في المعرض الوطني للكتاب التونسي: تكريم الدكتور عبد المجيد الشرفي... وشهادات من الامتنان والعرفان

أمام مسيرة ثرية وسيرة مشرفة من البحوث والدراسات والمؤلفات... وقف الجميع إجلالا وإكبارا للدكتور عبد المجيد الشرفي

بمناسبة تكريمه في المعرض الوطني للكتاب التونسي باعتبار أنه واحد من أبرز أعلام ولاية صفاقس التي يحتفي بها المعرض كضيفة شرف وبصفته علما من أعلام الفكر والمعرفة في تونس.
ضمن برنامج ثقافي دسم للمعرض الوطني للكتل التونسي، احتضنت «خيمة الإبداع» بساحة المسارح ندوة فكرية، مساء الجمعة 18 جوان 2021، خصّصت للاحتفاء بالمفكر عبد المجيد الشرفي.
تكريم التلاميذ النجباء للأستاذ الجليل
«سبق لنا أن قدمنا أستاذنا الجليل عبد المجيد الشرفي في أكثر من مناسبة. ومع كل تكريم أو احتفاء بمسيرة أستاذ الأجيال تتضاعف لدينا الرغبة في إبراز جانب آخر من إسهامات هذا «الفاعل» في مجال المعرفة»... بهذه الكلمات استهلت الدكتورة آمال القرامي - التي ترأست جلسة التكريم - حديثها عن الشخصية القديرة المحتفى بها.
وفي مداخلتها بعنوان «عبد المجيد الشرفي : الأستاذ المشرف وواجب الرعاية الإنسانية» تقول أستاذة الحضارة العربية الإسلامية آمال القرامي : «لاشك أن «الشرفي» ساهم بقدر كبير في بناء صورته والمحافظة على هيبته ومقامه الجليل الذي جعل كل من يلتقي به يشعر بأنه أمام قامة معرفية تفرض الاحترام والتقدير. ولكن قلّما تحدث المنتمون والمنتميات إلى مدرسته عن دور آخر اضطلع به الأستاذ المشرف وهو الرعاية الإنسانية، وهو دور لا يقل في نظرنا أهمية عن الدور العلمي. ولابد أن نعترف بأننا قد استفدنا من هذه الرعاية في مرحلة التأطير إذ كان الأستاذ المشرف دائما مستعدا للإصغاء، قادرا على إبداء التعاطف دون تكلف أو مجاملة أو رياء ومستعدا للبذل والعطاء دون حساب».
في مداخلة بعنوان «نقوش في الذاكرة...أستاذ الأجيال «تحدث الأستاذ الجامعي بسّام الجمل عن تأثير كتابات عبد المجيد الشرفي في مسيرته وفكره، قائلا:» إنّ الدروس التي استخلصتها من تجربتي مع الأستاذ عبد المجيد الشرفي جديرة بالتدبر والتأمل وأولاها بالذكر أن تكون كتاباتك من جنس «السهل الممتنع». ومن تلك الدروس أيضا أن تكون لك مساهمة ولو بوضع لبنة في صرح العلم، فيكون لك نصيب في الإضافة المعرفية، فتزور بكتاباتك عن مقالات الاجترار والإتباع وإعادة إنتاج أعمال غيرك. أضف إلى ذلك كله ما كان يتحلّى به الأستاذ عبد المجيد الشرفي من تواضع غير زائف في علمه وفي تعامله مع طلبته وزملائه، وهل يتواضع غير العلماء؟ سيبقى الأستاذ عبد المجيد الشرفي أحد أبرز أعلام الجامعة التونسية. وقد تخطّى صيته حدود البلاد التونسية ليكون بحق وجدارة من زمرة كبار العلماء والمفكرين في قضايا الدين والسياسة والاجتماع. إنه أستاذ الأجيال بلا منازع.»
قطع مع المسلمات وتأصيل لقيم الحداثة
اختارت دكتورة الدراسات الحضارية هاجر منصوري أن تسم شهادتها عن الدكتور عبد المجيد الشرفي بـ» الخطوة تلو الخطوة من أجل تحديث الفكر الديني»، وقد جاء فيها ما يلي :» ظل هاجس الأستاذ الشرفي أساسا: الربط بين الإسلام والحداثة حتى يكون للمسلم موطئ قدم في حاضره، ومن خلاله يمكن أن يستشرف مستقبله. ولا يمكن أن يتحقق له ذلك دون أن يتخلص من جهة أولى من قيد الماضي والتراث بالمفاهيم التي يقدمها أصحابه آنذاك، ومن دون أن يتشبّع من جهة ثانية، بمنظومة حقوق الإنسان الحديثة والقيم الإنسانية الكونية...»
تحت عنوان «أيّ إسلام كرّم المرأة؟» قالت الأستاذة والباحثة في الفكر النسوي والدراسات الجندرية هاجر خنفير: « من ركائز ذاك الخطاب الذي شرع دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية في ترويجه منذ منتصف القرن الماضي شعار «الإسلام كرّم المرأة». وتتجلى خطورة هذا الشعار في ما يعكسه من نظرة ماهوية للإسلام مثلما أوضح الأستاذ عبد المجيد الشرفي ....لقد تفاوتت حدة رفض الحقوق والحريات الفردية من بلاد إسلامية إلى أخرى لكنها تكاتفت بشكل أو بآخر في عملية التعتيم والتضليل على ما ألح عليه عبد المجيد الشرفي من تناغم جوهر الرسالة مع قيم الحداثة إذ يقول:» إن الحداثة غربية المنشأ كونية التأثير ومن أبرز القيم التي أفرزتها وكانت الرسالة المحمدية تحملها بامتياز اعتبار الإنسان شخصا حرا مسؤولا لا مجرد فرد من أفراد المجموعة.
واختار الأستاذ والباحث باسم المكي أن يعنون مداخلته بـ «كلمة في تكريم الأستاذ عبد المجيد الشرفي» وفيها قال: «كان لكتاب «الإسلام بين الرسالة والتاريخ» لعبد المجيد الشرفي شأن كبير في نحت معالم تفكيري وصقل كياني. وأعتقد أن الكتاب كان بيانا من أجل إسلام حداثي يقطع قطعا تاما مع الفهم السائد والمتحجر لإسلام قديم مازال يصر على مسلمات لم يعد من الممكن المحافظة عليها في عالم متحرك تهيمن عليه قيم الحداثة.
بعد حديث الذكريات واسترجاع الطرائف والنوادر في جمع من التلاميذ والمتأثرين بفكره وكتاباته، تسلّم عبد المجيد الشرفي شهادة التقدير ودرع التكريم من مدير المعرض الوطني للكتاب التونسي محمد المي الذي أكد أنّ الدكتور عبد المجيد الشرفي لا يحتاج إلى تقديم بل يستحق أكثر من تكريم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115