وبصرف النظر عما بطن فان التحليل لا يكون إلا لما ظهر ...
ففي خمس سنوات حقق فوزا واحدا بالبطولة و لو ان ما تلاحق خلال موسم التتويج بالخصوص من مشاكل جعل الكاس تفيض يوم الدربي الاخير الذي كان الفوزفيه ترجيا...
ومن سوء حظ الرياحي ولا الافريقي ان كل الاشكالات كانت من صنع الترجي وصلت به الى حد اعلان الاقالات من بعد الدربي وهو ما حصل للمدرب نبيل الكوكي...
والهزيمة الاخيرة لاحقته فيها الرسالة الواضحة والمشفرة ولعل اهمها تلك التي صدرت عن النقابي الامني الحبيب الراشدي جاءت زاخرة بالنقد لأداء الرجل حيث قال له بصريح العبارة :
«ما هوش عيب الاعتراف بالفشل ... انت حاولت وصرفت ومولت وطلعت السقف ومن بعد لقيت روحك ما تنجمش تحقق مشروعك وتراجعت وألغيت العقود الكبيرة ... أنا والى كيفى متأكدين أن الافريقى ماشى للهاوية ...»
وواصل الراشدي ليقول: «...يا سى سليم نتصور أن ترك الكرسى خير من تكسيرو..»
ونقد الراشدي يمكن ان تختلف حوله الاراء بين اعتباره موضوعيا وحشره في خانة اللاموضوعي...
لكن لما نعلم أن منسق فرع الشبان بالنادي الإفريقي جمع مدربي أصناف الشبان بالفريق وأعلمهم أن رئيس الجمعية سليم الرياحي أعلمه أنه لم ولن يرصد أي مبلغ مالي هذا الموسم بالنسبة للشبان ولذلك من أراد العمل مجانا فيمكنه ذلك ومن يرفضه عليه بالرحيل عن النادي.... لما نعلم هذا أي تعليق تريدون ... الامر يختزل كل تعليق حول المستقبل اذا سلمنا بان المستقبل رهن العمل القاعدي.
والتاكيد جاء في تدوينة للأستاذ كمال بن خليل الذي توقع انسحاب المدربين في اصناف الشبان للنادي وكذلك الانسحاب من بطولات الشبان.
وبما ان الخبر لم يتم نفيه من الجهاز الاداري للنادي الافريقي فان يصبح ثابتا لم يجد عدد من مسيري فريق النادي الإفريقي منذ يوم السبت أي سبل للتواصل مع رئيس النادي سليم الرياحي الذي عمد إلى عدم الرد على اتصالاتهم الهاتفية بخصوص عدد الإشكاليات الجارية في الفريق منذ مقابلة الدربي. وهو ما ترك الفريق رهن المجهول دون إدارة الى حد تم الحديث معه عن تأجيل الجلسة العامة الانتخابية في ظل عدم تقدم أي قائمة بطلب الترشح لرئاسة فريق باب جديد, و حتى الرئيس الحالي سليم الرياحي و بعد حل هيئته لم يقدم ترشحه رسميا لتبقى الأمور غير واضحة المعالم في ظل تراجع النتائج وتفاقم الأزمة المالية و ضبابيتها.
واذا رفض الرئيس الاسبق للنادي كمال ايدير اعباء الديون وخاصة الشروط التعجيزية التي تم نعتها بـ«مؤخر المهر» وهو ما يسميه اهل القانون عندنا بـ«النفقة»... وما ثقل عن كمال ايدير ينتظر ان يتطوع له احد رجال القانون من العارفين بانواع ما تقدم وما تاخر من مهر واشكال النفقة ومعها تفاصيل الارث والميراث وهو النائب السابق لرئيس الجامعة التونسية لكرة القدم الاستاذ ماهر السنوسي الذي سيكون مرشح «كبار الافريقي» لتولي رئاسة الفريق لقدرته على توفير المخارج لكل الابواب المسدودة ...
ولما نتامل في حصلية الرياحي والافريقي فان الكفة تكون فيها لصالح الرياحي لان الافريقي مثل له المخزون الانتخابي ليصبح وازنا في مجلس النواب ومن خلاله المشهد السياسي عامة ... وله حتى من يمثله في الحكومة ...
وبعيدا عن منطق الربح والخسارة فان كل محلل ذي ذرة بعد نظر يرى ان الافق مسدودة بين الرياحي والافريقي ومن صالحهما اللجوء الى ابغض الحلال وهو«الطلاق».
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي