«تهدف جسور التواصل إلى تدارس أولويات كل القطاعات الثقافية وتبادل وجهات النظر حول الموضوعات المطروحة ورصد الأفكار والحلول المقترحة والقيام بمخطط عمل بالتشاور مع المختّصين في الميدان مع إحالة التوصيات إلى مختلف الجهات المعنية « ...
حوارات ونقاشات... في انتظار تطبيق القرارات
الكتاب، السينما، المسرح، الفنون التشكيلية، الموسيقى والرقص، هي قطاعات ثقافية ارتأت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أن تنظم بخصوصها موائد حوار وحلقات نقاش تحت عنوان «جسور التواصل». وقد اختارت وزارة الثقافة تعميم حلقات الحوار في كل الجهات قصد رصد مقترحات دقيقة بالشراكة مع المجتمع المدني وأهل الاختصاص ومختلف الفاعلين في الحقل الثقافي.
وقد مثّل قطاع الكتاب محور استهلال هذه اللقاءات الحوارية، حيث استأثر باثنين من الحلقات الحوارية يومي 23 جوان و1 جويلية 2016 بدار الكتب الوطنيّة للنقاش والتباحث بشأن «الكتاب والنشر والتوزيع». وقد انتهى الاجتماعان إلى إحداث لجنة تجتمع بصورة دورية لمتابعة تقدم تنفيذ المقترحات المتفق عليها.
وفي موعد ثان، كان قطاع السينما محور اللقاء يوم الأربعاء 20 جويلية 2016 بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
وقد تمخض لقاء»جسور التواصل» حول هذا القطاع عن قرار توزيع المشاركين على ورشات التفكير حول المحاور التي تم عرضها وعلى ضوء نتائج أشغال الورشات ستحدّد قائمة الأولويات الإجرائية.
وإن كان عقد اللقاءات الحوارية وبعث لجان التفكير حول مختلف القطاعات الثقافية ليس بالأمر المحدث أو الجديد في فترة توّلي الفنانة سنية مبارك لوزارة الثقافة حيث بعثت الوزيرة السابقة لطيفة الأخضر ورشات تفكير بشأن مختلف القطاعات الثقافية انتهت قبل أن تكمل الحوار والنظر في واقع كل القطاعات، فإن المطلوب هو ليس مجرد التشخيص وتكوين اللجان ورفع التوصيات بل الأهم هو تطبيق القرارات بشكل ملموس وتنفيذ الإصلاحات على أرض الواقع.
التراث والإسقاط من دائرة الاهتمام
بعد لقاءات جسور التواصل التي سلطت الضوء على قطاعي الكتاب والسينما من المنتظر أن يحتضن المركز الثقافي الدولي بالحمامات مائدة حوار حول قطاع المسرح يوم 5 أوت 2016. كما سيكون قطاع الفنون التشكيلية موضوعا للدرس والنقاش يوم 8 أوت 2016 بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات. أما يوم 17 أوت 2016 فسيخصص لتشخيص قطاع الموسيقى والرقص وذلك بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
وبعد التأمل في قائمة لقاءات جسور التواصل، يلوح جليّا غياب قطاع التراث عن طاولة الحوار والنقاش في الوقت الذي حضرت فيه بقيّة المجالات الثقافية الأخرى ! ولاشك أن هذا الإسقاط من دائرة اهتمام «جسور التواصل» لا يعني أن مجال التراث بوجهيه المادي واللاّمادي بخير وأن القطاع لا يشكو من أي نقائص أو أوجاع وهو في أزهى عهوده بل لعله من أكثر القطاعات التي تستعجل التدخل وإعادة الهيكلة الجذرية والشاملة سواء كان على مستوى المؤسسات أو استراتيجيات العمل ...
و إن صرحت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث سنيا مبارك أن « جسور التواصل تعتبر من أولويات الوزارة وذلك لنسج سبل التواصل وفتح باب الحوار بين مختلف القطاعات الثقافية والهدف منها تشخيص الإشكاليات التي تعيق القطاع وطرحها في ورقة عمل تنبثق عنها توصيات دقيقة وذلك في إطار ديمقراطية تشاركية تجمع مختلف الأطياف الفاعلة في القطاع...» فلماذا تم استثناء قطاع التراث بما يكبّله من عوائق ونقائص من حلقات الحوار والنقاش شأنه شأن قطاعات الكتاب والسينما والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقى والرقص؟!