المنتج السينمائي محمد علي بن حمراء لـ «المغرب»: نريد قانون دعم منصف لا سيفا على الرقاب

في عمر 25 سنة التحق محمد علي بن حمراء بعالم الإنتاج السينمائي متسلحا بعشقه للفن السابع وإيمانه بقدرة السينما على نشر ثقافة الجمال وتغيير واقع الإنسان.

عد تأسيسه لشركة «بوليموفي انتارناسيونال بيكتشرز» أنتج محمد علي بن حمراء عديد الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة إلى جانب باقة من الأفلام الروائية التونسية مثل فيلم «تالة مون أمور» أول فيلم طويل لمهدي هميلي (2016)، وفيلم «تونس اللّيل» ( 2017) للمخرج إلياس بكّار وفيلم «قبل ما يفوت الفوت» أوّل فيلم روائي طويل للمخرج مجدي لخضر(2019). وهو عضو بكل من شبكة المنتجين بمهرجان «كان» السينمائي وبالمجمع الأوروبي لمنتجي السمعي البصري، وببرنامج «تورينو فيلم لاب»...

• في الآونة الأخيرة، كثر الجدل حول مشروع الأمر الرئاسي المنظم للدعم العمومي للإنتاج السينمائي والذي من المفروض أن يحل مكان القانون عدد 717 . فهل يستجيب القانون الجديد لحاجة قطاع السينما اليوم؟
ما يمكن استحسانه في مشروع هذا القانون الذي أعدّه المركز الوطني للسينما والصورة هو اقتراح فتح باب الترشح للحصول على التمويل العمومي للتشجيع على الإنتاج مرتين في السنة. وهذا جيد ولكن بشرط توفير الميزانية اللازمة لذلك.
عموما يبقى الاختلاف البارز ما بين القانون الحالي والمعمول به ومشروع القانون المقترح هو نقل الصلاحيات من إدارة السينما صلب وزارة الشؤون الثقافية إلى المركز الوني للسينما والصورة. ولكن المسألة لا تتعلق فقط بالتغيير في الأدوار والمسؤوليات بل بغياب إستراتيجية واضحة للنهوض بالقطاع السينمائي.
كما لابد من مراجعة صياغة مشروع هذا القانون بصيغة أكثر وضوحا و تدقيقا حتى لا يسقط في التناقض. كما ورد خلط بين الدعم على التطوير والدعم على الكتابة وليس الأمر سواسية في عملية الإنتاج السينمائي.
ونرجو ألا يكون مشروع القانون سيفا على رقاب المنتجين والمخرجين وبابا للمحاباة والمجاملات على أساس العلاقات الشخصية.

• كثيرا ما يتم الطعن في شرعية لجان الدعم السينمائي والتشكيك في أهلية أعضائها، فما هي الضمانات برأيكم للتوزيع العادل للمال العمومي؟
من غير المنصف والمنطقي أن تتكون اللجنة من رئيس مثقف لكنه لا يفقه في مجال صناعة الأفلام، ومن أعضاء يقيّمون ملفات ترشح الأفلام الطويلة وبعضهم لم ينجز فيلمه الطويل الأول بعد ! وقد تم التفطن إلى هذا الأمر في مشروع القانون الجديد المنظم للدعم العمومي من خلال التنصيص على تعيين أغلبية أعضاء اللجنة من مهنيي السينما لما يتطلبه عمل اللجنة من دراية ومعرفة بمختلف مراحل صناعة الأفلام.
وفي اجتماع دعت إليه مؤخرا النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين بمدينة تم اقتراح أن يتم تقييم المشاريع على مرحلتين. الأولى تدرس الجوانب الفنية والجمالية ويكون معظم أعضائها شخصيات سينمائية مشهود لها بالكفاءة و الخبرة و مطلعة على واقع الإنتاج في بلادنا. والمرحلة الثانية يتم خلالها دراسة المشاريع التي تجتاز المرحلة الأولى و يتم خلالها تقييم قابلية المشاريع القابلة للإنجاز و النظر في تقديراتها المالية بإشراف خبراء متمرسبن في الإنتاج .

• عدد المنتجين في القطاع السينمائي يكاد يعد على الأصابع، فهل من الصعب الصمود أمام حجم التكاليف ؟
في الوقت الحالي نملك حوالي 750 شركة إنتاج لكن نزرا قليلا منها فقط يهتم بالإنتاج السينمائي. وقد أصبح المخرجون يفتحون شركات إنتاج خاصة بهم لإنتاج أفلامهم الأولى. وهنا ننتظر من لجنة الدعم مراعاة مصلحة المنتجين ودورهم الحيوي في القطاع السينمائي حتى لا تلقي البقية المتبقية المنديل.

• في الوقت الذي يستنجد فيه صُنّاع الأفلام في بلادنا بصناديق الدعم الأجنبية من أجل إنهاء أفلامهم، يحدث أن يتم اتهامهم بالارتهان إلى أجندا يفرضها الطرف المموّل. إلى أي مدى يصح هذا القول؟
في أحيان كثيرة يختار المؤلف أو المخرج المؤلف أن يتطرق إلى موضوع بعينه عند كتابة السيناريو باعتبار أن لجان صناديق الدعم قد تنجذب إلى مثل هذه المواضيع فيسهل طريقه نحو الحصول على المنح المختلفة العناوين. وبحكم خبرتي في المجال أعتقد أن صناديق الدعم تهتم كثيرا بالرؤية الإخراجية للفيلم ومدى حمل صاحبه لرسالة فنية وقضية إنسانية يريد إيصالها من وراء ذلك الفيلم بالذات.

• أرجع المخرج مهدي هميلي أسباب عدم نجاح فيلم «تالة مون أمور» إلى ظروف الإنتاج الصعبة، فما ردك وقد كنت المنتج؟
على عكس مهدي هميلي أعتبر أنّ الفيلم كان من أنجح الأفلام التي تحدثت عن تونس ما بعد الثورة والدليل على ذلك وصوله إلى قائمة الأفلام المتنافسة على التانيت الذهبي في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية. كما اقتنت حقوق بثه قنوات «آرتي» في مصر ومنصة «شاهد». وبقي الفيلم حوالي 11 أسبوعا في القاعات التونسية. من المؤسف أن يتحدث مخرج عن فيلمه الطويل الأول بسوء ! أما أنا منتج الفيلم وبالرغم من كل الصعوبات أقول بأني فخور بالتجربة ومع كل فيلم أنتجه أكبر أكثر واتعظ من أخطائي... وحسبي أنّي منتج مبدع أرافق أفلامي من السيناريو إلى التصوير إلى التوزيع حتى أساهم في ترويج صورة جميلة لتونس الفن والإبداع.

• هل من أفلام جديدة من إنتاجك ستخرج إلى القاعات قريبا؟
لدي باقة من الأفلام القصيرة. في انتظار الانطلاق في تصوير فيلم طويل للمخرج حبيب المستيري « وفيلم طويل آخر من نوع المفاجآت سأعلن عنه في الإبّان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115