مهرجان «فيلمكوب» يهتم بظاهرة التمييز العنصري: فلم «لا.. نعم» لمحمود الجمني يفضح عنصرية المجتمع التونسي

إن كانت «العنصرية تنبع من الكذبة القائلة بأن بعض البشر أقل من أن يستحقوا صفة إنسان...»،

فإنّ ممارسات التمييز العنصري لا تزال تهضم الحقوق وتعتدي على الحريات في كل المجتمعات، بالرغم من ترسانة التشريعات ونضال الجمعيات...
وفي هذا السياق اختار معهد غوتة بتونس تنظيم الدورة الثانية لمهرجان «فيلمكوب» تحت عنوان «مرايا» لتسليط للأضواء على ظاهرة العنصرية من خلال باقة من الأفلام العربية والأجنبية.

معاناة أصحاب البشرة السمراء مستمرة في تونس
يمكن لعشاق السينما متابعة أفلام مهرجان «مرايا» مجانا على منصة معهد قوتة على شبكة الأنترنات. وعن فلسفة المهرجان في اختيار ظاهرة العنصرية موضوعا و عنوانا، أفاد معهد قوتة بما يلي :» نحن نعتمد على قوة السينما في الإعلام ورفع الوعي وتعزيز الإبداع وإحداث التغيير الاجتماعي. لهذا السبب قررنا تقديم سلسلة جديدة حول موضوع التمييز العنصري. كانت هناك مظاهرات مناهضة للعنصرية في جميع أنحاء العالم مؤخرا ، لكن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تصدر إلى حد كبير أي قوانين أو تدابير ضد العنصرية. ومع ذلك ، كانت تونس أول دولة في المنطقة تصدر قانونًا مناهضًا للعنصرية في عام 2018.» في دعوة جمهور الفن السابع لتحليل ظاهرة التمييز العنصري بشكل أعمق وأنجع، تم اختيار مجموعة من الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية التي تناولت هذه المعضلة الاجتماعية مع ترك مساحات شاغرة من التأمل والتأويل للمتفرجين.

ومن تونس تمّ ترشيح فلم «لا.نعم» للمخرج محمود الجمني للعرض يوم 24 جويلية 2021 على منصة معهد قونة على امتداد 24 ساعة كاملة باعتباره واحدا من أحدث الإنتاجات السينمائية التونسية وأكثرها صراحة وجرأة التي تناولت ظاهرة العنصرية في تونس. وقد عرّى هذا الفلم زيف المجتمع التونسي في التعامل مع الآخر المختلف عنه في اللون. ففي الظاهر هو يتظاهر بتسامحه وقبوله الاختلاف لكنه في الحقيقة يمارس سلوكات إقصاء ورفض وعنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء.

في هذا الفلم الوثائقي الطويل فضح المخرج محمود الجمني المفارقة الحادة بين قوانين تناهض العنصرية وممارسات تتبنّاها. فمنذ سنة 1846 وهو تاريخ إلغاء بيع الرق من قبل أحمد باي، وصولا إلى المصادقة على القانون الأساسي المتعلق بالقضاء على جميع أنواع التمييز العنصري في أكتوبر 2018، لم يسلم أصحاب البشرة السمراء من التمييز والعنف في التعامل.

وتدور أحداث فيلم حول شابة سمراء البشرة حاملة لشهادة جامعية، أصيلة جهة قابس، تعُود إلى بلدها بعد أن صمّمت على وضع خبرتها في مجال الاتصال لخدمة وطنها. إلا أنّها اصطدمت بمواقف تنم عن التمييز العنصري فقط لاختلاف لونها!
وقد منح المخرج محمود الجمني المصدح والمساحة إلى تجارب متعددة عاشتها شخصيات نسائية ورجالية ذاقت الأمرّين بسبب عنصرية المجتمع تجاههم لأنهم ليسوا من أصحاب البشرة البيضاء.
وقد سبق لفلم « لا.نعم » للمخرج محمود الجمني الفوز بتتويجات سينمائية متعددة منها: جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان القدس السينمائي الدولي وجائزة الجمهور في المهرجان السينمائي الدولي «رؤى من إفريقيا » بمونريال...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115