الرسامين مع جدران الحي ليلونوا ويرسموا الذاكرة الشعبية والتاريخية بالألوان، خمسون فنانا انطلقوا في تزيين الجدران ونبش الغبار عن الذاكرة المنسية بالاشتراك مع اتحاد الفنانين التشكيليين والرابطة التونسية للفنون التشكيلية ونقابة المهن والفنون التشكيلية.
خمسون فنانا اجتمعوا لتزيين الجدران وانجاز المسلك الفني وتاثيثه بالالوان، خمسون فنانا يؤمنون أن الرسم سلاح وللريشة رسالتها ايضا فهي تدغدغ العين والذاكرة وتنتصر للحياة ولذكرى الشهيد، الوانهم تكتب مواقفهم الفنية والسياسية ولعل جدارية «تصحيح مسار الثورة» لحسين مصدق الشاهد على انحياز الفنان للوطن والوطنيين.
وتواصل الاحتفال في بهو دار الثقافة بجبل الجلود مع الافتتاح الرسمي للملتقى مساء السبت 6فيفري تاريخ اغتيال الشهيد تحت شعار «بالثقافة والفن نبعث الامل»، وكان الانطلاق بتدشين معرض الشهيد «الشهيد في الذاكرة» وهو عبارة عن معرض للقصائد والصور و اللوحات الفوتوغرافية تجسد اهم اقوال شكري بلعيد.
وفي كلمته الافتتاحية قال المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية تونس شاكر الشيخي «ان تونس اليوم تحتفل بذكرى استشهاد شكري بلعيد ومثلما بقي 5 ديسمبر 1952 ذكرى اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد محفورا في ذاكرة كل التونسيين الاحرار فان 6 فيفري 2013 سيبقى ذكرى خالدة في وجدان كل التقدميين من التونسيين الاحرار لان شكري بلعيد تقدمي ومثقف وشاعر إضافة الى كونه زعيما سياسيا ومناضلا وطنيا نجتمع اليوم في فضاء ثقافي لنحيي ذكراه وان كنا نعتقد أنه حي بيننا لان الشهداء أحياء بيننا وبروحهم نستنير»..
مضيفا انه لا خلاص لنا مما نحن فيه إلا بالثقافة والرهان على العلم والمعرفة، ولئن ظل وضعنا أسوأ مما كنا نتوقع فلأننا لم نعتبر أن الثقافة هي أساس خلاص الشعوب ومقياس تقدم الأمم ورقيها وقد أدرك الشهيد شكري بلعيد ذلك فلنكن اليوم «كلنا شكري بلعيد».
ملتقى بلعيد ملتقى فني يحتفل بالألوان ويسعى الى تغيير المشهدية المعتادة في الازقة والشوارع التي كان يمر منها شكري ويتردد عليها، وهو ملتقى يجتمع فيه أهل الفكر والابداع فهو بهذا منارة مضيئة ندعو الى الالتفاف حوله حتى يتعزز بهم ونكون جميعا في مستوى رسالة شكري بلعيد وفي مستوى آماله فينا ونحن نحارب الظلامية والإرهاب ونردد بصوت عال: شكري حي.. شكري حي.. شكري حي فينا الى الابد» كما يقول شاكر الشيخي.
وتتواصل الاحتفالات ويتجدد الموعد يوم 10 فيفري 2021مع ندوة فكرية تأثيث الدكتور المنجي المبروكي تحت عنوان «النخب الثقافية والعلمية وتدابير الاختلاف في تونس: قراءة في المجال الثقافي» تقوم على مداخلات كل من الدكتور منذر المبروكي والاعلامي كمال بن وناس والباحث في الانطروبولوجيا الثقافية محمد البوعزيزي.
وتتواصل فعاليات الاحتفال ليتجدد الموعد صبيحة 11فيفري مع ندوة علمية «الابداع والمجتمع» يراسها توفيق علوي وتقوم على مداخلات للشاعر عبد العزيز حاجي و الروائية والباحثة امنة الرميلي والدكتورة امال موسى.
وتختتم التظاهرة يوم 13فيفري بعرض للانتاجات الفنية المنجزة طيلة الملتقى وتكريم للمشاركين.