حتى سارعت بعض الفرق الى تقييم أدائها في الجزء الأول من السباق على عجل والحل الاسهل الذي توصلت اليه تمثل في إقالة المدرب معتبرة إياه المسؤول عن النتائج غير المرضية كما هو الشأن في نجم المتلوي ونادي حمام الأنف.
فريق المناجم ونادي بوقرنين كدنا نضرب بهما المثل في الاستمرارية الفنية رغم أن النتائج كانت متذبذبة لكنهما انساقا مع نهاية مرحلة الذهاب في تيار الإقالات ليعلن نادي حمام الانف القطيعة مع الفرنسي جيرار بوشار ويسير نجم المتلوي على خطاه معلنا إقالة عفوان الغربي وتعويضه بحاتم الميساوي.
رباعي فقط حافظ على صموده
في كل مرة نتناول فيها موضوع إقالات المدربين نأمل أنها الأخيرة لكن تجدنا مضطرين الى النبش في الأمر مجددا خاصة ان الظاهرة باتت منتشرة بصفة كبيرة بل كأننا بها أصبحت فيروسا يصيب الفرق ويجعلها تتسابق في التخلي عن مدربيها وان لم تكن النتائج كارثية أحيانا- والاستثناءات قليلة- وفي وقت كان من المفروض أن المنطق يحتّم الاستمرارية بات السائد تغيير المدربين وبات الشاذ هو المحافظة على الاستمرارية.
الى حدود كتابة هذه الاسطر لا يزال فقط 4 مدربين صامدين ضد تيار الإقالات منذ بداية الموسم. ويتعلق الأمر بكل من الهولندي روود كرول مدرب النادي الصفاقسي ومنتصر الوحيشي مدرب النادي البنزرتي الذي مكنه من بلوغ صدارة البطولة واسكندر القصري الذي يرسم بداية موسم متميزة مع اتحاد تطاوين ومحمد المكشر الذي استطاع الثبات رغم بعض الهزّات.
13 اقالة في 13 جولة
رغم ان الجزء الأول من بطولة الرابطة المحترفة الاولى لم يكتمل نهائيا في انتظار استكمال المباريات المؤجلة الا ان مقصلة الاقالة ضربت 13 مدربا منذ بداية الموسم آخرهم عفوان الغربي مدرب نجم المتلوي وتعويضه بحاتم الميساوي و جيرار بوشار الذي انتهت تجربته مع نادي حمام الأنف وقبلهما عامر دربال الذي وضع حدا لمسيرته مع الشبيبة القيروانية دون ان ننسى خروج البلجيكي جورج ليكنز من النجم الساحلي وتعويضه بالفرنسي روجي لومار واستغناء اتحاد بن قردان عن خدمات خالد بن ساسي والقائمة تطول...
علما أن أول إقالة في الموسم كانت لمستقبل قابس حيث حصلت القطيعة مع حاتم الميساوي منذ الجولة الثانية ومنذ ذلك التاريخ دخل الفريق في دوامة التغيير فاستنجد الفريق بلطفي السليمي ثم بقيس الزواغي حيث بدأت «الجليزة» تحقق الاستفاقة.
الأزمات المالية والإغراءات الخليجية
أكدت الهيئة المديرة لنجم المتلوي انها قررت انهاء العلاقة التعاقدية مع المدرب عفوان الغربي بطلب من المعني بالامر الذي اختار وضع حد لتجربته مع الفريق بسبب الازمة المالية التي أثرت على أداء اللاعبين فضلا عن اضطرار الفريق إلى اللعب خارج ميدانه.
في سياق آخر، يبدو انه أمام غياب القوانين التي تضمن حقوق المدرب وفي ظل الأزمات المالية التي تعرفها جل الأندية بات المدربون يطرقون باب التجارب الخليجية فالحبيب بن رمضان الذي قاد شبيبة القيروان في 3 مباريات فقط في بداية الموسم خير الانسحاب بعد أن وصله عرض من نجران السعودي ،أما عامر دربال الذي استقال منذ فترة من مهامه ضمن فريق عاصمة الاغالبة فقد حط الرحال هو الآخر في البطولة السعودية وتحديدا مع نادي حطين.
تقلّص عدد ممثلي المدرسة التدريبية الأجنبية
بدأ سباق الرابطة المحترفة الأولى بـ3 اسماء أجنبية ونعني بذلك البلجيكي جوزي ريغا مع النادي الافريقي والهولندي روود كرول مع النادي الصفاقسي والفرنسي جيرار بوشار مع نادي حمام الانف ولم يصمد منهم سوى كرول في عاصمة الجنوب...ففريق باب الجديد استغنى عن ريغا بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها الفريق في الجولة الرابعة امام الملعب التونسي برباعية مقابل هدف ومسؤولو فريق الضاحية الجنوبية أعلنوا القطيعة مع بوشار مع نهاية مرحلة الذهاب في انتظار الإعلان عن البديل، وقبله لم تستمر تجربة البلجيكي الثاني في البطولة التونسية جورج ليكنز كثيرا مع النجم الساحلي فعوضه مؤقتا توفيق زعبوب في انتظار التعاقد الرسمي مع الفرنسي روجي لومار ويقتصر حضور المدرسة الأجنبية على اسمين فقط يتعلقان بروود كرول المدرب الهولندي للنادي الصفاقسي الذي لا يزال صامدا منذ بداية الموسم والفرنسي روجي لومار في تجربة جديدة مع الكرة التونسية والنجم الساحلي ايضا.
ميركاتو المدربين
مع انطلاق فترة الانتقالات الشتوية لن ننشغل فقط بميركاتو اللاعبين بل بحركة تنقلات المدربين فبعد اتفاق هيئة نجم المتلوي مع حاتم الميساوي مدرب مستقبل قابس سابقا لخلافة عفوان الغربي، يبدو ان هذا الاخير قد يكون المدرب الجديد للملعب القابسي خاصة ان الايطالي انريكو فابرو أعرب للهيئة التسييرية لفريق عاصمة الحناء عن رغبته في الاشراف على الاصناف الشابة الى حين التعرف اكثر على اجواء الفريق والبطولة المحلية دون ان ننسى ان الايام القادمة ستكشف الاسم الجديد الذي سينضم الى قائمة مدربي الرابطة الأولى وسيتسلم المقاليد الفنية لنادي حمام الانف.