نجاح المسلسلات التاريخية التركية: عندما يٌسلط الضوء على المحظور والمقدس ...

نشرت الأستاذة الجامعية والباحثة ثريا السنوسي دراسة عن إجتياح المسلسلات التركية، وقد نشرنا في وقت سابق، خلفيات هذا الإجتياح وتداعياته حسب الدراسة التي قامت بها، وتحدّثت في الجزء الأخير من دراستها هذه عن نجاح الدراما التاريخية التركية بلغة

الأرقام،وتساءلت عن المقوّمات التي أدت إلى هذا النجاح.. وهنا نتساءل هل يمكن أن ننسج على منوال الأعمال الناجحة؟ وبأي ثمن؟

في هذا الجزء الثاني جمّعت الباحثة بعض أراء الكتاب والنقاد لتتحسس وتحلل مقومات هذا النجاح، فالكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن الذي قدّم العديد من الأعمال التاريخية عن شخصيات وأحداث عدّة، من أشهرها «أم كلثوم»، و«بوّابة الحلواني» و«ليلة سقوط غرناطة»، يرى أنّ هناك فرقا بين المؤرّخ والكاتب، فالأديب لا يكتب سردا للتاريخ وأحداثه، لكنه يقف أمام التاريخ لينتقي منه حدثا أو شخصية يستشعر أنها تتناسب مع فكره، ويعتبر أنّ «الحادثة التاريخية هي التي تناديه وتبحث عنه».

ويعتبر محفوظ عبد الرحمن أنّ الكتابة نوعان: التاريخية، والدراما التاريخية. وتعتمد الثانية على اقتطاع جزء من التاريخ وبناء عمل درامي حوله، وتتوقف درجة تدخّل الكاتب في التاريخ وفقا للحدث أو الشخصية التي يتناولها الكاتب، على حدّ تعبير الباحثة، التي استشهدت بما كتبه محفوظ عبد الرحمان أنّ «هناك شخصيات تتوفر حولها الكثير من المعلومات المؤكدة، حول حياتها وحول الفترة الزمنية التي عاصرتها، بحيث تكون الشخصية مكتملة»، موضّحا أنه في هذه الحالة يكون التزام الكاتب بالتاريخ أكبر، والعكس عندما يتناول شخصية قليلة التفاصيل في كتب التاريخ، ومن هنا تتّسع مساحة تدخّل الكاتب لرسم الملامح المفقودة في الشخصية، بما يجعلها أقرب من الخيالية. وأشار محفوظ عبد الرحمن إلى أنّ الكاتب قد يختار موقفا أو فترة معيّنة من حياة الشخصية، كما فعل في فيلمه «ناصر 56»، الذي تناول فيه شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من خلال موقف محدّد هو تأميم قناة السويس، الذي اعتبره مفتاحاً مهمّاً في عناصر زعامة عبدالناصر».

واعتبرت الباحثة أنّ كاتب السيناريو السوري غسان زكريا، صاحب «الظاهر بيبرس» و«عنترة بن شداد» و«أبناء الرشيد: الأمين والمأمون»، يجد أنّ مهمّة الدراما ليست كتابة التاريخ أو توثيقه، ولكن تقديم قراءات جديدة له تتفق مع الواقع المعاصر وترتبط به، مع الالتزام بالحقائق التاريخية وعدم تجاهلها. وأضافت ثريا السنوسي: «في حين شدّد الكاتب المصري مرسي عطا الله على إزالة الخلط بين التصوير الدرامي والكتابة التاريخية، موضّحاً أنّ الدراما فنّ يسبح في الخيال كلّما كان ذلك مفيدا للعمل الفني، أمّا كتابة التاريخ فتتطلّب وثائق مؤكدة ووقائع محدّدة لا يجوز الخروج عنها» الكتابة هي الفن حرية، بينما الكتابة في التاريخ التزام، حيث إنّ رؤية مؤلّف العمل....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115