مطالبة بالإيقاف الفوري لإشهار إحدى شركات الحليب: الإساءة إلى الأغنية التونسية وإلى حقوق الملكية مرفوضة !

لئن كانت الدعاية شرطا أساسيا لتسويق أي منتوج، فإن إعداد الومضات الإشهارية الناجحة يقتضي توّفر عناصر الإبتكار والطرافة والجمالية حتى تصل الرسالة

وتنجح في جلب اهتمام الجمهور. لكن يبدو أن إحدى شركات صناعة الألبان ومشتقاتها قد بالغت في بحثها عن التجديد والاختلاف في تنفيذ إعلاناتها إلى حد الإساءة إلى الأغنية التونسية والاعتداء على حقوق الملكية الأدبية والمعنوية.
في إحدى الومضات الإشهارية على شاشات عدد من القنوات التونسية، جلس فنان يعزف على عوده ويدندن لحن أغنيات خالدة في الموروث الموسيقي مع التصرف في كلماتها ... إلا أن جمهوره لم يكن بشرا بل بقرا يرعى الكلأ !

نقابات وجمعيات موسيقية تستنكر
قامت إحدى الشركات المصنعة للحليب ومشتقاته بالعبث بأغنية الفنان الراحل الهادي القلال «منيّرة يا أم العنين كبّيرة» وتعويضها كلماتها بـ«بقيّرة يا بقيّرة» وكذلك تغيير أغنية «بحذا حبيبتي تحلى السهرية» لتصبح بحذا بقيرتي تحلى السهرية ! « وهو ما اعتبرته النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة «تشويها ممنهجا للأغنية التونسية داعية الشركة المعنية إلى سحب هذا الإشهار تقديرا للأغنية التونسية مع تقديم اعتذار عن هذا التعدي الصارخ الذي مسّ من كل العائلة الفنية التونسية».
كما ناشدت النقابة المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف «للتصدي لمثل هذا التشويه ومعاقبة كل من تسول له نفسه الإقدام على هذا العمل الشنيع».
وبدورها استنكرت «جمعية أحبّاء الموسيقار أحمد عبد الوهاب» الإساءة إلى الموروث الفني والمساس من مكانة أحد عمالقة الغناء التونسي. وحذرت الجمعية من «التلاعب بموروثنا الثقافي مهددة باللجوء إلى القضاء في حال لم تتوقف هذه التجاوزات الخطيرة».
ودعت المسؤولين على هذه الشركات إلى الدفاع عن ثقافتنا والمساهمة في الحفاظ على هويتنا...

مؤسسة حقوق التأليف تندد بتشويه المحتوى والاستغلال دون ترخيص
لأن من مهامها رعاية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والدفـاع عن المصالـح الماديـة والمعنوية لأصحابها، دعت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة كافة القنوات الإذاعية والتلفزية المعنية للتوقف الفوري عن بث ومضتين إشهاريتين تحملان عنواني «منيرة منيرة» من أداء الفنان الراحل الهادي القلال، و«بحذا حبيبتي تحلى السهرية» أغنية من التراث الـوطني ، مع قيامها بما يستوجب قانونا لحفظ حقوق منخرطيها المعنوية والمادية وإتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة..
واعتبرت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أن «الشركة المنتجة للومضتين عمدت إلى تغيير كلمات الأغنيتين بتشويه محتواها والاعتداء على حقوق أصحابها، واستغلالهما دون الحصول على ترخيص قانوني مسبق واحترام مقتضيات التشريع الوطني المتعلق بحقوق الملكية الأدبية والفنية».
وذكرت المؤسسة أنّ «أي إستغلال لمصنف موسيقي بأية طريقة كانت ومنها في الومضات الإشهارية يستوجب الترخيص المسبق من صاحب الحق أو من ينوبه قانونيا، المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجـاورة و ذلك وفق شروط حددها التشريع الوطني في مجال الملكية الأدبية والفنية».
كما « يستوجب القيام بأي حذف أو تغيير أو إجراء أي تعديل آخر على مصنف موسيقي الموافقة الكتابية من صاحب الحق أو من ينوبه ولا يحق المساس بذات المصنف بإعتبار ذلك حقا معنويا غير قابل للتصرف فيه».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115