في سابقة تاريخية للأفلام الطويلة التونسية: فلم «الرجل الذي باع ظهره» يقترب من الأوسكار!

من فلم إلى آخر، تصنع المخرجة التونسية كوثر بن هنية الحدث والعجب!  ولأنها تمتلك عينا سينمائية متفردة وفريدة من نوعها،

فإن أفلامها تحظى بالإعجاب والتتويج في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية. ولم يشذ فلمها الأخير «الرجل الذي باع ظهره» عن هذه القاعدة فنال الجائزة تلو الجائزة ونجح في اكتساح القائمة النهائية لجوائز «الأوسكار»...
في قسم أحسن فلم عالمي ينافس «الرجل الذي باع ظهره» على جوائز الأوسكار إلى جانب 4 أفلام أجنبية وهي : «جولة أخرى» (الدنمارك) و«أيام أفضل» (هونغ كونغ) و«عمل جماعي» (رومانيا) و«إلى أين تذهبين يا عايدة» « (البوسنة والهرسك). ومن المنتظر أن تعلن الأوسكار عن جوائز دورتها 93 في 25 أفريل 2021 في لوس أنجليس.
فلم مخرجة تونسية بمقاييس عالمية
بكل استحقاق فرض فلم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية المقيمة في باريس نفسه في القائمة النهائية لجوائز الأوسكار بعد أن رشحه المركز الوطني للسينما والصورة ليمثل تونس في هذه الجائزة الدولية المرموقة بفضل توفره على كل المعايير المطلوبة. وفي تدوينة لها على صفحتها الرسمية وصفت كوثر بن هنية تنافس وصول فلمها إلى القائمة النهائية للأوسكار بالـ «الحدث التاريخي... والحلم الذي يتحقق».
تروي كوثر بن هنية في «الرجل الذي باع ظهره» من بطولة الممثل السوري الكندي يحيى مهاينى والنجمة العالمية مونيكا بيلوتشى... قصة اللاجئ السوري «سام» الذي يرتاد المعارض الفنية الكبيرة ليقتات من ملذات موائدها مما جعله محلّ سخرية واستهزاء! هناك تعرّف على الفنان الأمريكي الشهير «جيفرى جودفرا» الذي عقد معه صفقة تتمثل في حصوله على «فيزا « حتى يستطيع السفر للقاء حبيبته في بلجيكا مقابل تسليمه ظهره ليرسم عليه عملا فنيا معاصرا !
في توليفة رائعة، وحبكة ذكية استطاعت المخرجة كوثر بن هنية أن تجمع بين قضيتين من عالمين مختلفين على شاشة واحدة وفي فلم واحد دون تناقض أو تنافر. لقد نجحت صاحبة «الرجل الذي باع ظهره» أن تقتحم كواليس سوق الفن العالمية من جهة، وأن تسلط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين من جهة أخرى في ربط ذكي وطريف .
قد يبدو موضوع فلم «الرجل الذي باع ظهره» موغلا في الخيال وتطرف الإبداع لكن هذا الانطباع سرعان ما تبدد حين نعلم أن المخرجة كوثر بن هنية قد استوحت سيناريو فلمها من عمل فني حقيقي قام فيه الفنان البلجيكي المعاصر «ويم ديلفوي» برسم وشم على ظهر رجل وعرض العمل للبيع فعلا !
من وراء مشاهد فلم «الرجل الذي باع ظهره»، نفذت بصيرة المخرجة كوثر بن هنية إلى ماهية الفن المعاصر وعرّت مأزق سوق الفن في اللهث وراء شراء الأعمال المبتكرة والخارقة للعادة. عندما يحل الإنسان روحا وجسدا محلّ العمل الفني غير الحيّ، فلا شك أن قوانين سوق الفن ستهتز ارتباكا أمام «المادة» الجديدة المحكومة بجدلية الحياة والموت.
لأول مرة في تاريخ السينما التونسية في صنف الأفلام الروائية الطويلة يصل فلم «الرجل الذي باع ظهره» أقى القائمة النهائية لجوائز الأوسكار. ولكنها ليست المرة الأولى التي تغازل فيها السينما التونسية جوائز الأوسكار وتكون «قاب قوسين أو أدنى» من التتويج، فقد سبق وأن وصل الفلم الروائي القصير»إخوان» للمخرجة مريم جوبار إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار لأفضل فلم قصير عالمي.
فهل يحدث فلم «الرجل الذي باع ظهره» المفاجأة ويهدي إلى تونس جائزة الأوسكار ؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115