«خفّتْ صوتكَ عـمق اُلْأشياءِ ربــدٌ» «مَدارات أوْجاع عَزوز اُلْـجملي شاعِر اُلْــعُزلـة اُلْـجَريــحْ »

• اشارة: ورقة قُدّمت» بالتياترو» / تونس / يوم 7/15/ 2016
بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الشاعر / شكرا للسيدة الحكيمة «رابعة» زوجة الشاعر على كل المجهود من شأنه أن يرفع الضيم عن الشاعر.

وشكرا للجهات « الرسمية « ايضا على « شرف « الغياب (كلام يلزمني ولا يلزم أهل الشاعر).
• اشارات من المتن

(1)

قالت الورقة :
« مزقني/
يا شاعرا مجنون
اطلق اليمام في حقول اللغة البيضاء
اطلق الرصاص
اغسل سهامي في دمائي الهائلة
ستكون لي
سأكون لك :
قتيلة وقاتلة»

(2)

« خائفا
لا
لست خائفا
مالي وهذا الكتاب الجميل
حين نهار
تشتاقني الدنيا
وأشتاق الرحيل »

ليس سهلا على الذات الحاضرة - انْ حقيقةً أو مَـجازا - أن تَكْتُب حول شقيقتها الغائبة - إنْ حقيقة أو مجازا - و أن تَسْتحضر الغائب شخصا والحاضر مكتوبا ونصا صامتا وصائتا دون أن تـَرْتَــبٍك وتـَـخْتبل في أطوارها / وان هي الروح أدمنت أخْبار الموت والقطيعة والرحيل / وتفقد وزنها واتزانها ودون أن توَحْوح الرّوح تلك وتفتحَ على نفسها كتاب الغِياب فتغرق في مدونات الألم وتأخذها « بوبلييات / كتب المحن «. أقصد ذاتي بالذات الحاضرة /ان حقيقة أو مجازا _ وأقصد بالذات الشقيقة الغائبة / ان حقيقة أو مجازا / ذات السيد الشاعر عزوز الجملي الجميل ,, الذي نستحضر مناسبة رحيله الأولى ( الجمعة / 15/ 2016) حرّ الحبر التونسي الحبر هو عزوز الجملي و الجريح صاحب ديوان « ألعاب المجروح». ماذا سوف أفعل بي وبذاكرتي العاطفية حين هذا الحين من ليلي التونسي وهي تعدو بي على «بحر المنسرح» حينا وحينا على «بحر الخبب» ما أوحش أن يتوحّش الحاضر مجازا الغائب مجازا. تُطّل عليّ من ذاكرتي الايقاعية عند هذا الفجر التونسي- ان لم تخني ذاكرتي _ آخر» شهقة شعرية» سمعتها من السيد الشاعر عند نهج ابن خلدون عند أفجار تونس النائمة بسرة العاصمة التونسية:
«في ليلتي الاولى
ببغداد
حلمتُ...
رأيتُ
القيروان
نائمة فنمتُ»
هذه الشّهقة,, شهقة ما يمكن لي تسميته « وجع المكان « شقهة شعرية أخرى تلتها اعتصرتني للتوّ كان قد دشّن بها الشاعر الراحل المقيم , التونسي النبيل , لعْبته الخطريّة ... أقصد لعبة « ألعاب المجروح» . ماهي هذه الشّهقة الشعرية الشاهقة ؟ انها شهقة المرآة التى دشن بها السيد الشاعر «الديوان» ( 2005).
حسنا /
نفسك تنافس نفسك /
وجهك يواجه وجهك /
عينك تعاين عينك /
أصابعك تصابع أصابعك /
أزرارك تزرر أزارك
حسنا /
وحدك الآن تعانق عدوّك»

الآن وقد نام السيد الشاعر الزّاهد على طريقته نومته الأبدية... فاني دونت على ديوانه بالخط المتلعثم ... ضمن مادوّنت مشروع كُتيب أو كتاب اسميته مؤقنا ...
«مدارات أوجاع عزوز الجملي شاعر العزلة الجريج عنوان أضعه مؤقتا علّه لا يعجب السيد الشاعر . ويبقى التّخاطر بين الحاضر والغائب واردا... أليس كذلك يا لسان الكون؟

- مدار الوجع الاول: الذات الشاعرة ومحنة امتحان الكتابة
- مدار الوجع الثاني: الآخر الشّعري وعودة المكبوت المحني
- مدار الوجع الثالث : دهشة اسْتكناه الأشْياء والأهْواء
- مدار الوجع الرابع : الذاكرة ومِـحْنة الأمْكنة
- مدار الوجع الخامس : ملاغاة اللّغة وقراءة لَغْوها
- مدار الوجع السادس : تمجيد الأنثوي : الكتابة / الأم / الحبيبة / الشجرة
مدار الوجع السادس : الوعي بالموت وتجذير معنى الحب / هشاشة الحياة ومانيفسو الصمت الأبدي الجليل والجميل.

تلك هي خُطاطة حليّ وترحالي في مَدارات أوجاع عزوز الجملي شاعر تونس الحر ...الحر بحق واستحقاق ,, حُريّةٌ سوف يشهد له بها «ورخ» / قمر التاريخ ... تاريخ الشعر الرّهيف ,,, الذي يتهجى المواجع والفواجع والأوجاع الفردية والجماعية ويسْعى إلى بلْسمته جُروحَها وجِراحاتها على طريقة الشعراء الكبار لأنه يُدرك مَتين العَلاَقة بين « الطّبَابَة والكتابة» ... بين « الشّعر والطبّ »
عَزُّوز اُلْـجمْلي في «ألْعَابِ اُلْـمَـجْروحِ» يُدَشِّنُ
شِعْريّةُ « اُلْأَناء» بَيْنَ مَرايا اُلْـذّات واُلذّاكِرَةِ واُلْـخَيالِ وَاٌلْأَشْياءْ.

- عزوز الجملي شاعر الأشياء المغفول عنها عادة شرفتني وتشرفني مُعاصرته ويشرّف الوطن وأن هو الوطن قد أهمله راحلا ومقيما, وإنْ هو شاعر العزلة الجريح ضد ثقافة الجمود والحُشود والمحتشدات . كان دائما يتحصّن من الغوغائيات وما أكثرها , يتحصّن منها بالشعر والقراءة والضحك الساخر و بالصمت الحكيم الذي أوصى به كبار العُشاق الزهّاد و»متصوفة الحرقة» لا متصوفة « الخرِقة « الأفاكين ,, ليتأمّل أشجار حدائق الحياة وما يـَعـْتمـل فيها من أسباب الممات ,,,

يقرأ السيد الشاعر برهيف البصر والبصيرة الفواتح والخواتم دون ذهول عن جمال وجماليات الرحلة وما يليها والذي يلي الذي يلي الذي يليها .
«القيتَارةُ
القبّرة
الوردةُ المكتملةُ المشتعلَةْ
تُؤرّخُ
رماد الشّاعِر
خَراب المملكة».
وأكثر يمضي الشاعر أكثر في « اللعب» بجرحه ليجترح له كيانا من الكلمات الجريحة تتخطى بذاتها ذات الذات الشاعرة ذاتها لتشخّص خارطة عاطفية لوطنٍ كان يمكن أن يكون عاطفيا أكثر وأقل افتراسا وشراسة مع الشاعر كما مع الأشقاء والشقيقات :
« يا الجريح الجليل / سواء
تـَمْضي أو تَقِفْ
لا دَرْب يؤدي لأي بلدْ
هي ذي ريح الليّل
ثمرة /
ثمرة
تسْلب الجسَدْ
يا الناعق النّبيل
خفّت صَوتك
عمْق الأشْياء ربــد »

لا تعجبني عبارة « الشّاعر مات » .. عبارة «الشاعر مات» لا تعجبني لأنه بذاته تلك ... الشفافة / الكريسالية / الدمعية تلك كما كل فنانة وفنان هو انما هو الرائي والمرئي والمرآة .. ولأنه كذلك ارفع له حاضرا وغائبا حقيقة و مجازا ما اجْترحت أنامل صديقه الذي يجد ويجتهد ليكون وفيا للذاكرة العاطفية «ذاكرة الملح والماء» ... ولأن غنائم الحبر والفنون هي الذخيرة الحضارية للوطن للقرون القادمة . فَرفقا أيتها الشّعوب بأرْقى منْ لديكم ومَا لديكم . والوفاء للأوفياء والمجد للفنون كلها .

عثرت على نص قديم ،ثارت ثارات قلبي
سمعت جارة أمي تقول لأمي
« يا بنت عمي
ورأس سيدي عبد القادر
ورأسك عندي
يا بنت عمي
لقد أحببت في المنام
رجلا
شاهق الطول
اشقرا
فشهقتْ روحي
أشار لي
من بعيدٍ ،،،بعيدْ
انْ اقتربي يا فاطمة
يابنت الواعر اقتربي
اقتربي
(،،،،)
اقترب ،،، واقتربتُ
وأجابت فردَة خلخالي /
فردَة خلخالي
و طاش من مِلحفتي «الخلال»
وانْ هي لم تسْقط ثيابي
وباس بوسة الخال التي
على خدي
وأخْتها التي عند جيدي
اشتهيتُ يا بنت عمي ورأسك عندي
ألا أستيقظ حينَ صحوتُ
وجدْتني قد مسّني
البللُ
ضحكتْ أمي طويلا
وضحكتُ أنا الـمُتناوم في السرّ
قالت أمي لجارتها فاطمة بنت الواعر وهي تمسك
يدها اليُــمنى
« فاطمة ،،يا فاطمة
ياشجرة ,,, البطّوم /
اذبحي خروفا سمينا
وبيعي رَسْلة الغنم
وتصدّقي
سوف يعود لك ملاك الموت قريبا
او لعلّ في الأمر عُرس
لم ترتبك فاطمة بنت الواعر الزنتاني
بل توغّلت فجأة في الضحك ،،،
انتصبت أنا واقفا من فراشي
اعدو بخيالي وراء
ننْجُونات « بنت عيشة البيّة »
فراشتي التي في تونس العاصمة
ما أبعد قفصة قال قلبي
قالت لي أمي بصوت حاسم
«سليم هل سمعت شيئا »
قلت لها وأنا افرك أذني اليمنى
وعيني اليمنى
ماذا يمكن ان أكون قد سمعت
يا. « مرابطة »
وهل قلت أنت. او هي شيئا،،،
ما أجمل صوت القبرة
علي أن اسافر سريعا الى « الجامعة»

السلام الأكيد / لعلنا بخير ولا ندري / مرة أخرى :
الوفاء للأوفياء والمجد للفنون كلها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115