقدتها بصفاقس يومي 15 و16 اكتوبر الجاري قررت امس كتلة حركة مشروع تونس الحرة باغلبية اعضائها اقالة النائب وليد جلاد من الكتلة.
صلاح البرقاوي الذي فوضه رئيس الكتلة لعقد اجتماع اكد في تصريح لـ«المغرب» ان الكتلة اجتمعت أمس وتداولت في موضوع التصريحات الاعلامية الصادرة عن وليد جلاد حول القرارات التي اصدرتها الكتلة واعتبرت ان تصريحاته تضمنت إخلالا باحكام النظام الداخلي وقد تم الاستماع الى المعني بالامر الذي دافع عن رأيه وبعد إبداء الملاحظات اجتمعت الكتلة امس وتم اتخاذ القرار .

البرقاوي بيّن أن القرار أمضى عليه 18 عضوا وكان حاضرا 12 عضوا في الاجتماع وهناك من ابدى رأيه بالاعتماد على آلية الرسائل القصيرة ، مشيرا إلى ان النائب وليد جلاد اعترض على قرارات تم اتخاذها باعتماد الطرق الديمقراطية ورفض التصويت وما صرح به يعد وفق البرقاوي تشهيرا بالكتلة في الإعلام مشددا في الآن ذاته على انه من حق جلاد إبداء رأيه لكن عليه احترام رأي زملائه أيضا.

قرار تعسفي ولا ديمقراطي
في المقابل قال النائب المقال من الكتلة ان قرار كتلة حركة مشروع تونس «الحرة» قرار تعسفي ولا ديمقراطي نافيا دعوته والاستماع الى رأيه مشيرا الى ان رئيس الكتلة على سفر ونائبة رئيس الكتلة غير موجودة .
وقد اعتبر جلاد ان الكتلة تحولت الى اداة بيد محسن مرزوق الامين العام لحركة مشروع تونس، قائلا قناع صاحب المشروع الديمقراطي قد سقط وان اولى قراراتها بعد تغيير اسمها كان قرارا ضد الديمقراطية والاختلاف في الراي واصبحت تقمع الحريات وضد تباين الاراء وبالتالي فان الكتلة اصبحت اداة عند صاحب المشروع الذي يختلف معه في التوجهات السياسية على حد قوله.

جلاد بيّن انه دفع فاتورة أرائه وتمت اجابته على دعوته للنقاش والحوار بعملية غدر تذكر بممارسات سابقة مما يدل على انه كان على حق وان تخوفه كان في محله بان تصبح الكتلة بيد شخص له طموح شخصي على حد تعبيره.
النائب وليد جلاد ذكر بان ما حصل امس يعد سابقة ولم يحدث في أي كتلة اخرى رغم الاختلافات العديدة في الاراء بين اعضائها على غرار الجبهة الشعبية وتصريحات عبد اللطيف المكي بخصوص صلاحيات رئيس الحركة.
ومن المنتظر ان يعقد جلاد ندوة صحفية في بحر هذا الاسبوع بعد التشاور مع عدد من اصدقائه ليحدد وجهته القادمة وفق ما افاد به لـ«المغرب».

لم تصمد الكتلة الحرة كثيرا وبدأت بوادر الانشقاق تلوح قبل مرور السنة على تشكيلها والأسباب تعود اساسا الى الانفراد بالراي للامين العام لحركة مشروع تونس والصلاحيات التي متعه بها النظام الداخلي للحزب وفق هؤلاء النواب ومن بينهم المقال وليد جلاد وفي المقابل تؤكد رئيسة المجلس المركزي للحزب لـ«المغرب» ان تلك التصريحات غير صحيحة .

لقد تعمق الخلاف مع نهاية الأسبوع الماضي بعد اجتماع للأيام البرلمانية للكتلة الحرة وتغيير اسمها من الكتلة الحرة إلى كتلة حركة مشروع تونس الحرة باعتبارها الكتلة الحزبية لحركة مشروع تونس ، وبالرغم من اغلبية نواب الكتلة المتكونة من 25 نائبا صوتوا مع تغيير الاسم فان بعض النواب عبروا عن رفضهم لتحيين الاسم والتاكيد على انها ليست كتلة حزب مشروع تونس باعتبارها تضم عددا من المستقلين على حد تعبير وليد جلاد احد الرافضين لهذا التغيير.

قبل الاقالة
الخلاف مع حزب حركة مشروع تونس لا يعود الى محاولة الحزب السيطرة على الكتلة وان تكون الكتلة اداة بيد محسن مرزوق الامين العام للحزب وفق تصريحات جلاد قبل ان يتم اتخاذ القرار باقالته من الكتلة بل حول عدة نقاط ومنذ المؤتمر وهي النظام الداخلي الذي يعتبره عدد من النواب على غرار مصطفى بن احمد أعطى صلاحيات مطلقة للامين العام للحزب محسن مرزوق ولم يكن .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115