مجموعة «مقام» تمثل تونس مهرجان موسيقى العالـم: أصبحت الأحلام حقيقة

و الفضاءات الثقافية ليصنعوا لأنفسهم عالما تملؤه الموسيقى والمسرح والفن، الوطن هناك يفتح ابوابه للحالمين، ذاك الوطن الصغير يختزل آمالهم ويوفر لهم اساسيات العمل الابداعي علّهم يحطمون بالموسيقى صخور التهميش الصمّاء، في بني خداش يفتح فضاء «وطن» ابوابه لكل المولعين بالفنون، يوفر لهم دروسا وورشات تكوينية في المسرح والموسيقى و الشعر والصورة.
ذاك الوطن الهادئ الصغير المقاوم لجفاف فكري وثقافي استطاع أبناؤه ورواده تأسيس مجموعة من النوادي القارة منها نادي المسرح ونادي الموسيقى وأصبح للوطن الاصغر مجموعته الموسيقية التي ستمثل الوطن الاكبر تونس في مهرجان موسيقى العالم بمدينة «بلفور» الفرنسية في سيتمبر 2021، و «مقام» هو اسم المجموعة الموسيقة التي ولدت في وطن ببني خداش، هناك بين الجبال والقصور المترامية يوجد الفضاء الشامخ كشامة على جبين جبل بني خداش، فضاء وطن الثقافي اول فضاء ثقافي خاص في تلك الربوع «الحرشة» المتعطشة للفنون و الحياة و الإبداع، حلم الاستاذ عبد الحكيم صويد خريج المسرح، الفنان المحبّ لمدينته والحالم ان يكون الوطن اكبر ليتسع لاحلام اطفال همشتهم السلطة وحرمتهم الجغرافيا من منشئات يمارسون فيها القليل من الفن فولد وطن رمزا للحلم و المقاومة.
مجموعة «مقام وطن» وفي تصريح للمغرب يقول المدير الفني للفضاء جلال حمودي ان المجموعة «مقام» تهتمّ بالموسيقى الملتزمة ولها انتاجات في الموسيقى الوترية ستعرض اول مرة في مهرجان بلفور و يضيف محدثنا مجموعة موسيقية احدثت سنة 2018 بفضاء وطن الثقافي قام ببعث المجموعة الأستاذ عبد الحكيم الصويد وتشمل المجموعة كل من العازفين وهم أصيلوا منطقة بني خداش شفيق محمدي عازف على آلة السنتور والثلاثي سليم لمين سليم عازف على آلتي العود والقانون عاطف سليم عازف على آلة الكمنجة عصام سليم عازف على آلات الإيقاع ويضيف المدير الفني لوطن قمنا بإرسال مشاركتنا لمهرجان موسيقى العالم الذي تقام فعالياته في بلفور كل سنة ويهتم هذه السنة بالموسيقى البرازيلية تم قبول الملف التقني للعرض الموسيقي لتمثيل تونس في هذا المهرجان حيث سيكون لنا عرضان عرض داخلي في علبة ايطالية وعرض خارجي في الفترة الممتدة بين 09 و 12 سبتمبر ويرافق المجموعة في هذه المشاركة المدير الفني جلال حمودي والاستاذ طارق محضاوي.
من ربوع بني خداش والجنوب الشرقي الى بلفور شرق فرنسا، من مناخ جبلي جاف الى مناخ ممطر ومن اللون الاصفر والبني الوان التربة الى الاخضر وزرقة مياه نهر الراين، رحلة موسيقية وجغرافيا ستقودها مجموعة مقام الحالمة بنشر موسيقاها والتعريف بفضاء وطن الذي احتوى احلام الشباب وامن بقدرتهم على النجاح.
وطن فضاء عمره خمسة اعوام افتتح ابوابه في جانفي 2016 عن الفكرة الجامحة يقول عبد الحكيم صويد انطلقت عندي كالحلم حين كنت ادرس في المعهد العالي للفن المسرحي حينها حلمت بفضاء خاص في بني خداش وهي عادة غير موجودة في جهتنا وهدفنا الرئيسي احتضان المبدعين والموهوبين الذين لا تظهر مواهبهم الا عند الوصول الى المدينة، الفضاء حاضنة لهم ولإبداعاتهم نحاول تاطيرهم وتوفير فضاء مخصص لإبداعاتهم، نحاول ان نقدم انشطة دورية مع المسرح الى المالوف والطربيات فملتقيات لنادي الكتاب والمعارض والفضاء مفتوح لكل عشاق الحياة لأننا نريد ان يشعر الرواد ان بني خداش وغيرها من المدن الداخلية فضاءات يمكن ان تمارس فيها الثقافة كما المدن الكبرى.
وبعد خمسة اعوام نجح الفضاء في تكوين قاعدة جماهرية تتابع تظاهرات الفضاء وانشطته ونجح في جلب عدد من الشباب والاطفال الذين انخرطوا في التجربة الابداعية لوطن على غرار مبروك المحضاوي و جلال حمودي و علي محمدي وطارق المحضاوي، كبر الحلم وبات حقيقة واصبح له تظاهرات قارة على غرار ملتقى فن الممثل وانتج العديد من الاعمال المسرحية على غرار «اصوات» و«ايثار» و«مرّة» ومهرجان لمسرح الطفل ولقاءات شعرية وادبية قارة يقول المشرفون عليها ان بني خداش شامخة كما جبالها منها يستمد أبناؤها القوة لتكون مدينة للثقافة و الحياة.