المسارح والأركاح إلى حين ولكنها لن تطفئ أبدا أنوار الخشبة ولن تسرق من الفنان قلبه النابض بالإبداع ولن تقتل عشق الجمهور لأب الفنون... اليوم تعود أيام قرطاج المسرحية لتعمّر القاعات جمالا وخيالا وحياة.
بعد غياب قسري بسبب الوضع الصحي الاستثنائي لدورتين على التوالي، تنتظم الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية من 4 إلى 12 ديسمبر2021.
كتاب عن «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية»
لأن المسرح هو مرآة شعبه ولأن الفنان هو ابن بيئته، فقد جاءت الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية متناسقة مع الظرف العام ومواكبة للسياقات الراهنة. فقد أكدت مديرة الدورة نصاف بن حفصية أن فلسفة الأيام فرضها الظرف الصحي غير المسبوق ليكون هاجس البرمجة في كل أقسامها هو إعلاء راية الفن بما هو مقاومة لكل الأزمات وسلاح في وجه كل التهديدات.
على هامش ندوة صحفية انتظمت أمس بمدينة الثقافة للكشف عن تفاصيل الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية التي تنطلق بعد أيام قليلة، أكد المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية يوسف الأشخم أن هذه الدورة الجديدة تراهن على التمسك بالثوابت ومبادئ التأسيس مع الانفتاح على المسارح العالمية من أجل تطوير المهرجان وحفظ مكانته وسمعته بما يليق بتاريخه الطويل والعريق.
وحفظا لذاكرة أيام قرطاج المسرحية وتوثيقا لتاريخها ودوراتها، أعلنت مديرة الأيام
نصاف بن حفصية أنه سيتم بالتزامن مع هذه الدورة إصدار كتاب بإمضاء محمد مسعود إدريس وبمساعدة الدكتور سيف الدين الفرشيشي والدكتور ياسين العوني تحت عنوان «ذاكرة أيام قرطاج المسرحية» في 1000 صفحة .
مصر ضيف شرف الأيام
بكل ثقلها الفني ورصيدها المسرحي المرموق، تحل مصر ضيف شرف على الدورة 22 من أيام قرطاج المسرحيةز وتأتي هذه الاستضافة في سياق احتفالات عام الثقافة المصرية التونسية 2021 - 2022.
على منصة التكريم، تقف أيام قرطاج المسرحية إجلالا وتقديرا لمسيرة مسرحيين من تونس والخارج وهبوا أعمارهم للركح وحياتهم للفن على غرار سعيدة الحامي وعبد الغني بن طارة وفاتحة المهداوي وجمال مداني والأسعد بن عبد الله من تونس وأحمد فؤاد سليم من مصر وأمل دباس من الأردن وفضيلة حشماوي من الجزائر و»فلوريس أدجنهوم» من البنين و»جان سيبي أكومو» من كينيا.
وقد اختارت الهيئة المديرة للأيام تكريم فرقة مدينة تونس للمسرح باعتبار أنها أم الفرق المسرحية في تونس والتي أنتجت أجيالا من المخرجين والممثلين والتقنيين... ويخوض المسرح التونسي غمار المنافسة على التانيت الذهبي للأيام من جملة 14 عرضا مسرحيا ، وذلك بالمراهنة على ثلاث مسرحيات هي : «منطق الطير» لنوفل عزارة و»آخر مرّة» لوفاء الطبوبي و»كابوس آينشتاين» لأنور الشعافي.
ندوة عن «المسرح
في زمن المخاطر»
في إدارة للدّكتور حمدي الحمايدي وتنسيق الدكتورة بسمة فرشيشي، تبحث الندوة العلمية لأيام قرطاج المسرحية في موضوع «المسرح في زمن المخاطر» وذلك على امتداد أيام 7 و8 و 9 ديسمبر 2021. وقد ورد في الورقة العلمية للندوة ما يلي: « بسبب جائحة الكوفيد أصبحت تطرح بإلحاح وبشدة قضية المسرح والأزمات الحادة التي تؤدي إلى أشكال متعددة من القطيعة وتفضي إلى اندثار ممارسات وقيم كانت مهيمنة وإلى بداية تشكّل أو ولادة منظومات جديدة. ونظرا لما تتسم به هذه الحالة من عدم الاستقرار ومن غياب الرؤية المستقبلية، يجد المسرح نفسه في وضعية مواجهة لأصناف مختلفة من المخاطر التي قد تثريه أو تحطّمه...... هذا إلى جانب الحوادث الناجمة عن الأداء الركحي والعوامل الطبيعية والصحية المعطلة للعروض ولكسب الرزق وكذلك عزوف الجمهور عن ارتياد المسارح لأسباب عديدة. ولعل أبلغ صورة معبرة عن هذه الوضعية تلك التي تعرض بهلوانيا يحاول أن يقدم مشهدا فنيا لافتا من خلال المشي على حبل رقيق مع المحافظة على التوازن والسعي إلى عدم السقوط».
الومضة الرسمية:
جمالية صورة وروعة رسالة
مما لا شك فيه أن الومضة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية سيكون لها وقع حسن لدى كل من سيشاهدها ويتمعن في مغزاها ورسالتها...فقد كان الاختيار موفقا في استدعاء وجوه مسرحية من مختلف الأجيال لتتحدث عن الركح بما هو العشق والشغف وكل العمر. ما أجمل أن يستمع الجمهور إلى منى نورالدين والبشير الدريسي وجمال المداني وغازي الزغباني وفاطمة الفالحي وهم ينقلون لنا بتعابير وجوههم قبل كلام لسانهم حرارة المسرح ودفء الخشبة ونبض قلب الفنان العامر بالجمال والنابض بالحياة.
الأيّام في أرقام:
• عدد الدّول المشاركة: 26
• عدد المسرحيات: 99
• عدد مسرحيات المسابقة الرسمية: 14
• مسرح الطّفل: 16
• مسرح الهواية وانتاجات دور الثّقافة: 10
• عدد الورشات التّكوينية: 5
• عدد اللّقاءات: 8
99 عرضا في أيام قرطاج المسرحية: عودة الروح إلى الركح
- بقلم ليلى بورقعة
- 09:54 26/11/2021
- 779 عدد المشاهدات
منذ الأزل ظل المسرح صامدا في وجه الأزمات وخالدا إلى الأبد طالما أن على هذه الأرض بشر وفنا. قد تحجب «الكورونا»