في اتحاد الكتاب التونسيين: الهـــادي جـــاء بالله ضيْفُ نـــادي الشّعـــر

استضاف نادي الشّعر مؤخرا الشّاعر الهادي جاء بالله لمحاورته حول باكورته الشّعريّة التي كانت صدرت منذ عقْدين تحت عنوان ( خُطاهم... هُنا وَ هُناك).

و ضيْفنا الذي يشتغل منذ سنوات في الصّحافة سبق له ان اصدر في الادب عامّة روايتيْن :الأولى بعنوان ( الدّرواس) سنة 2002 ، والثانية بعنوان ( مواسم الرّزّاز خصّها الاديب صلاح الدّين بوجاه بتقديم قرّظها فيه، و ذلك سنة 2008، و قد صدرت كذلك في طبعة ثانية سنة 2013...
وقد تفضّل بتقديم هذا الضيف عضو النّادي النّشيط الشّاعر بوراوي بعرون الذي اعتمد، كعادته، التّمشّيَ السّيميائيّ في مُقاربته للأثر ككلّ مُتوقّفا عند العنوان و الغلافيْن الاوّل و الثّاني و دلالاتها جميعا كعلامات... خالصا إلى تنزيل ضيفنا الشاعر ( الهادي جاء باللّه) ضمن كوكبة جيل التّسعينيّات الذي كان لشعرائه إسهام لا يُنكر في تطعيم الشعر التّونسيّ المعاصر بالجديد...

وكان لبوراوي بعرون وقفة حاذقة عند خصائص الشّعر في باكورة الهادي جاء باللّه، فدرس تباعا اللّغة و الصّورة و الإيقاع وأشار اعتمادا على راي (منصف الوهايبي) إلى انّ المُبادرة في كتابة صاحب ( خُطاهم... هنا و هناك) تعود إلى الكلمات حيث «تنهض الشّعريّة داخل التّعبير، لا داخل المعبَّر عنه»... أمّا الصّورة الشّعريّة فتستمدّ اهمّيتها ، كما اوضح المحاضر من هيمنة الرّمز بانواعه و قدرته على استيعاب المجاز التّقليديّ ممّا يعطي للصورة طابعا مشهديّا ينتظم النصّ الشعريّ ككلّ ، فإذا التّخييل عند جاء بالله تخييل رؤياويّ حدسيّ، كما اكّد « بعرون».... وهكذا فإنّ غنى الصّورة هنا بقدر ما يُشيع الانزياح و الغموض فإنّه يُحقّق للقارئ المُتعة والإدهاش...
وفي دراسته لإيقاع الشعر في «خُطاهم.. هنا و هناك» لاحظ «بعرون») سيطرة النّغم الذي يستطيبه السّمع في النصوص التي تتوسّل الوزن الخارحيّ، كما في النّصوص التي تجترح إيقاعها الدّاخليّ... أمّا في مستوى البنية و ما سمّاه بوراوي بِـ « تجلّيات الكتابة» فإنّ تنوّعها بين نصوص طويلة و ملحميّة و بين نصوص متوسّطة الطّول و ومضات شعريّة يُترجم

غناها و غنى شاعريّة ضيفنا الذي يبرز بحقّ من خلال باكورته هذه صوتا من أصوات شعراء التّسعينيات اللاّفتين مُبكّرا...

تفاعلا عن سؤاله حول غيابه عن السّاحة كشاعر فإنّ الهادي جاء باللّه نفى ان يكون كسولا او متقاعسا، و اكّد على انّه كان و لا يزال و سيظلّ مُتعفّفا بعيدا عن أن تستهلكه ظواهر الاستعراض التي لا علاقة لها بالإبداع.... ثمّ قرأ نصوصا من باكورته و من جديده تجاوب معها الحاضرون بالإنصات ثمّ بالمناقشة...
و قبل أن يختم الشاعر الهادي جاء باللّه اللقاء بقراءة نصّ أخير ، كما جرت به العادة في نادي الشّعر ، آثر أن يتفاعل من جديد مع تدخّلات محاوريه فأكد أنّ ما يهمّه هو انْ يُمارس الكتابة و كفى ، بعيدا عن ان يُلزم نفسه بالتّفاعل مع مراجع سابقة أو لاحقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115