في معرض تونس الدولي للكتاب: مذكرات الحبيب الصيد تكشف الخفايا والأسرار

عندما يكتب الفنانون والسياسيون والمشاهير مذكراتهم، فإنّهم لا شك يثيرون دون شك الفضول في اكتشاف خبايا السطور والاطلاع على

خفايا الأسرار. وقد استرعى تدوين رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد لمذكراته اهتمام الوسطين السياسي والثقافي عموما.
يتوفر كتاب « الحبيب الصّيد في حديث الذاكرة » الصادر عن دار ليدرز للنشر في معرض تونس الدولي للكتاب وتحديدا في جناح دار «سيريس» للنشر.
سيرة حياة مهنية وشخصية
بعد أن قضى فصول العمر في التدرج من منصب إلى آخر والتداول على أكثر من منصب سياسي في أكثر من وزارة ، نشر رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد مذكراته في حوالي 500 صفحة مرفوقة بألبوم من الصور الشخصية والرسمية النادرة.
تحت عنوان «الحبيب الصيد في حديث الذّاكرة» وعن دار ليدرز للنشر، أصبحت مذكرات رجل الدولة والسياسة الحبيب الصيد منشورة للعلن وعلى ذمة الراغبين في اقتنائها بمعرض تونس الدولي للكتاب.
وتتوزع صفحات الكتاب على جزءين رئيسيّين، يتناول الأول نشأة الحبيب الصّيد ودراسته بسوسة وتونس والولايات المتحدة الأمريكية، ثم مسيرته المهنيّة إلى حدود سنة 2010. أما الجزء الثاني فيتطرق إلى طبيعة المهام الرسمية التي تولاها منذ سنة 2011 كوزير للداخلية، ورئيس للحكومة ومستشار سياسي لدى رئيس الجمهورية.
في البوح بسيرته الذاتية وتوثيق مسيرته السياسية، رافق الحبيب الصيد الكاتب الصحفي علي الجليطي في نبش الذاكرة وكشف الأسرار والخفايا. وكان علي الجليطي قد رافق الحبيب الصيد حوالي 6 سنوات كمدير لمكتب الإعلام والاتصال بوزارة الداخلية، ثم كمدير عام للشؤون السياسية بالوزارة ذاتها.
وقد جمعت الرجلين لقاءات وجلسات عديدة ومتواصلة من سنة 2017 إلى غاية 2021 لسرد التفاصيل وتحبير صفحات كتاب «الحبيب الصيد في حديث الذاكرة».
صراع مع أذرع الأخطبوط السياسي
وعن رمزية غلاف الكتاب الموشح بأغصان من الزيتون ودلالته في علاقة بالمضمون وشخصية سارد المذكرات، يقول الكاتب الصحفي علي الجليطي: «إن توظيف اللون الأزرق الصافي السماوي في عناق مع غصن زيتون هو إشارة ذكيّة إلى خصوصية صاحب هذه السيرة، المهندس في الاقتصاد الزراعي الذي قضّى جل حياته على الميدان ولا سيما في استصلاح الواحات القديمة وإحداث الجديد منها وتفجير مياه الآبار في إطار استراتيجية مياه الجنوب، ثم الاهتمام بمعالجة مشاكل المناطق السقوية بالقيروان وبنزرت قبل أن يصبح رجل الظل والعضد الأيمن للوزير محمد بن رجب إلى جانب كونه «التلميذ» الوفي والرفيق الملازم للراحل عامر الحرشاني، مهندس سياسة المياه في تونس، في عهد الراحلين بورقيبة وبن علي».
ولعل من أهم أجزاء الكتاب وأكثرها أهمية عند القراء هو المتعلق بالمهام الرسمية الكبرى التي تولاها الحبيب الصيد كوزير للداخلية سنة 2011 ومستشار في عهد «الترويكا»، ثم على رأس الحكومة التونسية سنتي 2015 و2016، وأخيرا توليه خلال الفترة الثالثة خطة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية. 
وقد تم التطرق في هذا الجزء إلى «صمود البلاد أمام زحف غول الإرهاب، والشروع الجدّي في الإصلاحات الوطنية الضرورية. إلا أن التعفن السياسي عمّق الجرح في شرايين الدولة بسبب الأمراض العديدة التي تنخرها، ولا سيما أذرع الأخطبوط السياسي الذي حاول الالتفاف حول رقبة رئيس الحكومة. ومع كل ذلك، فضّل هذا الأخير التصدي ومواصلة المقاومة دستوريا حتى النفس الأخير».
لا شك أن الطبقة السياسية ستعثر بين دفتي كتاب « الحبيب الصيد في حديث الذّاكرة» على شيء من الدروس والعبر، كما سيجد الرأي العام إيضاحات وإنارات عن تفاصيل يلفها الغموض وأجوبة عن أسئلة معلقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115