صورة وتعليق: عفوا التاريخ لا يرحم ... والخلود للإبداع !

«رسالتان نادرتان كتبهما الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد سنة 1984 إلى محمد المزالي الوزير الأول والبشير بن سلامة وزير الثقافة آنذاك حول مصادرة كتابه»... بهذه الكلمات صاغت أرملة محمد الصغير أولاد أحمد تعليقا أرفقته بنشر رسالتين كان الشاعر الراحل قد بعث بهما

إلى ممثلي السلطة احتجاجا على مصادرة ديوانه الشعري «نشيد الأيام السّتة».
وفي هذه الوثائق التي أخرجتها «زهور»، أرملة فقيد الشعر التونسي والعربي من «الصندوق الأسود» لشاعر احترف الحرف وعانق المجد، بدا صاحب «أحبّ البلاد» كما عرفه جمهوره واعتاده عشاق كلماته وآلفه هواة نظمه...فمن وراء هذا «النبش» في ذاكرة حيّة لرجل لم يعد على قيد الحياة، تجلّت بوضوح لا يقبل التشكيك صورة الشاعر الحرّ الذي لا يقبل الخضوع، والشرس العصيّ عن الترويض، والجريء الذي لا يعرف المداهنة والمهادنة ...

في رسالتيه، لم يتظلم «أولاد حمد» من الجور الذي لحق ورقات شعره ونفحات سطره... ولم يطلب الصفح ويرجو العفو بل وجّه كلاما موجعا وتقريعا مشاكسا بلسان ساخط ولاذع وهو يخاطب «أهل السلطة» في بلاده ... وقد قال من بين ما قال: «شكرا على كل هذا! فلقد أنجزتم في يوم واحد ما لم يقدر الاستعمار الفرنسي على إنجازه طيلة ثلاثة أرباع القرن».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115