باب القرآن: سورة الفاتحة (3)

وفضائلها كثيرة ومن فضائلها ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله وهذا الحديث القدسي ينبغي أن يتذكّره الإنسان وهو يصلّي ويقرأ الفاتحة عن النبي صلى

الله عليه وسلم يحكي عن ربه عز وجل "قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ، ولعبدي ما سألَ، فإذا قالَ العبدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، قالَ اللهُ تعالى: حمدني عبدي وإذا قالَ: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" قالَ اللهُ تعالى: أثنى عليَّ عبدي. وإذا قالَ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ". قالَ: مجَّدني عبدي "وقالَ مرَّةً: فوَّضَ إليَّ عبدي" فإذا قالَ: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قالَ: هذا بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سألَ. فإذا قالَ: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" قالَ: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" - عندما يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقولها وهو يحمد الله ويتذكر النعم العيمة التي أنعم بها عليه ومنها سورة الفاتحة ويتذكر أن الله سيجيبه ويقول حمدني عبدي، وهذا شيء عظيم جداً وهكذا في بقية القراءة- هذا نور كبير وخير عظيم لا يؤتاه إلا المسلم ولا يؤتاه إلا المصلّي فنسأل الله أن يثبتنا على ذلك.

سورة الفاتحة فيها معاني كثيرة، وأصل المعاني واضح منها تذكّر بنعمة الله على العبد "الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" · "الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ" مهما جاءك فإنما يجيئك شيء من الرحمن الرحيم وهو سبحانه وتعالى أرحم بنا من أمهاتنا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لو أمّ الإنسان أوصلت إليه شيئاً لا يتصور أن يأتي منها إلا كل طيب لأنها أمّه فكيف بأرحم الراحمين أرحم بعباده من الأم بولدها؟!. قد تجد بلاء يحل بالمسلمين أو بك أو بأمة أو ببلد فتتألم وتشعر أين الرحمة؟! قال سبحانه وتعالى "مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" لأنّ الدنيا ليست نهاية المطاف، متى يأخذ الإنسان جزاءه الكامل؟ متى يرى الظالم مغبة ما صنع؟ متى يجزى الجزاء الأوفى؟ يوم القيامة فالدنيا ليست نهاية المطاف فاحمد الله واعلم أن الأمر في نهايته لن يكون إلا بإعطاء كل ذي حق حقه فأهل الخير وأهل الطاعة سيعطيهم الله ويزيدهم من فضله وأهل المعصية سيعاملهم بعدله نسأل الله أن يجعلنا من أهل الفضل. · "مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" تزيل عن نفسك أن هذا الظالم عاش ظالماً إلى أن مات وهو متمتع لكنه بعد أن مات يأخذ جزاءه الأوفى ·
"مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" تذكير بيوم القيامة، واجب علينا أن نتذكر أن هناك يوم الدين، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، هل أعطي الأجير الذي عندي حقه؟ هل أتعامل مع زوجتي بشكل يرضي الله سبحانه وتعالى؟ أتعامل مع أقاربي مع القريب والبعيد؟

"ملك يوم الدين" تذكير يومي في كل ركعة أن هناك شيئاً اسمه يوم الدين يوم القيامة.·

وقوله تعالى "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" تذكير للإنسان بالعهد الذي بينه وبين الله وبالعلاقة التي بينه وبين الله فنحن عبيد وهو الربّ مفرد بالعبادة لا يشركه فيها أحد فأنت لا تقول نعبدك وإنما "إِيَّاكَ نَعْبُدُ" نعبدك ولا نعبد أحداً سواك ولا نستطيع أن نعبدك إلا بعونك ولذلك نقول "وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"·
ثمّ في آخر السورة يذكرنا أننا في هذه الدنيا لسنا موجودين عبثاً وإنما نحن سائرون منّا سائر في طريق الذين أنعم الله عليهم وهم الذين يتبعون الرسل وهنالك سائر في طريق المغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق ولكنهم ما سلكوا طريقه وهنالك سائر في طريق الضالين لم يعرفوا الحقّ ومشوا بدون علم فعلى الإنسان أن يسير بعلم وهو سائر ولا بد "لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ "المدثر:37

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115