في افتتاح الدورة 52 لمهرجان قرطاج الدولي: غنّى السلام ورقص التسامح... وحضر «نشيد السعادة»

من على ركح مسرح قرطاج الأثري تعالت النغمات وتناثرت المعزوفات وتراقصت القيثارات في همس الفنون و»الجنون» إلى الجمهور الجالس في مقاعده والمسافر بأحلامه إلى البعيد، البعيد... وعلى إيقاعات الموسيقى السمفونية الحالمة والإلقاء الأوبرالي الشادي كان

افتتاح الدورة 52 لمهرجان قرطاج الدولي مساء أول أمس 13 جويلية بعرض من إمضاء الأوركستر السمفوني للإذاعة الوطنية الأوكرانية والأوركستر السمفوني التونسي وبمشاركة الفنان لطفي بوشناق تحت عنوان « نشيد السعادة ».
في احترام للوقت وتقديرا للجمهور والضيوف الذين حضروا في الموعد، جنبّت الدورة 52 من مهرجان قرطاج الدولي روّادها عناء الانتظار وإرهاق التأخير حيث انطلق عرض الافتتاح في الساعة المعلن عنها مسبقا ففي حدود العاشرة ليلا صمت الكل في إصغاء خاشع لصوت الموسيقى المنبعث من على ركح قرطاج الأثري في هدهدة للنفوس المتعبة والأفئدة المتعطشة للصفاء والفنّ...

الموسيقى واحدة وإن اختلفت الشعوب
قيل عن السمفونية بأنها «قمّة التعبير الموسيقي الذي يرتفع إلى مستوى فلسفي يعتمد على تجسيد أصوات الآلات الموسيقية المختلفة وإعطائها شخصيات تتناسب مع طبيعة الصوت الذي يصدر منها ثم إعطائها أدوارا في النسيج الموسيقي... « وعلى ركح مهرجان قرطاج الأثري انتشر أكثر من 130 عنصرا وأخذ كل مكانه وراء آلته الموسيقية في توزيع متناغم ومنسجم... في افتتاح الدورة 52 من مهرجان قرطاج الدولي. وقد استهل الأوركستر السمفوني للإذاعة الوطنية الأوكرانية بقيادة «فلاديمير شايكو» الذي كان قد أحيا العرض الافتتاحي لمهرجان الموسيقى السمفونية بالجمّ في سهرة 9 جويلية 2016 .

وتحت سماء قرطاج، انتفت الحدود واضمحلت الجغرافيا وتلاشت السياسة إذ وحدّت الموسيقى ما بين أوكرانيا وتونس في اختلاط موسيقي متجانس إلى حدّ رهيب ما بين الأوركستر السمفـــوني الأوكــــراني والأوركستـــر السمفــوني التونسي بقيادة رشيد قوبعة . وبدوره لم

يدقق الجمهور كثيرا في تفاصيل وجوه العازفين ولم يمعن في ملامح المنشدين بل أصغى في خشوع وتذوق كبير لصوت الموسيقى الممتع المنبعث من الآلات المختلفة بغضّ النظر عن هوّية الأنامل التي تعزف الألحان ... وفي رحلة من الاسترخاء النفسي والصفاء الذهني سافر الجمهور على أجنحة النغم والحلم إلى عوالم شفافة وغير محسوسة أهدتها إياه مقطوعات « هكذا تكلم زاردشت » و«قوّة القدر» فاردي والسمفونية التاسعة لبيتهوفن التي تحمل عنوان «نشيد السعادة» ...

طرب لطفي بوشناق على أنغام الموسيقى السمفونية
في الجزء الثاني من سهرة افتتاح مهرجان قرطاج الدولي، اعتلى الفنان التونسي والعربي لطفي بوشناق الركح وسط هتاف جمهور اعتاد على صوت هذا الفنان في افتتاح أو اختتام جلّ التظاهرات الفنية الكبرى. وبعد أن كانت سهرة اختتام الدورة 51 من مهرجان قرطاج الدولي في العام الفارط بإمضاء لطفي بوشناق فقد جاء حضور هذا المطرب في الدورة 52 في سهرة الافتتاح في مرافقة للفرقة السيمفونية التونسية- الأوكرانية. وقد طوّع بوشناق باقة الأغاني الجديدة التي قدمها على مسرح قرطاج لتلائم طبيعة الموسيقى السمفونية وهو الذي لا يرفض التجديد والمغامرة الفنية خصوصا أنه أدى مؤخرا أغنية إسلامية على....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115