سجل «نسور قرطاج» مع كأس أمم إفريقيا: لقب يتيم.. «لومار» دائما في الذاكرة و«سانطوس» الهداف التاريخي

• 91 هدفا مسجلا طيلة المشاركة في «الكان» و 88 هدفا مقبولا

تعد الكرة التونسية من بين الأفضل في القارة السمراء خاصة في السنوات الأخيرة أين واصل منتخبنا التواجد في ترتيب الخمس الأفضل في القارة الإفريقية أين يحتل في أخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم وصافة ترتيب «الماما أفريكا» وذلك بالعودة للظهور الدائم لمنتخبنا في أقوى محفل كروي في القارة التي يكون فيها صراع «الكان» عنوانا للمنافسة الشرسة والتشويق والإثارة مع المتعة المطلقة وهو ما يجعل أمم إفريقيا أحد أفضل البطولات الكروية في عالم الساحرة المستديرة.

قصة الكرة التونسية مع «الكان» عرفت محطات مختلفة أين حصد فيها نسور قرطاج بعض النجاحات بالإضافة إلى الإخفاقات لتختلط المشاعر بين الرضا التام على ما حققه المنتخب الوطني وبين الغصب العارم فرض أثر النهائيات جملة من القرارات كان النصيب الأوفر فيها أعلن القطيعة مع الناخب الوطني الذي دائما ما كان كبش الفداء الأول فور إخفاق العناصر الوطنية في تحقيق الهدف المتفق عليه قبل بداية المسابقة.
وسنعود في مقالنا اليوم إلى سجل المنتخب الوطني مع أقوى مسابقة في القارة الإفريقية بالحديث عن أهم المحطات وعدد الأهداف المقبولة والمدفوعة بالإضافة إلى أبرز هدافي الكرة في نهائيات كؤوس أمم إفريقيا.

سنوات الغياب
كما هو معلوم أعطيت ضربة بداية كأس أمم إفريقيا في سنة 1956 أين غابت الكرة التونسية عن مشهد البدايات وحتى الدورة الثانية عرفت أيضا عدم حضور منتخبنا الذي افتتح شريط مشاركاته في كأس أمم إفريقيا في سنة 1962 أين اكتفي بالمركز الثالث وشارك أيضا في النسخة التي تلتها والتي لم تكن موفقة ليعود للحضور سنة 1965 أين خسر في النهائي ولكن في بدور الوصيف.

بعد مشاركات البداية غابت الكرة التونسية طويلا على الساحة الإفريقية حيث لم يشارك منتخبنا منذ 1965 ليعود للظهور في الحقبة الذهبية للكرة التونسية سنة 1978 لكن دون تحقيق اللقب حيث أكتفي بمركز رابع لم يحد من عزائم زملاء «تميم» بالحضور للاول في نهائيات كأس العالم وبعد هذه المشاركة غاب مجددا منتخبنا عن الواجهة إلى غاية موعد تنظيم البطولة في 1994 رغم مشاركة مخجلة في 1982.
الملاحظة الأهم هو الغياب الكرة التونسية على الواجهة الإفريقية في تلك الفترة.

الحضور الدائم
استوعبت الكرة التونسية دروس الماضي حيث بات الحضور في نهائيات أمم إفريقيا أمرا محتوما وهذا ما يفسر الحضور المتواصل منذ 1994 أين نظمت بلادنا البطولة لكن واصل الإخفاق طرق أبواب كرتنا رغم الطموحات الكبيرة التي سيطرت على الجميع بأن يكون 1994 موعد اللقب الأول للكرة التونسية في كأس أمم إفريقيا.
14 مشاركة متتالية لمنتخب منذ دورة سنة 1994 تخللتها بعض النتائج الإيجابية وآخر لم تترجم الطموحات بما أن عددا من النهائيات عرفت خروج نسور قرطاج من الدور الأول رغم أن الملاحظة الأهم هو أن الدور ربع النهائي كان المحطة الأكثر تحقيقا للمنتخب الوطني.

الفرحة العارمة
في حقبة المشاركة الدائمة لمنتخبنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا اقترب نسور قرطاج من حصد اللقب في عدة مناسبات وخاصة في 1998 لكن بعض الظروف أجلت الفرحة التي رأت النور في 2004 أين أعادت تونس تنظيم البطولة لتتسخر كل الظروف من أجل أعلن الفرحة ودخول قائمة المنتخبات المتوجين بالأميرة الإفريقية وهو ما تحقق فعلا بعد أن تمكن المدرب الفرنسي «روجي لومار» من قيادة نسور قرطاج لتربع على عرش الكرة الإفريقية وكسب الرهان وتحقيق اللقب اليتيم للكرة التونسية والذي لم يتكرر رغم المحاولات العديدة منذ 2004 إلى غاية النسخة الماضية التي أقيمت في مصر ليبقي الأمل كبير أن تعود تونس إلى حصد اللقب في أقرب النسخ.

91 هدفا مسجلا و 88 مقبولا
شارك منتخبنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا في 19 مناسبة أين لعب منتخبنا 73 مباراة في كافة الأدوار حيث تمكنت العناصر الوطنية من الانتصار في 23 مباراة والانهزام في مثلها فيما كان التعادل أكثر نتيجة حضورا في مسيرة المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا حيث حقق 27 تعادلا من مجموع المباريات التي لعبها نسور قرطاج طيلة المشاركة التسعة عشر في المسابقة الإفريقية.
وتمكن منتخبنا من هز شباك المنتخبات الإفريقية في 91 مناسبة فيما قبلت شباك حراس المنتخب الوطني 88 هدفا.

«سانطوس» في المقدمة
يعد المهاجم البرازيلي التونسي «سيلفا دوس سانطوس» أفضل هداف للكرة التونسية في تاريخ المشاركات المختلفة للمنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا حيث تمكن المهاجم المجنس من قيادة المنتخب للفوز بكأس أمم إفريقيا 2004 بعد تسجيله 4 أهداف فيما سجل 3 في نهائيات 2006 و2008.
ثاني هدافي المنتخب التونسي في نهائيات كأس أمم إفريقيا هو القائد الحالي لنسور قرطاج يوسف المساكني الذي دون 6 أهداف ويأمل أن يصل إلى رقم الهداف التاريخي للكرة التونسية.
ثالث الأسماء هو المهاجم محمد صالح الجديدي الذي شارك في النهائيات التي عرفت أول حضور للكرة التونسية أين سجل 3 أهداف في دورات 1962 و1963 و1965.

فسيفساء من الجنسيات
عرفت العارضة الفنية للمنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا فسيفساء من الجنسيات التي اختلفت بين المدرسة التونسية المحلية ومختلف المدراس التدريبية في القارة العجوز التي كانت صاحبة الكلمة الأكبر في قيادة نسور قرطاج في «الكان» لكن تبقي المدرسة الفرنسية خالدة في تاريخ الكرة التونسية بما أنها من قادت كرتنا لتربع على عرش الكرة الإفريقية في سنة 2004 بقيادة «الجنرال» الفرنسي روجي لومار.

مدرسة أوروبا الشرقية كانت لها شرف البدايات مع الكرة التونسية في سجلها مع كأس أمم إفريقيا حيث تولي مدرب يوغوسلافيا سابقا « فرانك ماتوزيتيش» المهمة في سنة 1962 في تجربة لم تعمر طويلا ليكون الفرنسي «أندري جيرار» ثاني مدربي المنتخب في «الكان» أين فتح الأبواب لمدربي الكرة الفرنسية للإشراف على العارضة الفنية لنسور قرطاج.
المدرسة التونسية كان لها دور في تولي مهمة تدريب المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا حيث افتتح المدرب مختار بالناصف قصة المدرب التونسي مع المنتخب وذلك في سنة 1965 ليخلفه بعدها عبد المجيد الشتالي في سنة 1978 ليغيب بعد ذلك المدرب التونسي عن الواجهة وترك المهمة للاجانب ليعود في 1994 يوسف الزواوي لقيادة نسور قرطاج لكنه لم يعمر طويلا ليخلفه في نفس النهائيات المدرب فوزي البنزرتي.

وكالعادة غاب المدرب التونسي من جديد حيث فرضت حقبة التسعينات الأجنبي كربان لسفينة المنتخب إلا سنة 2012 سجلت عودة المدرب المحلي بتولي سامي الطرابلسي المهمة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 و 2013.

لومار العلامة الفارقة
تبقي المدرسة التونسية والفرنسية الأكثر حضور بأربع مدربين فيما قدمت المدرسة الإيطالية والبرتغالية والبلجيكية واليوغوسلافية والبولولنية مدربا كان أبرزهم البولوني هنري كاسبارجاك الذي قاد المنتخب في مناسبتين نهائيات الأول وصل فيها إلى النهائي في 1996 والثانية الدور ربع النهائي في 2017.
لكن يبقي الفرنسي روجي لومار صاحب الرقم القياسي بما أنه قاد منتخب في 3 مناسبات أولها في 2004 كان عنوان التتويج الأول للكرة التونسية في كأس أمم إفريقيا فيما وصل في 2006 و2008 للدور ربع النهائي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115