الحالية توافد عدد هام من اللاعبين الجزائريين على البطولة التونسية مستفيدين من تطبيق قانون اعتبار لاعبي شمال إفريقيا لاعبين محليين.
تجدر الإشارة الى أن تطبيق هذا القانون انطلق منذ الميركاتو الشتوي المنقضي ولكن حضور لاعبي شمال إفريقيا بملاعب الرابطة المحترفة الأولى كان يعد على أصابع اليد الواحدة، لكن في «الميركاتو» الحالي فتحت سوق «السياحة الرياضية» الشمال –افريقية على مصراعيها، لذلك يصح لنا ان نطرح بعض التساؤل عن انعكاسات هذه الحركية على التكوين وبصفة ادق على الرياضة التونسية والمنتخب الوطني. وتجدر الاشارة الى ان هذا القانون يحدد عدد الانتدابات من شمال افريقيا بـ8 لاعبين كسقف اقصى وبامكان جميعهم ان يشاركوا في تشكيلة واحدة.
01 جزائرين ومصري وحيد
بعد مرور 25 يوما على فتح فترة الانتقالات الصيفية،شهدت الانتدابات الى حد كتابة هذه الأسطر «غزوا» ملحوظا من الأسماء الجزائرية على وجه الخصوص ولا تزال القائمة مؤهلة للزيادة في الفترة القادمة وبلغ عدد الوافدين من الاسماء الجزائرية 10 لاعبين اصافة الى لاعب مصري في اتحاد بن قردان، فالترجي الرياضي على سبيل المثال دعّم صفوفه بـ5 لاعبين جزائريين ونعني بهم المدافع الأيسر الياس الشتي لمدة 4 مواسم، لاعب دفاع تاجنانت بلال بن ساحة لأربعة مواسم، المدافع المحوري عبد القادر بدران (3 مواسم)، متوسط الميدان عبد الرؤوف بن غيث (4 مواسم) وإذا أضفنا الى القائمة يوسف البلايلي والطيب المزياني والليبي حمدو الهوني فإن الجالية الشمال افريقية في الترجي سيرتفع عددها الى 8 اسماء علما أن هناك حديث عن عروض خليجية للبلايلي أما المزياني فقد عجز عن حجز مكان في تشكيلة الشعباني وقد تتم إعارته الى احد الفرق ليكتسب نسق المباريات الرسمية.
على غرار فريق باب سويقة،لجأ النادي الصفاقسي الى السوق الجزائرية حيث ابرم 3 صفقات من خلال انتداب المدافع المحوري عبد القادر خشمار لمدة 3 مواسم،ماليك أوصفان لثلاثة مواسم والمهاجم محمد إسلام باكير لنفس المدة أيضا.
واكتفى النجم الساحلي بلاعب وحيد من السوق الجزائرية وهو متوسط الميدان سليم بوخنشوش لمدة 3 مواسم. واستعاد النادي الإفريقي خدمات مدافعه مختار بلخيثر بعد تجربة في القادسية الكويتي. اما اتحاد بن قردان فقد انتدب المدافع الجزائري سفيان خليلي لمدة موسمين والمصري احمد العش لمدة 3 مواسم.
دليل جلي على فشل التكوين القاعدي وضرر للمنتخب
إن التمشي الصحيح في صلب الاندية،يفترض أن تكون مراكز التكوين هي التي توفر حاجات النادي على مستوى الرصيد البشري وتقتصر الانتدابات على بعض العناصر لكن في المشهد الكروي التونسي فالصورة مختلفة كليا،جل مراكز التكوين عاجزة عن انتاج لاعبين جدد قادرين على تقديم الاضافة لأنها تفتقد الى المعايير الصحيحة حيث تحكم المحسوبية والولاءات على اختيار اللاعبين وكم من لاعب واعد جرفه تيار النسيان لأن والده ليس ذا سلطة أو مال ليتمكن من فرضه في المجموعة.
ويبدو أن الجامعة التونسية لكرة القدم في شخص رئيسها وديع الجريء لم تفكّر في كون فتح السوق الشمال افريقية سيؤثر على المشهد الكروي في تونس الذي ليس في أفضل حالاته الآن فما بالك عندما نزيد في تشجيع الأندية على التكاسل في التكوين و التعويل بدرجة أولى على انتداب الأسماء من شمال إفريقيا لسد حاجتها،فمن الطبيعي ان نرى الفرق التي عجز مركز تكوينها عن إنتاج مدافع صلب أو ظهير أيسر ممتاز أو مهاجم قادر على اقتناص الأهداف الى البحث عن حاجتها ضمن لاعبي شمال إفريقيا وعندئذ سيكون المنتخب الوطني الخاسر الأكبر في هذا السياق بما أن ذلك سيزيد من تعقيد مهمة الناخب الوطني في البحث عن بعض العناصر خاصة في بعض المراكز الحساسة في الدفاع وخاصة رأس الحربة. كما أن هذا القانون سلاح ذو حدين بالنسبة الى اللاعب التونسي فلئن كان سيفتح أمامه أبواب المنافسة لفرض نفسه في التشكيلة الأساسية فإنه قد يحد من فرص مشاركة اللاعب المحلي مع ناديه.
لماذا تبنته تونس ورفضته بقية دول شمال إفريقيا؟
في الوقت الذي بدأ فيه اهل القرار في الكرة التونسية في تطبيق قانون عدم اعتبار لاعبي شمال افريقيا غير اجانب في بطولة الرابطة المحترفة الاولى في الميركاتو الشتوي لموسم (2018 - 2019)، رفعت بقية دول شمال افريقيا «الفيتو» امامه ورفضت تنفيذه فالجامعة الجزائرية لكرة القدم رفضت تطبيق هذا القرار حيث تعتبر نفسها غير جاهزة لتنفيذه، نظرا إلى أرضية الاجراءات التنظيمية والتشريعية الواجب تحضيرها، خاصة فيما يتعلق برخص العمل والتصريح لدى الضمان الاجتماعي، التي تصر على احترامها وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ونسجت الجامعة الملكية المغربية على منوالها. كما أرجأ الاتحاد المصري تنفيذ هذا القانون الى وقت غير معلوم مما يدفعنا الى التساؤل عن السبب الذي دفع الجامعة التونسية لكرة القدم الى الاسراع بتطبيق هذا القانون في الوقت الذي نرى فيه «تهربا» من بقية الجامعات في السير على منوالها ويبدو انها تدرك تبعاته وتأثيراته. وفي الوقت الذي تصدر فيه الجزائر ومصر والمغرب لاعبيها الى اقوى البطولات الاوروبية فإننا نكتفي بانتداب اسماء جلها من الدرجة الثانية ونضع عوائق البروز امام اللاعبين المحليين. التجارب الجزائرية الناجحة في البطولة التونسية تعد على اصابع اليد ويمكن ان نذكر يوسف البلايلي وبغداد بونجاح وعبد المؤمن جابو اما البقية فقد تراوح اداء بعضهم بين الاقناع والتراجع وفشل البعض الاخر في فرض نفسه ضمن الاساسيين.