صدر حديثا عن دار الكتب الوطنية: «الأزياء النسائية التقليدية» كتاب موسوعي عن كنوز التراث اللامادي

يبقى اللباس التقليدي مادة تراثية خصبة التقنيات والجماليات... سيما إذا كان نسائيا يحتفي بالألوان المبهجة والأشكال البديعة

والخامات المتنوعة. بعد أكثر من أربعين عاما، نفضت المكتبة الوطنية الغبار عن الكتاب المرجعي «الأزياء النسائية التقليدية» لتعيد طباعته في نسخة حديثة إلى جانب ترجمته إلى اللغة العربية.
بفضل مسح إثنولوجي وتاريخي أجراه باحثون من مركز الفنون والتقاليد الشعبية من عام 1966 إلى غاية سنة 1978 تم وضع كتاب «الأزياء النسائية التقليدية». لكن لم يعد نشره إلا مؤخرا بعد أن تفطنت المكتبة الوطنية إلى قيمة هذا الكنز المنسي.
الزي التقليدي النسائي بكل تفاصيله وجمالياته...
بين صفحات كتاب «الأزياء النسائية التقليدية»يتجلّى الزي النسائي التقليدي بكل تفاصيله الحياتية وومضاته التاريخية ليكون وجها من وجوه التراث اللامادي النابض بالخصوصية والهوية.
من جهة إلى أخرى، ومن محفل إلى آخر، تتنوع الأزياء التقليدية النسائية لتتكيف مع الموروث والثقافة المحلية وروح المناسبة... وفي هذا السياق يأتي كتاب «الأزياء النسائية التقليدية» ليبرز الفسيفساء المذهلة للتراث التونسي في خياطة الملابس ويوضح هذا الكتاب «كيف كان لأصغر قرية تقاليدها الخاصة في النسيج والتطريز والحياكة وفي اختيار إكسسوارات مختلفة تتراوح من أغطية رأس أندلسية إلى أحزمة بدوية متعددة الألوان».
ولأن هذا الكتاب يحتوي على كل التوضيحات والإيضاءات لإعادة بناء تاريخ الملابس النسائية الرسمية في تونس من حيث مكوناتها ومصادر تأثيرها ومرجعياتها الجمالية... فإن «إعادة نشره باللغتين العربية والفرنسية يهدف إلى إحياء الأبعاد التعليمية والإثنوغرافية والفنية للأزياء النسائية التقليدية . ويمكن أن تكون كل من النسختين أداة تعليمية و»كتالوج» من شأنه أن يلهم النساء والحرفيين والمهنيين أشكالا أخرى من الخلق والإبداع...
وقد قامت المكتبة الوطنية بإعادة تحرير»الأزياء النسائية التقليدية» وترجمته إلى اللغة العربية بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث. وتولت المؤرخة قمر بن دانة مراجعة النص الفرنسي، في حين اهتمت هاجر الساحلي بمراجعة النص في ترجمته إلى العربية. وجاء التصميم الفني للكتاب بإمضاء شادلي حوال.
في تحية تقدير وعرفان، أفادت المديرة العامة لدار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة أنه سيتم تكريم مؤلفي كتاب «الأزياء النسائية التقليدية» وهم سميرة قرقوري ستّهم ونزيهة بن تنفوس وعلي الزواري... في انتظار التواصل مع ورثة المؤلفين الراحلين وهم : نزيهة محجوب وAndré Louis وفتحية الصخيري وClémence Sugier وعلياء لخوة بيرم.
ويمكن للراغبين اقتناء كتاب «الأزياء النسائية التقليدية» مباشرة من مقر دار الكتب الوطنية بمبلغ 60 دينارا للعموم و40 دينارا للطلبة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115