اليوم افتتاح أيام قرطاج المسرحية: حفل بعوالـم شكسبيرية وروح تونسية

في صخب جميل وإيقاع مثير، يضئ المسرح اليوم عتمة القاعات وينير وجه العاصمة في افتتاح أيام قرطاج المسرحية

بعد سنتين من الغياب. هي بلا شك دورة استعادة الركح والحياة والانتفاضة في وجه كل الأزمات المعرقلة لمسار الفنون في نحت مسيرة الإنسان.
بعد طول شوق وطول انتظار، تعلن اليوم أيام قرطاج المسرحية عن انطلاق دورتها 22 في عودة إلى سالف ألقها وإشعاعها وبرمجتها الدولية.
مجسمات حية لشخصيات مسرحية
سنة 1983 ، ولدت أيام قرطاج المسرحية على يد فنان آمن بالتأسيس وهو الراحل منصف السويسي وبمساندة من وزير حمل لواء مشروع ثقافي متميز وهو وزير الثقافة السابق البشير بن سلامة. واليوم تشارف «الأيّام» على الاحتفال بمرور 40 سنة على انبعاثها إلى الحياة لتصبح من أعرق التظاهرات المسرحية وأهمها مشرقا ومغربا.
ولأنها دورة العودة بعد انقطاع قسري فرضه الوضع الصحي الاستثنائي، سيأتي حفل افتتاح الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية في شكل وثوب يليق بهذا الرجوع المرتقب بعد دورتين من الغياب.
مساء اليوم، ستلتقي كل الفنون من موسيقى ورقص وشعر في مشهدية احتفالية بانطلاق أيام قرطاج المسرحية حيث ستتحول مدينة الثقافة بفضاءيها الخارجي والداخلي إلى مسرح تتقاطع على خشباته ممارسات فنية معاصرة انطلاقا من الشارع وصولا إلى قاعة الأوبرا التي ستحتضن حفل الافتتاح الرسمي بداية من الساعة السادسة مساء في تقديم بتوقيع الممثلة نادية بوستّة.
بإمضاء المخرج المسرحي شاذلي العرفاوي في التصور والإخراج وبمرافقة موسيقية لزياد الزواري، سيتم تطويع قاعة الأوبرا وفقا لسينوغرافيا متحركة تعكس ديناميكية المسرح وحيوية «أب الفنون».
وانطلاقا من الساعة الخامسة مساء، سيعيش الشارع على إيقاع افتتاح خارجي كرنفالي يصله مباشرة بالسجاد الأحمر حيث سيتم تركيز مجسمات فنية وتماثيل حية لشخصيات مسرحية. ومن البوابة الخارجية لمدينة الثّقافة وصولا إلى «ساحة المسارح» وقبل الدخول إلى قاعة الأوبرا سيكون الموعد مع عرض إيقاعي ضخم يضم أكثر من 30 عازف على آلة الباتري في لوحة موسيقية حصرية تؤلّف بين أشهر المعزوفات العربية والغربية.
ومن بين المشهديات المسرحية التي ستؤثث الحفل الرسمي لافتتاح أيام قرطاج المسرحية إعادة تجسيد «مشهد الشرفة» من مسرحيته «روميو وجولييت» لشكسبير وبلغته الإنقليزية الأصلية في أداء للفنانة التونسية نسرين المهبولي والفنان تيتاندا دومبا من الزمبابواي.
ولأنّ مسرح شكسبير العالمي قابل للتكيف مع خصوصيات كل المجتمعات والثقافات، فسيتم تقديم فرجة أخرى لمشهد الشرفة ولكن على الطريقة التونسية في استلهام من الموروث الغنائي التونسي. ويشارك في أداء مشهد «حب بيّة» لزياد الزواري الشاعر أنيس شوشان وراقصة البالي نسرين بن عربية في مرافقة موسيقية لكل من درصاف الطّرابلسي وهيثم بونوح ومحمد علي وردة وأيمن بن شيخة وزبيدة.
اقتباسا من عوالم شكسبيرية خالدة وبروح مسرحية تونسية، يسعى حفل افتتاح أيام قرطاج المسرحية مساء اليوم السبت 4 ديسمبر 2021 إلى القطع مع الرتابة والكسر مع الكليشيهات طالما أن المسرح هو روح متجددة تأبى التكرار وقلب نابض بالإبداع والجمال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115