في السنوات الأخيرة أصبحت الأفلام التونسية حاضرة بقوة في ترشيحات جوائز الأوسكار حيث يطارد فيلم «فرططو الذهب» لعبد الحميد بوشناق هذا اللقب الرفيع والتتويج المرموق.
كانت مصر أوّلى البلدان العربية التي اكتسحت مسابقات المهرجانات العالمية، إذ انطلقت في ترشيح أفلامها لجوائزالأوسكار منذ سنة 1958... لتلتحق بالركب بقية البلدان العربية تباعا. ولكن إلى اليوم بقيت الأوسكار عصية على السينما العربية !
من أيام قرطاج السينمائية إلى الأوسكار
بعد منافسة شرسة بين عدد من الأفلام التونسية، أعلن المركز الوطني للسينما والصورة عن ترشيح فيلم «فرططو الذهب» للمخرج عبد الحميد بوشناق لتمثيل تونس رسميا في جوائز الأوسكار 2022.
وقد تم اختيار هذا الفيلم من طرف لجنة معتمدة من قبل أكاديمية الأوسكار برئاسة مدير المركز الوطني للسينما والصورة سليم درقاشي وعضوية كل من جليلة بكار ورضا الباهي وتوفيق الجبالي وخميس الخياطي و حبيب بالهادي وحبيب عطية وطارق بن شعبان.
وقبل أن يحلّق «فرططو الذهب» إلى الأوسكار للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عالمي، فإنه يقف على خط السباق من أجل الفوز بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية (30 أكتوبر – 6 نوفمبر 2021) إلى جانب الفيلمين التونسيين «مجنون فرح» للمخرجة ليلى بوزيد و»عصيان» للمخرج الجيلاني السعدي.
وتعليقا على ترشيح فيلمه «فرططو الذهب» إلى جوائز الأوسكار 2022 علق المخرج عبد الحميد بوشناق بتأثر على هذا الاختيار المشرف معربا عن سعادته التي لا يمكن أن تستوعبها الكلمات، وعن فخره الذي يعجز اللسان عن التعبير عنه ...
ولا شك أن عشاق السينما ينتظرون بشغف العرض الأول لفيلم «فرططو الذهب» على شاشة أيام قرطاج السينمائية لاكتشاف مضمونه ومتابعة أحداثه سيما وأنّ المخرج عبد الحميد بوشناق اختار التكتم وعدم الإفصاح عن تفاصيل فيلمه الروائي الثاني حتى لا تحرق الأضواء «فرططو الذهب» !
وقد كتب عبد الحميد بوشناق سيناريو «فرططو الذهب» في استدعاء للذاكرة وفصولها الأولى التي تعود إلى أيام الطفولة لينسج حكاية عجائبية وأبطال من خيال وواقع في الآن ذاته... ويلعب أدوار الفيلم ثلة من الممثلين الذين سبق لهم التعامل مع المخرج الشاب من بينهم فتحي الهداوي ومحمد السويسي وهالة عياد ورباب السرايري وياسمين الديماسي ...
و»فرططو الذهب» هو الفيلم الثاني في رصيد عبد الحميد بوشناق بعد فيلمه الطويل الأول «دشرة» (2018) الذي حقق أرقاما قياسية على مستوى بيع التذاكر في القاعات التونسية.
السينما التونسية وملاحقة الأوسكار
لأول مرة في تاريخ السينما التونسية في صنف الأفلام الروائية الطويلة وصل فيلم «الرجل الذي باع ظهره» إلى القائمة النهائية لجوائز الأوسكار2021. ولكن كان الفوز من نصيب فيلم « الثمل « للمخرج الدنماركي توماس فينتربيرغ.
وسبق للسينما التونسية أن غازلت عن قرب جوائز الأوسكار وكانت «قاب قوسين أو أدنى» من التتويج، فقد وصل الفيلم الروائي القصير»إخوان» للمخرجة مريم جوبار إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم قصير عالمي.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن قائمة الأوسكار المختصرة في 8 فيفري 2022 وسيكون التصويت النهائي في 22 مارس 2022. وسيقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورتها 94 يوم 27 مارس 2022 في هوليوود مع بث مباشرعلى أكثر من 200 محطة إعلامية حول العالم.
فهل يطير «فرططو الذهب» من الأوسكار إلى تونس بأجنحة التتويج؟