يبدو أن الانطباعات حول هذا العرض الذي استهل مساء السبت 9 جويلية الدورة الجديدة لمهرجان الحمامات تجاوزت مجرّد التقييم والتقويم بل امتدت إلى درجة الاتهام باستنساخ ديكور مسرحية قديمة تعود إلى نهايات السيتينات ...
«من يوريبيديس إلى شكسبير إلى موليار كان المسرح طوال تاريخه فنّ إعادة قراءة الواقع وهكذا كان عرض الافتتاح، قدّم لنا الحياة وكأنّها رهينة أقفاص متراصفة، يطرح ساكنوها إشكالات الهوية، العنف، الإرهاب، التشغيل... تنفتح طورا على العالم وأطوارا على تونس ما بعد الثّورة....» هكذا شاءت المخرجة رجاء بن عمّار أن يكون عرض «نافذة على ...»إلا أن عددا من المسرحيين المتابعين للعرض لم يستسيغوا الطرح الذي قدمته سليلة «مسرح فو» وتحدثوا عن استنساخ طبق الأصل عن عمل مسرحي قديم...
مسرحيون ينتقدون «نافذة على ...»
بعيدا عن المجاملات والملاطفات التي قد تقتضيها «أصول» الزمالة، انهالت سياط النقد على مسرحية «نافذة على ...» للمخرجة رجاء بن عمار دون رحمة أو شفقة، حيث اتفق عدد من المسرحيين التونسيين على أن العمل يفتقد إلى الحرفية المطلوبة ولا يستحق أن يكون في افتتاح مهرجان الحمامات الدولي ... وفي هذا السياق علّق المسرحي «نبيل ميهوب» كالآتي : «هل نقول هو نسخ أو قطع ولصق أو لنقُل سرقة فقط ؟عرض افتتاح مهرجان الحمامات الدولي لرجاء بن عمار فقط بالصورة السينوغرافيا (الديكور لتبسيط المفهوم رغم إختلاف المصطلح المختص يعرف ذلك) هي من عرض «فرانكشتاين» للمسرح الحي سنة 1968 وقتها الجيل الجديد من المسرحيين الشبان لم يولدوا بعد. لتعرفوا كيف أن البعض من نخبة المسرح في تونس تبدع حتى تقصيكم؟ الضحك على الذقون والإستبلاه والتعويل على الذاكرة القصيرة، حبل الكذب قصير.»
ومن جهته، اعتبر المخرج المسرحي «حافظ خليفة» أن مستوى مسرحية «نافذة على...» جاء ضعيفا على مستوى السينوغرافيا والأداء والموسيقى والرسالة إذ وصف العرض الأول من مسرحية «نافذة على...» بأنه:»عزلة العزلة..عزلة الأداء..عزلة السينوغرافيا المستهلكة..عزلة الموسيقى المتشظية ..عزلة البناء الدرامي..عزلة المتقبل. .عزلة الباث عما يفعل. عزلة تصفيق ما تبقى من جمهور مجامل...»نافذة على...» هي عزلة النافذة المغلقة.. وأخيرا بداية عزلة مسرح وطني عن رهانه لرؤية جيل جديد أعزل...»:
وفي رأي لمسرحي تونسي معروف (ذكر اسمه قد يضعه في حرج) فقد جاء ما يلي :» نافذة على ماذا؟؟!! هل هناك نافذة؟؟ وإن وجدت واحدة فعلى ماذا تفتح؟؟!
العمل بدأ لي مسودة تنصيبة تشكيلية منبتة لا طعم لها ولا رائحة... سينوغرافيا مستهلكة ذات ....